حسناً یا زهراء ، في البدایة أرید أن أعرف إلى أي مدى أنتِ جدیة في هذا الموضوع ؟ ، سألت سَكینة ،
فأجابت زهراء بعد تفكیر : في الحقیقة أنا أعرف المهدي وأعلم إنه غائبٌ حاضر وإنه ینتظر لأمر الله
وإن هنالك علامات للغیبة والظهر وما الى ذلك من هذه الامور ، إلا إنني لم أفكر یوماً كیف أُصبح مُمهدة لهذا الظهور ، لهذا الامر
الالهي الذي سیغیر مستقبل جمیع الشعوب ، إن أجمل شيء أن یسود السلام
ونعیش في عالم وردي كما الخیال ! الجمیع سُعداء ، بدون شر ولا حرب ،
وإن موضوع الانتظار لم أُفكر فیه أبداً على محمل شخصي وكُنت على الدوام ألوم السیاسیین وأظن إنهم من یؤخر الظهور ، الآن
أُرید منكِ أن تُخبریني أنتِ عن صحة الأفكار التي لدي وعن كل شيء بالتفصیل
لكن بعد أن ینتهي الدوام الرسمي لان الدرس على وشك البدء .
وافقت سَكینة بحُب كان خافقها ینبضُ للمهدي وكأنها سخرت نفسها لتكون قندیلاً !
وبعد إنقضاء ساعات الدوام رأت سَكینة إن من الافضل لو ان هكذا احادیث تجري بوقتٍ أطول و مُستمر
فأقترحت علیها أن تأتي لمنزلهم الذي كان لا یبعد الكثیر عن منزل زهراء ، فتدرسان معاً وتُنفذ وعدها ،
إلا إن زهراء رفضت مُشیرة إلى إن فاتن لن توافق وإنها تنتظر إنقضاء العام الدراسي
لكي أكون جلیسة البیت في خدمتها !
وفكرت سَكینة ووجدت إن الحل هو المجلس الحُسیني ، فطلبت من زهراء ان تدعو زوجة عمها الى مجلسهم الحُسیني عسى ولعل
إن الله یرزقهم بطفل ببركات ذكر مصاب ابا عبدالله و منه تستطیع الفتاتان إكمال الحدیث ،
رحبت زهراء بالفكرة وتم كُل شيء كما هو مخطط له ، كانت الارض لا تسعُها في ذلك الیوم ،
الإحساس كمن ینتظر خبراً عن معشوقه !
وبینما المجلس قائم ، بدأت سَكینة الحدیث بعد أن أبدت مدى سعادتها بهذا اللقاء : لقد فرحت كثیراً یا زهراء
زهراء : لیس بقدر فرحتي ، كوني على ثقة ، آلان هل یمكنني أن أطرح بعض الأسئلة ؟
سَكینة : بالطبع تفضلي ،
زهراء : أعلم إن الامام الثاني عشر إسمه مُحَمَّدٍ المهدي ولدي معلومات لا بأس بها شأني شأن باقي الموالین ،
إلا إن الذي لا أستطیع الوصول إلیه هو تعمیق علاقتي بإمام زماني ،
كما كان العباس مُخلصاً في عشقهِ للحُسین !
هل لي ؟
وكأن كلماتها هَذِهِ أشعلت الشرارة الاولى لِنار موسى وكأن القبس آتٍ في الطریق !
وما علیها سوى المسیر ثلاثین لیلةٍ وتُتمُهن بعشر !
سَكینة بعد إن إغرورقت عیناها بالدموع وإمتزجت ملامحها بأبتسامة : وكأنها علامات العشق ، یا إلهي ،
أجل یُمكن ذلك بالتأكید ، في الحقیقة لا یوجد شيء غیر مُمكن في طریق الوصول لله
وإن أقرب طریق یُمكن للشخص سلوكه في المسیر لله تعالى هو أولیاءه ، و ولیه الحاضر الغائب هو خاصتُنا یا زهراء ، یعني لا
مُستحیل مع خالق الوجود وإنما الاعمال بالنیات ولكلِ شخص ما نوى !
فمادامت النیة معقودة ما علینا سوى التوكل على الله والتسلیم المطلق و نبدأ خطوة بخطوة ،
إستوقفتها زهراء : هل یُمكن لنا رؤیته ؟
سَكینة : لیست الرؤیة مُهمة بقدر إعداد أنفُسنا لنصرته حین ظهوره والتجهز والتخلص من الذنوب !
والاهم هو أن نُطلق الدُّنْیَا وجمیع مُتعلقاتها ،
والاجابة على سؤالكِ هو أجل یُمكننا إن رأى هو إن في ذلك مصلحةٌ لنا ،
الآن نُقطة البدایة هي أن نقوم بتحصیل نقاء السریرة والقلب ،
وماذا تقصدین بذلك ؟ إستوقفتها زهراء مُتحیرة .
سَكینة : لا یستطیع ولي الله وخلیفته في الارض أن یقبل شخص في جیشه وهذا الشخص لم یستطع بعد
أن لا یسیطر على صفاء قلبه ،
بلغةٍ أُخرى عَلَیْكِ أن تكوني سمحةً مع الْكُل وأن تنظُري للناس على "عیال الله"
أ وَلَیْسَ مُحَمَّدٍ إبن عبدالله (ص) قُدوتنا وأُسوتنا ؟
ألم یكن یقابل الاساءة بالإحسان ؟ ألم یكن یدعوا لِمَن یُسيء له و یؤذیه و یقول " اللهم إغفر لهم إنهم لا یعلمون" ؟
صمتت سَكینة للحظات وبادلتها رفیقتها الصمت ولكن بوجه حزین ، إنه حُزن النفس الإمارة بالسوء
التي أوشكت على السیطرة علیها وتضییق الخناق علیها لِتُطلق العنان لشمس النفس اللوامة كي تُشرق على الروح
وتُعیدها لِملتها الاولى " فطرة الله التي فطر الناس علیها " ،
زهراء بعد أن وضعت یدها على جبینها مُتعبةً من التفكیر : لكن هذا الامر صعب حقاً إِنَّهُ صعب .سَكینة : لا صعب مع الله
أنت تقرأ
احبك بروحي
Randomأُحبكَ بروحي فالروح لا تفنى ، إلیكَ أغزلُ الكلام والكلماتُ تتفاخر والجُملُ تتباهى إلیكَ یا سید قلبي یا بلسم جُرحي یا وسیلتي لله وغیمة حُبٍ أمطرت في صحراء روحي فأنبتت بُستاناً من الأمل یا مشكاة آمالي ، یا وعد السماء .. خُذ القلیل وإقبل مِنَّا الیسیر...