الفصل الثاني

860 128 127
                                    

انها الحياة ، تختبر صبرنا وقوة تحملنا ، تبعد عنا ما نريده ثم تباغتنا بفاجعة لا نفهم كيف غلبتنا ..
في الوقت الذي ارادت الموت فيه وضعتني الحياة في طريقها لأغير من معتقداتها وتمسكت بها .
في اللحظة التي استعادت ايمانها ورغبتها بالحياة غدرتها لتلقي بها الى الهاويه نحو حتفها .....

Pov Alia :

كلماته تلك اعادت بعض الألوان لحياتي القاتمة ؛ معتقادته الآنفة جعلتني ادرك بأنني اخترت الاستسلام والضعف حتى النهاية ..
ما الفائدة من اهدار روحي والاسراف في الحزن على رجل قد رحل وخذلني
او من اجل بعض الضغوط والالام التي تسيطر على مسار حياتي !
في النهاية ستكون هذه حياتي انا ، وبدلاً من ان اختار نهايتها اريد ان اخط قواعدها بنفسي وان اعيشها كما اريد ..

تسلل ضوء من الأمل عبر غشاوة اليأس التي كانت تغلف بصري
التفت متراجعة عن فكرة الموت فهي لن تكون حلاً لمشاكلي
اريد ان اكون محاربة لا جبانة هاربة لجأت للموت احتماءاً من ضراوة الحياة

امتدت كفه نحوي يستقبلني ليساعدني على النزول فمددت كفي اليه
وقبل ان تتلامس يدينا تعثرت وفقدت توازني لأسقط الى الخلف نحو الموت الذي كنت اسعى اليه منذ لحظات خلت ..

اظنها النهايه حقاً ؛ حتى اللحظة الأخيرة قررت الحياة لفظي من جوفها والقائي الى حضن الموت
رأيت ملامحه الهلعة قبل ان يرتقي نظري الى السماء التي تزينت بأولى خيوط الشمس

اسدلت عيناي مستسلمة لمصيري لكنه امسك بذراعي
فتحت عيناي عندما شعرت بجسدي يرتطم بالمبنى بينما يثبت هو ذراعي من الأعلى

حدقت به بذهول من بين دموعي ؛ كان يتمسك بي بقوة بينما يثبت جسده لألا يسقط معي او يخسر قوته فيفلتني
شعره البندقي الحريري يغطي شيئاً من ملامحه المتعرقة بينما يفتح احدى عينيه ويغلق الأخرى

تكلم بصوت قلق : لا تقلقي سأساعدك ..

اجبته بهدوء : انقذ نفسك واتركني

سحبني بقوة وصعوبة وهو يتمتم : توقفي عن قول التراهات وساعديني

حاولت الصعود مع قوة سحبه حتى تمكن من سحبي أخيراً ليسقط أرضاً لشدة اندافعه وسقطت فوقه
فتحت عيناي بألم وحدقت به بسكون حيث كان يمسك بذراعه متألماً بينما يحدق بي بقلق متساتئلاً : هل تأذيتِ في مكانِِ ما ؟؟

حركت رأسي نافية : انا بخير تماماً لكن انت ..

تنهد براحة فداعبت انفاسه ملامحي لأشيح وجهي عنه بانزعاج متعجبة : هل انت ثمل ؟؟

" مقصلة الحب " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن