الفصل السادس عشر هل تدري عنّي حنين أحمد (ياسمين)

3.9K 123 22
                                    

الفصل السادس عشر

أغلقت الهاتف بعد لحظات وما إن استدارت لتدخل المحل حتى

وجدت خليل أمامها يحدّق بها بعينين حمراوين من الغضب على ما

يبدو وهو يهتف بها:"من هذا الذي تتحدّثين عنه بكل هذه الأريحية

مع صديقتكِ؟"

رمقته من أعلى لأسفل بتساؤل وهي تقول ببرود:"ومن أنت؟"

بُهِتَ من الرد للحظات وقبل أن يرد تابعت:"لماذا تتدخّل فيما لا

يعنيك؟ أنت لست أخي ولست خطيبي أو زوجي على ما أتذكر, لذا

ليس لك أي حق بسؤالي عن أي شيء.. هذا أولا وثانيا أريد هذه

الأشياء سريعا من فضلك"

مدّت يدها بالورقة المكتوب بها الطلبات ليرمقها مبهوتا بجرأتها!

هل هذه فريدة الصغيرة التي طالما رآها تلهو بالشارع وظنّها قد

تكون وسيلة لقلب فلك؟!

يا له من غبي.. كيف ظنّ يوما أنه معجبا بفلك؟!

ربما لفتت نظره برقتها وبراءتها وجمالها الذي لا يختلف عليه

اثنان ولكن على مر السنوات كانت مشاعره تبهت بطريقة غريبة

وأخرى تتشكّل لمشاكِسة ستذيقه الويلات حتما ليقترب منها.

لذا فليحمد الله أنه لم يتقدّم بطلب رسمي للزواج بفلك وإلا كان

ليكون بموقف لا يُحسَد عليه!

ولكن هل تعرف الصغيرة فريدة بمشاعره القديمة لأختها؟

هل كانت بسن يجعلها تدرك ما يحدث ؟!

يتمنى من كل قلبه أنها لم تنتبه لأنها لو انتبهت ستكون نهايته على

يديها الناعمتين وعينيها الجريئتين.

*****

اليوم التالي لزفاف جودت وعصماء

قفزت همسة حرفيا ورياض يخبرها بحمل حسناء لتهلل وتكبّر قبل

أن تلقي نفسها بين ذراعي رياض لأول مرة منذ عرفته وهي تقبّل

وجنته بحب أبوي وتفول:"مبارك أبي, مبارك يا أجمل أب بالكون"

أدمعت الأعين المراقبة لهما ورياض يشدّد عليها بين أحضانه

يخفي دموعه التي تدافعت لعينيه وهو يسمع منها كلمة تاق لسماعها

منها أولا فيشهد الله أنه منذ تعرّف عليها وهو وضعها بمنزلة الابنة

وقرّة العين..

اشتعلت عينا أرغد بغيرة حارقة وهو يراها تتعامل بأريحية مع

الجميع سواه!

ربما يستحق حقا كما أخبره شقيقه من قبل فهو من يضع العراقيل

رواية هل تدري عني بقلمي حنين أحمد (ياسمين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن