الفصل السابع عشر
لم يستطع الصبر أكثر وهو يسمعها تهتف أنها ستعمل مع من طلبها للزواج قبلا.. وليشكر الله على وجود جودت الذي نقل له الخبر ومنذ ذاك الوقت وهو يريد قتل هشام أو ربما خطف همسة ربما وقتها لن يراها سواه..
اقتحم الشرفة صائحا بقوة:" لن تعملي معه يا همسة هل تسمعيني ولو رأيته بالقرب منكِ سأقتله"
جحظت عينا رياض مما يقوله ابن شقيقته فقاطعه بحدة:"أرغد هل جننت ما هذا الذي تهذي به؟"لم يرد عليه أرغد بل ظلّ يحدّق بهمسة وهو يؤكد جملته متجاهلا وجود خاله الذي وقف مذهولا مما يحدث:"ابتعدي عنه همسة.. لو اقتربتِ من هذا ال هشام مرة أخرى ستكون نهايته على يديّ"
وقبل أن يعلّق أحدهما كان يغادر الشقة كلها مغلقا الباب خلفه بعنف.
انتفض غيّاث على عنف إغلاق شقيقه لباب الشقة ليهرع للشرفة ليجد همسة واقفة بتجمّد ترمق رياض بتيه ورياض يحارب غضبه الذي لم يره منذ فترة طويلة ولحظات حتى كانت حسناء وفاطيما
بالشرفة يجذبان همسة التي لا تفهم ماذا حدث للداخل فيما أمسك غيّاث بذراع رياض يهدّئه وهو يقول بهدوء:"إنه يعشقها رياض"
ازداد انعقاد حاجبي رياض قبل أن يقول بصوت يملؤه الغضب: "إذا لماذا لم يأتِ للتقدّم لها بدلا من تهديدها وأمامي؟"
زفر غيّاث على حال شقيقه وهو يقول:"لأنه أحمق"
"إذا فليأخذ حماقته بعيدا عنّا لأنه لو تجرّأ على فعل أي شيء لهمسة أو اقترب منها مرة أخرى سيكون عليه مواجهتي أنا"
هتف رياض بقوة وتحرّك ليدلف لداخل الشقة مرة أخرى قبل أن يلتفت لغيّاث قائلا:"وأوصل له الحديث غيّاث كما هو"
****علم أين يجده فهذا مكانه منذ كان طفلا يغضب سريعا وينزوي بسطح المنزل حتى يهدأ غضبه..
"اذهب غيّاث"
قال أرغد ما إن شعر بوجود غيّاث بالمكان فتجاهل غيّاث ما قاله وجلس بجواره أرضا وهو يزفر بقوة..
"ما الذي فعلته أرغد؟ هل كان هناك داعٍ لتهوّرك هذا؟"
قال غيّاث بهدوء ليلوي أرغد شفتيه قبل أن يقول:
"لماذا يدور حولها ذاك الوغد؟ ألم ترفضه؟"
قلب غيّاث عينيه بملل قبل أن يقول:"هل أنت أحمق أرغد؟ الفتاة جميلة وغير مرتبطة لماذا لا يحوم حولها طالما يريدها بالحلال؟ هل حكمت على الفتاة ألا تتزوج حتى تتكرّم سيادتك وتحن عليها وتنحل عقدة لسانك؟"
همّ أرغد بالتحدث ليتابع غيّاث غير مهتم بسماع ما سيقوله:"وعقدة لسانك هذه لا تنحل سوى أمام خالك؟ أنت تعلم غيرته فيما يخصّه ولو كان علم بمشاعرك منذ فترة لكان منعك من التواجد
بمكان به همسة وأنت تعلم هذا جيدا.. وللأسف هذا ما فعله الآن والسبب غباءك"
![](https://img.wattpad.com/cover/214388689-288-k525272.jpg)
أنت تقرأ
رواية هل تدري عني بقلمي حنين أحمد (ياسمين)
Romansaداخل أحياءنا هناك العديد من القصص تنتظر فقط أن نزيح الستار عنها.. فها هي همسة الفتاة الشجاعة ذات الكبرياء تساعد خالتها لتحمّل ظروف المعيشة الصعبة.. وها هي حسناء تعتني بابنة أختها وتعيلها في ظل غياب السند.. وهناك فلك الواقعة بحب جارها الذي يكبرها با...