9🍀

118 17 8
                                    

في بدایة الامر تعجبت زهراء من إستیقاظ فاتن ، ولكنها علِمت إن الله یبتلینا بحاجات دُنیویة ویبتلي البعض منا
وكأنه یُحِب أن یسمع دُعاؤنا ومناجاتنا إیاه !
سُبحانك ما أضیق الطُرق على من لم تكُن دلیله !
بعد صلاة الفجر بقیت سَكینة وفاتن مُستیقظتان وأعدتا طعام الفطور ، كانت فاتن أكثر هدوءاً على غیر عادتها
وزهراء تحاول فتح المواضیع حتى تكسر حاجز الصمت ، هي الان ترى عمها وزوجته فاتن جمیع أهلها ولا تستطیع التفریط بهما
وتؤمن بأن اخلاق الانسان تُجبر المُقابل على حُسن المُعاملة مُقتدیة بالرسول الأعظم ص
واخذهما الحدیث الى إن عمها و زوجته سیذهبان الى المُستشفى ،
تسمْرّت زهراء في مكانها
هذه الكلمة ومثیلاتها تُسارع دقات قلبها !
فبادرت بالكلام : المشفى ؟ ولمَ ؟ هل كُل شيء على ما یُرام ؟
أجابت فاتن مُبتسمة مُطمئنة : لا تقلقي یا عزیزتي ، كُل شيء بخیر إنها فقط بعض التحالیل ،
فنحنُ نشكُ بإنني رُبما حامل .
إتسعت عینا زهراء وإبتهجت معانیها وقالت : یا صاحب الامرِ مدد ، لا تقلقي سیهتم الإمام بِكُل شيء وإن شاء الله تكون النتائج
إیجابیة لقد أفرحتموني حقاً ،
في هذه الأثناء دخل عمها مُقاطعاً ومُمازحاً : منذ زمن بعید لم نسمع صوتكِ یا إبنة أخي هل هَذِهِ فرحة لأنك ستحصلین على أبن عّم؟
ضحك الجمیع وغادرا بعد ذلك وبقیت زهراء وحیدة في البیت تدعوا بین الحین وتدرس في الحین الآخر حتى موعد عودتهما .
للحظة شعرت بالوحدة ، لم یبقَ على آذان الظُهر إلا دقائق إعتادت على ان تتحضر للصلاة قبل موعدها .
بعد أن أتمت الصلاة إذا بالباب تُطرق ، خافت وإنقبض قلبُها لأن أهلها یمتلكون مفتاح الدار
من الطارِق یا تُرى ؟ بدأت الأفكار تأخُذها یمیناً وشمالاً
تركت علیها ثوب الصلاة لانها لم تعتد أن تَخْرُج لباب الدار من دون حجاب ! تقدمت وقالت: من هُناك؟
أجابها صوت رجولي خشِن: سیدتي الفاضلة نحن نقوم بتوزع الثواب بمُناسبة شهر شعبان وولادة مُنقذ الانسانیة .. هُنَا تسارعت
نبضات قلبها لم تكُن تُدرك إن لِذِكْر الحُجة هیمنة على قلبها الى هذا الحد !!
الى أین سیأخذُها أیضا حُبها لإمام زمانها ؟
أيُّ عِشق هذا ؟
الامر الذي زادها تحیُراً وسعادةً في آنٍ واحد هو وجود شباب مؤمنین مهدویین في منطقتها !
لان جمیع الذین تعرفهم منذ طفولتها والذین تسمع عنهم من صدیقاتها ومعارفهم ، لیس لدیهم هم سوى الدُّنْیَا ! لاهثین ورآءها كمن
یسعى وراء ضبابٍ لا یدري متى ینتهي الدرب !
في نفس اللحظة طلبت من إله السماوات أن یرزُقها بشریكٍ "مِثْلِهُ" مهدوي مُمهد مُنتظر بالقول والفعل !
إستجمعت نفسها وقالت : بارك الله فیكم وتقبل الله منكم ، نسألكُم الدُعاء وفتحت الباب وأشارت إلیه بیدها أن یضع الصحن على
الارض وأمتثل لأمرها وغض البصر عند دخوله لكنهُ لمح طرف رداء صلاتها وقبل أن یغادر لحمل باقي الصحون سألتُه زهراء:
عفواً أخي من بیت من؟ كي یُمكننا إعادة الإناء ؟
أجابها : بیت أبا علي ، نسألكم الدُعاء .
وأركز عینیهِ في الأرض مُبتسماً وقال بینه وبین نفسه : ما شاء الله ،ما هَذِهِ الأخلاق ! لم أكُن اعلم إن هُناك فتیات مُحتشمات قولاً
وفعلاً في منطقتنا ، اللٰهم إرزقني زوجة صالحة بنفس الأخلاق .
"علي" فتى في الواحد والعشرین من عمرهِ طالب في كُلیة الطب ویدرس العلوم الدینیة في نفس الوقت (الحوزویة)
من أُسرة لا تُعطي إهتماماً للدین بقدر الدراسة الأكادیمیة ، حرص على أن یدرس بجد لتحصیل كلیة الطب من أجل والدیه كي
یسمحا له بدراسة الدین وفعلاً قد تم الامر .
بینما زهراء تدرس فُتحت باب المنزل وإذا بفاتن وزوجها قد وصلوا ، خفق قلب زهراء توجهت مُسرعة نحوهم
كانت تَنْظُر إلى عیني فاتن التي لم تنشف دموع الفرح منها بعد لم تتحدث كلاهما فهمت زهراء إن النتیجة إیجابیة إبتهجت وكأن هذا الطفل القادم سیُغیر الله على یدهِ الكثیر !
أمسكت یديّ فاتن وقالت لها : مُبَارَك لكما ، سیكون فخراً وعوناً لكُما أتمنى أن یُصبح من أنصار المهدي .
قالت فاتن: إن كانت فتاة سأُسمیها سَكینة ..
لم تَستطع كلتاهُما إمساك دموعهما وسقطت زهراء في حضن فاتن وكأنها للمرة الاولى تشعر بحنان الأُم منذ زمن بعید ..قاطعهما
العم مازحاً : یكفي مشاعراً الآن وقت الطعام ، ضحك الجمیع وتوجهوا نحو الداخل

احبك بروحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن