الفصل الثالث عشر هل تدري عنّي حنين أحمد (ياسمين)

3.9K 129 31
                                    

الفصل الثالث عشر

"وأخيرا فاطيما.."

قال بشوق ولم يكد يتم جملته حتى كان خالد يقف أمامه يرمقه

بغضب وعيناه تكادان تفتكان به ليقف بينهما رياض وهو يجذب

غيّاث بعيدا وهو يهتف له:"هل جننت غيّاث؟ ما هذا الذي تفعله؟"

نقل عينيه بين رياض وخالد وفاطيما التي وقفت ترمقه بانشداه!

"غيّاث..؟"

همست وهمستها اخترقت قلبه ليحدّق بها وهو يشعر أنه يحلم

ومازال لا يفهم من هذا الذي يرمقه بغضب وينتقل ليقف جوار

فاطيما؟!

تنحنح رياض وهو يقول:"السيد خالد خطيب صديقة زوجتي"

اتّسعت عيناه بصدمة وهو يردد:"خطيبها؟!"

التفت لها عاقدا حاجبيه بقوة وهو يسألها:"خطيبكِ؟"

أومأت وهي غير قادرة على إشاحة عينيها عنه.. وكيف تفعل وهي

من حلمت به لليالٍ عديدة ليتجسّد بالنهاية أمامها بموقف لا تُحسَد

عليه أبدا.. فها هي مطالبة بتفسير ما يحدث لخالد وأمام رياض

ويا له من موقف..

أما غيّاث فاكتفى بإيماءتها ليحوّل بصره لخالد وهو يقول بخفوت:

"أعتذر منك, لم أكن أعلم.. اعذرني"

وقبل أن يرد عليه أحدهم كان يغادر تاركة إياهم ينظرون بإثره

وكل منهم يحلل ما حدث بطريقته.

*****

غادر خالد وفاطيما بعدها بفترة قصيرة على وعد بلقاء آخر وطوال

الطريق ظلّ كل منهما صامتا يرمق الآخر بصمت لا يعلم كيف

يبدأ الحوار!

حتى وصلا للفندق الذي يقيمان فيه ليتحدّث خالد أخيرا بهدوء:

"من الأفضل أن نتحدث قليلا"

أومأت بصمت وهي تدلف لغرفته وتجلس على أقرب مقعد وجدته

ظلّ يرمقها بصمت حتى بدأت الحديث:"كان زميلي بالجامعة, لم

نتحدث معا سوى مرة واحدة أو بالأحرى هو من تحدّث وقتها وقد

أجبته ولم يحدث بيننا أي حوار بعد ذلك"

"هل كان يخبرك بمشاعره وقتها؟"

سألها خالد بهدوء لتومئ بصمت ليسألها مرة أخرى:

"وبِمَ أجبتيه؟"

"رفضت حديثه وأخبرته أنه لا سبيل لمعرفة بيننا وقصدت بالطبع

أنه لا سبيل سوى بطريقة رسمية ولكني كنت أعلم أنه لن يحدث

فكلانا كان صغيرا ولا أظن أن حالته المادية كانت تسمح وقتها بأي

رواية هل تدري عني بقلمي حنين أحمد (ياسمين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن