الفصل التاسع عشر هل تدري عنّي حنين أحمد (ياسمين)

3.8K 125 19
                                    

الفصل التاسع عشر

كانت تسير بطريقها تتذمر لأنها تأخرت على موعد الحافلة وستظل واقفة نصف ساعة أخرى بالشارع وكل هذا

 بسبب إصرار والدتها أن تفطر حتى بعدما أخبرتها أنها ستتأخر وربما ستحرم من المحاضرة الأولى

 ولكن دون جدوى..

نظرات والدتها لا تعجبها هذه الفترة وكأنها تخطط لشيء ولكنها لا تفهم ما هو!

أجفلت عندما وقف أمامها أحدهم لتجد خليل لتقلب عينيها بملل بينما قلبها ينبض بقوة من رؤيته بوقت لم تتوقعه به..

"صباح الخير فريدة, لماذا تأخرتِ عن موعدكِ؟"

والسؤال فرض عليها رفعة حاجب وإمالة رأسها لليمين قليلا وهي تجيبه:"وما يهمّك بالأمر؟"

اقترب منها خطوة وهو يرمقها بجدية قائلا:"دام تأخرت عن موعدكِ الأصلي للحافلة فلماذا خرجتِ بهذا الوقت؟ 

لماذا لم تنتظري الموعد التالي لتخرجي بوقته؟ لماذا تقفين بالشارع لنصف ساعة كاملة حتى تأتي الحافلة الأخرى؟"

ما هذا هل يحفظ مواعيدها أيضا؟!

زفرت بضيق وهي تقول:"والدتي هي من أخّرتني إذا كان يهمك معرفة السبب.. هل يمكنك أن تتركني حتى

 لا تفوتني الحافلة الأخرى أيضا؟"

"لازال هناك نصف ساعة كاملة على وصولها فعودي للمنزل حتى الموعد"

قال بحزم لتهتف بغضب:"وما دخلك أنت خليل ها؟ لا تتدخل فيما لا يعنيك.. أدخل أخرج لا دخل لك بشيء"

ابتسم ببرود وهو يقول:"بل لي كل الدخل يا صغيرة, أنتِ ابنة الحي ولا أريدكِ أن تتعرّضي لشيء سيء

 خاصة أن هذا الوقت من الصباح تكون الطرقات هادئة"

زمّت شفتيها بقوة تشعر بالغيظ.. هي تعلم أن حديثه صحيحا ولكن لماذا يتدخل بأمرها؟ هل هو ولي أمرها مثلا ولا تعرف؟!

التفتت لتعود من حيث أتت.. من الأفضل أن تعود وربما لن تذهب اليوم للكلية ستظل بالمنزل أفضل لها مما يحدث معها..

"إلى أين أنتِ ذاهبة؟"

استفسر خليل بدهشة لتجيبه من بين أسنانها:"سأعود للمنزل"

"ليس هناك وقت تعالي لتجلسي قليلا بالمحل ثم أوصلكِ لمحطة الحافلات"

قال بهدوء لتقف متخصرة وهي تهتف:"هل تراني طفلة بضفرتين خليل؟ كيف سأجلس معك بالمحل 

بهذا الوقت؟ هل أنا بالروضة؟"

"أنزلي يديكِ"

قال خليل وهو عاقد حاجبيه بقوة فوجدت نفسها تنصاع لما قاله دون نقاش ربما لنبرة صوته الحادة وربما لنظرته

رواية هل تدري عني بقلمي حنين أحمد (ياسمين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن