" مقصلة الحب "

الفصل السابع والعشرين

POV Donghae :

عندما رأيتها تقف هناك شعرت بكل شيء حولي يتجمد ؛ كل ضجيج العالم اختفى وتحول لسكون عجيب خلقه حضورها في قلبي ..!
بينما أقف على تلك الشرفة وحيداً هارباً من حشد الناس الغفير في الحفل هي وحدها من اخترقت عزلتي وضجيجي وجمدت حركاتي فلم أقدر على التقدم نحوها او الهروب منها
انا الذي ظننت انني سأكون قادراً على نسيان كل شيء ؛ ظننت انني سأتمكن من تخطيها ثأراً لكبريائي لكن وجودها وحده يكفي لأدرك يقيناً انني لازلت اعيش على هواها ...

كلماتها تلك ؛ اعتذاراتها المبللة بالدموع ، حبها المفضوح في عينيها ، عناقها الشهي ، ونبضها المتعالي
هذا كل ما كنت احتاجه فقط ...
كل ما اردته سماعه هو انه قد حان الوقت لتكون معي ..
وانها لن تستسلم حتى لو تألمت في سبيل هذا الحب ..
ذلك يكفيني لأتحمل اي عذاب مقبل ستفرضه علينا الظروف متمسكاً بها معتنقاً حبها ..

امسكت يدها المتموضعة على صدري حيث كانت تتمسك بي وأنزلتها برفق لأستدير ناحيتها
تأملت ملحمة الدموع التي تنهمر من عينيها كالشلال ؛ رأيت غزارتها تغرق ملامحها الجميلة كموسم الشتاء الذي رغم برودته جذاب شاعري يخلق اكواماً من الأحاسيس في النفوس

شبكت يدي بخاصتها لتبان السكينة في نظراتها وبنعومة رفعت باطن كفها الى ثغري أقبلها بنعومة
رفعت كفي الأخرى لأمسح الدموع الندية من وجنتيها بينما سحبتها الي لأسند صدغي الى خاصتها هامساً بالقرب من أذنها بصوت هادئ وله بعطر انوثتها الشجي

دونغهي : لا مكان للانسحاب بعد الان ؛ سنواجه العالم بأكمله متمسكين بحبنا ؛ فهل انتِ على استعداد لهذه المواجهة التي قد تكلفك الكثير ؟

همست بصوت مسلوب : لن أتخلى عنك حتى لو كلفني ذلك روحي ..

لامست شحمة أذنها بقبلة رقيقة تاركاً انفاسي تبعثر بحرارتها توازنها ثم ابتعدت قليلاً لأهمس بالقرب من شفتيها : ربما يتم طردي لأبقى بلى حيلة لنقاسي جبروت الحياة أعزلين ..

ابتسمت بخفة : لنذهب حينها لمزرعة أبي فقد تعلمتَ حلب الأبقار جيداً ..!

ابتسمت بالقرب من شفتيها قبل أن أغرس قبلاتي عليها أروي لها اشتياقي فترد شفتيها بشوق فاق الكون حجماً
تركنا الحب يفرد بساطه بداخلنا ويغفو في أحضان قلوبنا بدون تمهل او تردد ، لن اترك شيئاً يفسد حبنا بعد الان
لن أسمح لشيء ان يفرقنا فما عاد قلبي قادراً على تحمل فاجعة اخرى بفقدانها هي من سكنت الروح وجرت بين الشرايين مهرولة لتبث بأوصالي الحياة ..

ابتعدنا بعد لحظات من ذلك التوهان ؛ نظمت انفاسي المسلوبة وشددت قبضتي على كفها وسحبتها معي الى داخل القاعة
حان وقت المواجهة فلست من هواة التأجيل ما دام الأمر الواقع ينتظرنا بالفعل !
ان كانت حرباً فسنخوضها .. وان كان سلاماً فسننعم به ..
هذه المرة معاً .. يداً بيد .. قلباً بقلب .. روحاً بروح .. وحياة بحياة ...