الفصل الثاني

7.1K 156 43
                                    

" لا شئ يقتلني سوى خوفي علي من أحب " عبارة مختصرة أجادت وصف شعوره بإيجاز ودقة  إرتجف قلبه هلعا فور سماعه بوقوع صغيره وفقده الوعي دفعها عنه بعنف غير متعمد راكضا لحيث موضع صغيره … وقفت لحظات تتابع لهفته تجاه صغيره قبل ان تلحقه هي الأخرى مسرعة لرؤية ذلك الصغير

-الحمدلله جت سليمة مفييش حاجة تخوف

تمتمت بعملية بعدما تفقدت الصغير ليردف هو بنبرة قلقة :

-اومال اغمى عليه ليه ومفقش لحد دلوقتي كمان

- اغمي عليه من تأثير الخبطة وده طبيعي وهو فاق بس حاليا هو نايم وده طبيعي برضه

-يعني ايه نومه ده طبيعي

اردف بعدم فهم لترد بهدوء موضحة :

- حضرتك النوم الكتير ده طبيعي جدا للمصابين بمرض القلب وكمان هو خد حنقة وده ليه تأثير برضه بعد اذنك

اتبعت قولها بالخروج من الغرفة ليتبعها بعد تقبيله للصغير … استوقفها هاتفا :

- ثانية من فضلك يا دكتورة

- افندم

- ممكن اعرف اجابتي سؤال الي سألته بخصوص الالعاب

- ببساطة لعب ابنك بالالعاب ده مجهود وتعب وقلبه مش بيستحمل اي مجهود ولو بسيط جدا دي حاجة … الحاجة التانية كل العابه ليها وزن زي الدبدوب الكبير مثلا وعشان يلعب بيه محتاج حركة ورفع وشيل وده مينفعش نهائي حاجة تاني بعد اذن حضرتك

اردفت بعملية وبرود تام وكادت تذهب فعليا لولا نداؤه لها ثانية قائلا بنبرة لطيفة يعبر بها عن اسفه :

- انا بعتذرلك علي كلامي او اسلوبي معاكي بس ده ابني الوحيد محبش اشوفه مضايق او زعلان اتمنى تتفهمي الوضع

- حبك لابنك مش مبرر ابدا لاسلوبك الهمجي وقلة ذوقك في الكلام المفروض حضرتك كبير كفاية انك تعرف ان فيه اسلوب مهذب للكلام والنقاش والسؤال بيكون بهدوء مش ابدا بالطريقة دي ابدا … ومع ذلك حصل خير ولا يهمك فرصة سعيدة بعد اذنك

هتفت بهدوء وجدية تامة … ليردف هو الاخر ببرود وقد ازعجه حديثها الجاف وتوبيخها المستتر له :

- اتفضلي

تركته وذهبت بخطوات واثقة وكبرياء مترفع وقف يتابع ذهابها حتي اختفت ليتفاجأ بصوت والده المرح هاتفا :

- خير بتكلم الدكتورة في ايه

قص له ما حدث … ليهتف والده بضيق مرح :

- حد يزعل فرطمان النوتيلا ده صحيح اعمى القلب والنظر اوعى

- رايح فين حضرتك بس

- رايح اصلح الي هببته واعتذر للدكتورة طبعا

- انا اعتذرتلها علي فكرة

ويبقى الأمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن