الفصل التاسع
"لن تصدقي من قابلت اليوم فلك"
هتفت بها فريدة التي عادت منذ قليل وقد اشترت بعض الأشياء
من محل العم والد خليل بأول الشارع لتسألها فلك:
"من قابلتِ حبيبتي؟"
"شوشو"
وعلى الرغم أن الاسم ضرب ذاكرتها وآلم قلبها على حد سواء
إلا أنها سألتها:"من هي؟ اهي صديقتكِ؟"
رمقتها فريدة للحظات قبل أن تقول:"بل خطيبة سلمان جارنا"
توقفت عن التنفس للحظات قبل أن تتظاهر أنه لم يحدث شيء
ولم تتأثّر وهي تقول:"وما الهام بهذا؟"
"الهام أنها كانت مع رجل لم أره قبلا ثم نادتني ولا أعلم كيف
تتذكرني ولم ترني سوى مرتين تقريبا ثم قدّمت لي الرجل على أنه
زوجها ولم أفهم كيف ولا متى حدث ذلك!"
أجفلت فلك وهي ترمق فريدة بعدم تصديق وهي تقول:
"ماذا؟ كيف زوجها؟! ربما كانت تمزح معكِ فريدة؟!"
رمقتها فريدة باستهجان وهي تقول:"وهل نحن أصدقاء لتمزح معي
يا فلك؟ بل هو زوجها حقا ولكن لا أفهم كيف ولا لماذا نادتني من
الأساس حتى الآن!"
لم تكن فلك معها بل شردت بسلمان.. أكان هو من تركها؟!
ولكن لماذا؟ وكيف تزوجت بهذه السرعة وهي خطبت لسلمان
منذ شهور فقط!
وهو.. كيف حاله؟! هل تأثّر؟! هل شعر بالحزن؟!
انحنت عيناها بحزن وكل أفكارها تتموحر حول سلمان وألم قلبه
مما حدث ولم تلاحظ نظرات فريدة لها وقد توقّعت أنها ستفرح
عندما تخبرها.. فما الذي حدث وجعلها تحزن هكذا؟!
********
جالسة بالغرفة بتوتر تفرك يدها بعصبية ودقات قلبها تدوي وكأنها
مطارق لتجفل على دخول همسة الغرفة وهي تبتسم بسعادة قائلة:
"هيا حسناء, عمي رياض بالخارج في انتظارك"
نهضت بتوتر فضربت ساقها بالفراش لترمقها همسة بتسلية وهي
تراها تاد تذوي من الخجل ثم هتفت بمرح:
"اهدأي حسناء إنه لن يأكلك, فقط ستتحدثان معا"
رمقتها حسناء بغضب وهي تعبس بملامحها ثم قالت:
"تتسلّين على حسابي همسة؟ غدا تكونين بهذا الموقف"
قهقهت همسة وهي تضمها بحب قائلة:"موقفكِ مسلّي حقا خالتي,
أنت تقرأ
رواية هل تدري عني بقلمي حنين أحمد (ياسمين)
Romanceداخل أحياءنا هناك العديد من القصص تنتظر فقط أن نزيح الستار عنها.. فها هي همسة الفتاة الشجاعة ذات الكبرياء تساعد خالتها لتحمّل ظروف المعيشة الصعبة.. وها هي حسناء تعتني بابنة أختها وتعيلها في ظل غياب السند.. وهناك فلك الواقعة بحب جارها الذي يكبرها با...