19🌺

84 11 2
                                    

بینما كانت زهراء تحاول إستیعاب الموقف الذي حصل بدأت عائشة بجمع أغراضها وهمّت بالخروج من القاعة ولكن في اللحظة
الأخیرة أمسكت زهراء بیدها وقالت : أُختاه ، حبیبتي ، توقفي قلیلاً لو سمحتِ .
توقفت عائشة لا إرادیاً وسادَ السكون على كیانِها ، وأردفت زهراء : عزیزتي عائشة ، سؤالي كان عادیاً ثم إنني لم أستهزء ولم
أُظهِر أي إساءة لشخصكم الكریم ،
كُل الذي حصل هو ردة فعل طبیعیة ! لا أعلم لما هذا الاستنفار الذي حصل لدیكِ ولا أریدُ أن أعلم ، كُل الذي أُرید هو إلتماس العُذر
منكِ
فكَرَت عائشة لوهلّة ثُم رأت إن الحق مَعَ زهراء ولا داعي لتضخیم الأمر فقالت : حسناً معكِ حق وأرجو منكِ أن تحتملي طباعي فأنا
إنسانة حساسةٌ جداً ،
ثُم قامت زهراء بأحتضانها تعبیراً عن صدق نوایاها ، أما عائشة نتیجة لفعل زمیلتها فقد غاصت في بحرٍ من المشاعر الصادقة أجل
فما یخرجُ من القلب یقعُ في القلب !             وإشتدت عاصفة التساؤلات التي كانت ریاحٌ عادیة في ذهنها ، فغالباً ما كانت تسألُ نفسها إن كانت الطائفة الشیعیة هي حقاً كما
یصفها أهلها ومعارفهم أم لا ، والآن أصبح من المحتم أن تتوسع في هذا الموضوع خصوصاً أنها ترى زهراء كمثالٍ یُقتدى بهِ وهي
الشخص المُناسب لكي تفتح معه هذا الموضوع ولكن لیس في الوقت الحالي .
وبعد إنقضاء مُنتصف الیوم مع الصدیقة الجدیدة أشارت زهراء لها بأنها متوجهة نحو المُصلى لإلتقاء أُختها في الله خدیجة وإذا
بعائشة تقترح الحضور معها للصلاة وتم الأمر
خلال الطریق حدثت أمور عدیدة كان لها أثر عمیق إحداها كان إن الفتاتان كانتا تسیران وإذا بأحد الطُلاب یفسح المجال ویحني
رأسهُ إحتراماً لزهراء وعبائتها وقد تكرر المشهد أكثر من مرة والآخر إن قلم عائشة سقط على الأرض فإنحنَت زهراء بكل أرتیاح
و من دون تكلُف أو إهتمام لمسألة الستر لأنها كانت ترتدي العباءة الفضفاضة بینما عائشة لم تكُن كذلك !
وحتى إذا وصلتا إلى المُصلى تم اللقاء بخدیجة وكانت الأُخرى أكثر ترحیباً وعندما حان وقت الصلاة فرشت خدیجة لها السجادة ثم
أخذت منها التُربة الحُسینیة كي لا تُحرج عائشة ، بقیت عائشة غارقة في بحر من التفكیر
هل یمكن أن یوجد هكذا نماذج ؟
بالتأكید هي لم تكُن في المنام ویوجد هكذا نماذج الكثیر لأن قُدوتهم في هذا الزمان هو مرجع التقلید علي السیستاني الذي یُطلق على
أهل السُنة "أنفُسنا" ومن هذا المبدأ یجب إبداء الإحترام لِمَن یختلف معنا في المُعتقدات وإن هُدَى الناس هو من شأن الخالق ، وإن
أقرب طریق لجذب الناس الى دیننا النقي هو أن نتحلى بأخلاق وصفات نبینا وآلهِ .
بعد إنتهاء الصلاة توجه الجمیع نحو الدروس ، كانت عائشة تكتم حدیثَها مع نفسها لكنها عزمت على البحث والإستقصاء لیلاً ،
وخلال الطریق تصادف أن ترى زهراء ذلك الشاب علي مُتوجهاً لإداء الصلاة ..

احبك بروحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن