الفصل العشرون
وصلا لمنزل همسة فوقف على مقربة منها وهو يقول بتحذير:
"لا تكرّريها مرة أخرى وإلا سيكون عقابكِ شديدا وقتها يا الفريدة"
وقبل أن ترد عليه كان يبتعد عنها وهو يبتسم فهو على يقين أنها
ستعيد كل ما يمنعها منه.. يعلم تمرّدها ويعشقه فهو صفة مميزة بها
وحصرية لها فقط كدلالها الطبيعي الذي يُتعب قلبه غِنجا وغيرة.
أما هي فظلّت محدّقة بظهره للحظات تريد الركض خلفه وربما
ضربه بقوة قبل أن ترسم ابتسامة على شفتيها وهي تصعد لشقة
همسة التي كانت في انتظارها وهي تكاد تفقد وعيها من فرط
التوتر.. نسيت كل شيء وهي ترى توتر همسة لتقهقه عاليا وهي
تهتف:"اهدأي همسة أنه عقد قران فقط وليس زفافا.. يا إلهي أترك
مجنونة بالمنزل لأجد أخرى هنا"
"لا أصدّق يا فريدة.. هل حقا عقد قراننا غدا؟ لا أعلم لماذا أشعر
أن قلبي سيتوقف! أشعر أنني بحلم"
قالت همسة وهي تمسك بيد فريدة تشعر بالقلق والتوتر لتبتسم فريدة
بحنو وهي تقول:"ليس حلما حبيبتي, بل واقع أجمل من كل الأحلام
إن شاء الله"
ثم أكملت بشقاوة:"يبدو أنكِ خائفة مما سيحدث بعد عقد القران
وليس قبل.. سيلتهمكِ أرغد على الفور.. وربما يخطفكِ ولا يعيدكِ
مرة أخرى"
ضربتها همسة على رأسها بحنق وهي تقول:"عديمة الحياء, أتمنى
أن أراكِ بيومكِ يا الفريدة"
اتّسعت عينا فريدة بقوة وهي ترمقها بصدمة.. كيف أحضرت هذا
الاسم الآن؟ هل هو صدفة أم....؟
غمزتها همسة وهي تقول:"تفكّرين كيف عرفت أليس كذلك؟ ولكني
لن أخبركِ حتى لا تُخفي عنّي شيئا مرة أخرى يا حمقاء"
***
يوم عقد قران همسة وأرغد
"يا إلهي اهدأ أرغد تكاد تصيبني بالحول يا رجل ماذا بك؟"
هتف غيّاث بحنق وهو يكتم ضحكاته على توتّر شقيقه ليهتف به
أرغد:"اصمت غيّاث ولا تنبس ببنت شفة حتى لا أقتلك وأخرج كل
حنقي بك"
قهقه غيّاث بقوة وشاركه رياض وسلمان اللذين دلفا بهذه اللحظة
الضحك ليقول رياض:"ما بالك يا أرغد تكاد تحرق الغرفة بمن
فيها؟ إنه عقد قران فقط يا رجل"
أنت تقرأ
رواية هل تدري عني بقلمي حنين أحمد (ياسمين)
Romanceداخل أحياءنا هناك العديد من القصص تنتظر فقط أن نزيح الستار عنها.. فها هي همسة الفتاة الشجاعة ذات الكبرياء تساعد خالتها لتحمّل ظروف المعيشة الصعبة.. وها هي حسناء تعتني بابنة أختها وتعيلها في ظل غياب السند.. وهناك فلك الواقعة بحب جارها الذي يكبرها با...