الفصل الثالث 💙

5.5K 132 47
                                    

الفصل الثالث بتاريخ /19/5/2020

" واصنع جميلا في الحياة فإنما باللطف نبلغ في القلوب مقاما "

وقف يناظر الاطفال في ذلك الدار المخصص لرعاية الايتام وما شابه وهو يلعبون راكضين ذهابا وايابا وبداخله غصة مريرة علي حالة صغيره قعيد الفراش كلما رأى طفله هكذا لا يستطيع التحرك كما يشعر بالاختناق راغبا في البكاء كالاطفال تنهد بحرارة متذكرا سبب مجيئه الى هذا المكان منذ مرض صغيره وهو يتصدق بكثرة داعيا ربه بصمت بشفاء صغيره…

أصبحت الأعمال الخيرية والنفقة على المحتاجين والتبرع للايتام روتين حياتي لديه لا ينكر شعوره بالراحة والاطمئنان عند فعل ذلك ابتسم متذكرا قول والده له عندما علما بمرض الصغير ناصحا " داووا مرضاكم بالصدقة "ومنذ تلك اللحظة وهو يواظب على فعلها منفقا امواله ببذغ طالبا من العلي القدير تقبل تلك الصدقات والتخفيف عن صغيره المسكين…

لم يكن مرض صغيره السبب الوحيد لذلك التقرب من الله فالسبب الآخر خفي الى حد بعيد عن الجميع وهو شعوره بالذنب وتأنيب الضمير مما فعله في ماضيه ولازال يهدد حاضره…

قطع سيل افكاره هتاف انثوي متزن لإمرأة في منتصف الاربيعينات من عمرها :

- استاذ عامر بلغوني ان حضرتكعك عايزني خير

- كل خير ده شيك بمبلغ بسيط لكسوة الشتا لاطفال الملجئ وده شيك تاني لاي حاجة الاطفال محتاجنها او الدار لو في اي وقت احتجتوا حاجة انا في الخدمة

أخيرها متنهدا بعد اخراجه لتلك الورقيات المدون بداخلها مبالغ ليست بالبسيطة كما قال تناولتها منه مبتسمة بامتنان واردفت بشكر :

- حقيقي ياريت كل الناس يبقوا زيك كانت الدنيا هتتغير كتير ربنا يجعله في ميزان سحناتك

هز رأسه هاتفا بابتسام :

- متشكر بعد اذنك

- اتفضل شرفت الدار

ابتسم بهدوء وودعها مغادرا وقد القى نظرة أخيرة علي الاطفال قبل خروجه نهائية من الدار

/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/*

بعد انتهاؤه من زيارة ذلك الدار قادته قدماه الي حيث موضع صغيره بالمشفى في اثناء سيره في الرواق الطويل المؤدي الي جناح صغيره جذب انتباهه مشادة كلامية في البداية لم يهتم لكن فور رؤيته لتطاول ذلك الرجل علي المرأة الواقفة امامه ومحاولته جذبها الي احضانه رغما عنها لم يستطع تجاوز الامر اكثر

لذا تقدم بغضب لحيث يقف الاثنان والتقطت اذنيه هتافها الغاضب :

- انت اتجننت ابعد عني يا حيوان
- ليه بس كده يا امل قلبي

فور علم عامر بهوية بتلك المرأة والتي بالطبع لم تكن سوى طبيبة صغيره جذبها بعنف خلفه من دون حديث ودفع ذلك الاحمق بغضب كاد يسقطه أرضا هاتفا ببرود:

ويبقى الأمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن