الفصل الثامن عشر هل تدري عنّي حنين أحمد (ياسمين)

3.9K 137 36
                                    

الفصل الثامن عشر

عاد إلى المنزل ليجدها جالسة على الأريكة شاردة حتى أنها لم تشعر بدخوله فاقترب منها بغتة وخطف قبلة سريعة لتضربه

وهي تضع يدها على قلبها تهدّئ من نبضاته المتفاجئة بوجوده

"ما بكِ عصماء لستِ مثل العادة؟"

سألها جودت وهو يرى شرودها ونظراتها الحزينة لتلقي نفسها بين ذراعيه وتدفن رأسها بصدره قائلة:"قلبي يؤلمني جودت"

"ليته قلبي أنا يا روح جودت.. ماذا يحدث معكِ؟"

هتف بشجن وهو يضمها بقوة لصدره يربّت على ظهرها يهدّئ من ارتجافها قبل أن تبتعد قليلا وهي تنظر لوجهه وتقول:

"فلك وهمسة حالهما يؤلمني"

"لماذا ما بهما؟"

سألها وهو يعلم بالطبع فصديقيه سيصيبانه بجلطة ربما من برودهما وبطأهما..

"يعشقان وكل منهما لا يبالي بهما أبدا.. فلك تبحث عن سبب لترفض العريس الذي تقدّم لخطبتها لأنها تعشق آخر.. وهمسة التي

ظننتها أقوى من الحب, جعلها الحب ترفض هشام حتى عرض التمثيل الذي أخبرتني عنه رفضته.. تجعل حياتها كلها عمل

ودراسة فقط سيضيع شبابها يا جودت دون حب.."

صرّ على أسنانه وهو يفكر الأحمقان.. ماذا يفعل بهما لا يعلم!

لابد أن ينفّذ خطته هو وغيّاث ولكن ببعض التعديلات حتى يحثّهما على التقدّم خطوات وليس خطوة واحدة.

"هل تعلم أن هشام عرض عليها العمل بشركة والده؟"

سألته عصماء وهي تكاد تجزم بما يدور برأسه الآن ليومئ برأسه وهو يقول:"أجل علمت.. رفضته أليس ذلك؟"

فكّرت عصماء بتشفّي.. لماذا لا نلهو قليلا؟!

"بل وافقت"

قالتها ببساطة ليهتف:"ماذا؟"

"أجل هو أخبرها أن العمل غير مرتبط بعرض الزواج"

أجابته ببراءة مصطنعة ليعقد حاجبيه بقوة وهو يقول:"وهل همسة حمقاء لتصدّق مثل هذا الحديث؟ كل ما يفعله من

أجل أن يتقرّب منها بلا ريب فلماذا تمنحه الفرصة طالما لن توافق عليه بكل الأحوال"

هزّت كتفيها أن لا تعلم ليشرد قليلا قبل أن يقول هيّا حبيبتي لننام الآن وغدا نرى ما يمكننا فعله"

دلفت خلفه للغرفة وعيناها تبرقان بشقاوة خالفت نبرة صوتها الحزينة:"وهل بيدنا شيء لفعله جودت؟"

أومأ بشرود وهو يهمس:"الكثير"

********

ذهب لملاقاة أصدقائه وكله عزم على تحريك الجبلين قليلا ربما يتزوجا قبل أن يدخل ابنه الذي لم يأتِ بعد إلى المدرسة..

رواية هل تدري عني بقلمي حنين أحمد (ياسمين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن