الفصل الأول 💚

10.1K 171 24
                                    

الفصل الأول: -

لم تكن البداية كما اعتدتم " في صباح يوم مشرق مفعم بالتفائل "…

بل علي العكس تمام كانت البداية في منتصف ليل شديد السواد …في أحد شهور فصل الشتاء حيث برودة الجو القاسية، …

دائما ما كان الشتاء يحمل حزنا ومعاناة لأصحاب الوحدة…  فبرودته تجعلك تشعر بالحاجة لمن يحتضنك… ليشعرك بالدفئ والمحبة …

وليس بالضرورة أن يكون ذلك الإحتضان من حبيب …، فالدفئ والمحبة لا ترتبط بالعلاقات الغرامية فحسب…

، فأعظم دفئ يكون في احتضان الأم ابناءها… والاخ الأكبر اخوته الاصغر سنا منه…

واما أكثرها محبة فعندما يحتضنك طفل صغير لا يريد منك سوا عناقا برئ يدفئ قلبه الصغير،…
  وصديقنا الجالس في أحد أركان تلك الغرفة …يحتاج لذلك العناق وبشدة… يحتاج لمن يحتويه دون ان يشعره بضعفه،…  يحتاج لمن يخبره ان سيعود لسابق عهده …كما كان يعيش حياة هانئة بجوار أسرته الصغيرة ،…لكن آن له ذلك فزوجته توفت وطفله الصغير يعاني الأن في المشفي بعيدا عنه…،  رفع رأسه فجأة لتظهر ملامحه الحادة في الضوء الخافت في الغرفة… فتح عينيه ذات اللون الأسود والذي يضاهي عتمة الليل،… كانت عينيه محمرة بشدة ليست من البكاء… كما تظنوا لكن من محاولة السيطرة علي عينيه حتي لا يبكي،…  يرفض البكاء دائما وأبدا حتي بمفرده يرفضه …  يأبى أن تهبط دموعه ليس لأنه يراه ضعفا… بل لأنه يعلم أن البكاء يريحه… هو لايريد أن يرتاح يريد ان يشعر بألم كما يشعر صغيره…،  صغيره ذلك الذي كان سبب ظهوره بسمته بعد ما دفنت مع وفاة زوجته ووالدته… كان كشعاع شمس في ظلمة كهف لتنيره…، اما الأن هو يعاني رغم صغر سنه …، صغيره الذي يصارع الموت يوميا، …ازداد أحمرار عينيه مهددة بهطول دموعه… لينهض سريعا إلي المرحاض… لغسل وجهه بماء شديد البرودة …رغم برودة الجو من حوله…،رفع عينيه يناظر ساعة الحائط ليجدها… قاربت الثانية صباحا،  تنهدا بثأم ليتحرك تجاه الفراش بتثاقل،  كاد ان ينم فعليا… لولا صوته الوالده المرح دائما هاتفا:

- يا راجل لسه بدري لحقت تخلص حزن وكأبة وتفكير في الماضي وتسويد في حياتك اكتر ما هي سودا !!

زفر بضيق قائلا:

- أيوة خلصت

- خلصت ازاي بس ده اغنية طفيت الشمع رميت الورد لسه مخلصتش ولا انت غيرت الاغنية وخلتها دايما دموع دموع دموع اهاهاها

رمق والده بغيظ… ليردف من بين اسنانه:

- حضرتك عايزة ايه دلوقتي مني

- وها أعوز من واحد نكدي زيك مثلا… انا بس جيت اطمن ان وصلت النكد خلصت غلط انا يعني ولا ايه… خليك كده زي الست الي خلعت جوزها وهي بتحبه وندمانة عليه… وعموما تصبح علي اغنية الي مني مزعلني

ويبقى الأمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن