الفصل الثامن هل تدري عنّي بقلمي حنين أحمد (ياسمين)

3.9K 149 43
                                    

الفصل الثامن

الماضي

"ماذا تعني أنك ستتزوج؟ لم يمضِ على وفاة ابنتي سوى أسبوعين!

أليس لديك قلب؟ ألم تستحق من ماتت أكثر من أسبوعين حزنا؟

هذا لو حزنت عليها من الأساس!"

هتفت والدة رياض بحدة والحسرة تتخلل نبرتها.. أهذا من حاربت

ابنتها للزواج به؟! أهذا من وقفت أمامهما وتعلن حبها له وأنها لن

تتزوج سواه!

كبحت دموعها بقوة وهي تستمع لزوجها يقول:

"من حقك الزواج بالطبع ولن يمنعكَ أحد فقط تنازل لنا عن حضانة

الطفلين وبعدها لك كامل الحرية للزواج كما شئت"

ولو كانا ينتظران منه أي اعتراض فلن يسمعاه أبدا فقد أومأ وقد بدا

عليه السرور وهو يقول:"لقد جئت اليوم من أجل ذلك تحديدا..

سأترك لكما الطفلين فلا أظنهما يريدان الابتعاد عنكما على أي

حال"

لم يستطع منع نظرة احتقار فلتت منه إلا أنه أومأ مستحسنا ما يقوله

فلا يريد لطفلي ابنته أن تربيهما زوجة أب!

******

جالس بغرفته التي تشاركها مع طفلي أخته الراحلة منذ وفاتها

لازال لا يصدّق أنها رحلت حقا!

على الرغم من فارق العمر بينهما إلا أنها كانت قريبة منه, لم

يشعر يوما بابتعادها عنه حتى بعدما تزوجت من ذاك...

زفر بضيق وهو يحاول التركيز مع الطفلين فهما الآن بلا أب أو أم

فقط جد وجدة وخال..

"خالي رياض ألن تعود أمي؟"

سأله أرغد ليكبح دموعه وهو يقول:"ألم نتفق أنها ذهبت للسماء

أرغد؟ ومن يذهب هناك لا يعود أبدا"

تهدّج صوته وهو يقول آخر جملة فلحد هذه اللحظة لا يصدّق

أن فراشتهم رحلت وتركتهم تاركة بداخلهم جرح لا يُمحَى.

"وأبي؟ ألن يعيش معنا؟"

سأله غيّاث رامقا إياه ببراءة تليق بطفل بالسادسة ليقول رياض

والذي على الرغم من كونه بالثانية عشرة من عمره إلا أنه فهم

دناءة زوج أخته الراحلة ليجيبه كما اتفق معه والده:

"كلا غيّاث, والدكَ سافر للعمل"

ثم لفت انتباههما للألعاب الذي اشتراها لهما جدهما حتى يتحاشى

الحديث عن والدهما وقد نجحت خطته.

رواية هل تدري عني بقلمي حنين أحمد (ياسمين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن