وردَ الجمیع علیه ، حتى علي إلا إنه لم یكن منتبهاً على تفاصیل وجهه وإنما على قطعة القماش الخضراء التي وضعها على كتفیه ،
دلالةً على أنه إبن الزهراء
وعقد لهما القرآن المُقَدَّس ثم ألقى كلمةً وتوصیات للزوجین وكأنه أبوهما !
ونصحهما بعدم ترك زیارة عاشوراء ثُم إختنق وكأن الحُسین أكسجینه الذي یتنفسه !
عجیب أمر هذا السید
وأخیراً بارك لهما وغادر ، كانت لَهُ هیبة عجیبة وسطوةً حتى إنقادت لَهُ قلوب الحاضرین
بعد إتمام كل شيء توجبَ أن یلتقي علي بخطیبته ، تبادلا الحدیث والمشاعر
إقتصر حدیثهما على المُباركة لبعضهما البعض وقراءة دُعاء الفرج معاً وشاركهما الجمع الحاضر
وبعد فترة تُرِك لهما المكان ، كان أول شيء نطقهُ علي : أشكُر الله الذي رزقني بكِ
بقیت هذه الكلمة عالقة في ذهنها وستبقى لانها مشاعر صادقة
أما زهراء فبطبیعة الأنثى طغى الخجل علیها لم تستطع ترتیب جُملة واحدة ، أنى لها وهي ربیبةُ الزهراء !
ذكرَ علي ضمن حدیثهُ موضوع الشیخ وأنه أرسل شخصاً آخر وكان سیداً ، مما لفتَ إنتباه زهراء
فقالت : هل قُلت سید ؟
علي : أجل !
زهراء : سُبْحَان الله ، كُنت أطلب من الله تعالى أن یتم عقد قراننا من قِبَل شخص یحمل في عروقهِ دم الزهراء وإن یكن صاحب الزمان أكون محظوظة جداً وإن كان أقرب للمستحیل ، ولكن عندما أخبرتنا والدتك أنه شیخ كُنت قد أسررتُها في
داخلي ولم أتكلم ، لكن الله "عَلِیمٌ بذاتِ الصدور" !
فقضى حاجتي دون أن أشعر ، یا لرحمتِك إلهي !
علي في تعجُب : سُبْحَان الله ، لقد غابَ عنا شيء یا زهراء ، رُبما یكون الذي أُفكر فیه صحیحاً و ربما لا !
زهراء : و ما هو یا علي ؟
علي : قد یكون هو حقاً صاحب الزمان الذي عقدَ قِراننا قبل قلیل !
زهراء : ماذا ؟ هل تعي ما تقول ؟
علي : أجل ، وأقول رُبما ولا أدعي الرؤیة .. كان یضع وشاحاً أخضر على كتفیه وكان أبیضاً وأفنى الأنف كما إنه حضر سریعاً
والأغرب من هذا أنني لم أنتبه لتفاصیل وجهه هذا وأنا شدید الإنتباه والتركیز ! وكأن الأمر خرج عن إرادتي !
زهراء : یا صاحب الزمان مدد ، سبحان الله ، هل قلت وشاحاً أخضر ؟ أتذكر عندما سقطتُ أرضاً وفِي منامي كُنتُ كلما رأیتهُ علیه
السلام ، كان یرتدي الوشاح الأخضر ، قالت هذا وغاصت عینیها بالدموع
كانت دموع الفرح ، أيُّ مكآفأةٍ هذه یا الله هذه المرة ؟ رددت الحمدُلله وأبتسمت بوجه علي الذي هو الآخر تصبغَ وجههُ بتعابیر الفرح
والحمد معاً مُركزاً عینیهِ عَلى ما أهداهُ الله من شریكة حیاة وجهاد وحُب أهل البیت .
مَضَت السنوات والأیام وتخرج عليّ وتبعتهُ زهراء بعد عِدّة سنین
كانا شُعلة مضیئة لباقي الطُلاب خلال الحیاة الجامعیة ، منارةً یُستضاء بها ، كان هدفهما إعداد قاعدة شعبیة لأجل تهیئة الشباب
لإستقبال إمام الزمان وتم تحقیق الهدف والمساعي ببركة دُعاء السیدة الزهراء
لكن الأمر یبدو سهلاً حین یُحكى بهِ ، إلا إن الحقیقة والواقع لا یجري الا بالصبر والثبات وهنیئاً لمن ذاقَ المُر وإكتفى بالصبر
الجمیل لأجل الحبیب !
وما هي إلا أیام وینتهي رمضان الذي شَهِد العالم فیه أعظم حدث في تأریخ البشریة
ألّا وهو "الصیحة" فثبُتَ من كان صادقاً ومُسلحاً فكریاً وعقائدیاً وتزعزع من كان شاكاً غیر واثق من خطواتهِ !
وتمت دعوة علي وزوجته زهراء كي یتصرفا بنُصرة صاحب الزمان وولي العصر وآخر الأُمراء الإثنا عشر من آلِ طه ، عند بیتِ
الله الحرام
وما كان الرد منهما إلا "لبیكَ یابن فاطمة "
لأن عشقها لَهُ لم یَكُن حُباً عادیاً بل إمتزج بِروحها وفِكرها ،
لأن عائلتهما لم یَكُن أساسها سوى حُب ونصرة صاحب الزمان ، لم یعجبا من الدعوة التي أرسلها لهما الامام المهدي علیه السلام فقد
كان الإعداد مُسبقاً لهذه الخطوة المُباركة ،
وأشرقت الأرض بنورِ ربها وظهرَ بقیةُ الله وإنتهى فصلُ الظلام ..
اللهم كُن لولیك الحجة أبن الحسن صلواتك علیه وعلى آباءه في هذه الساعة وفِي كل ساعة ولیاً وحافظا وقائدا وناصرا ودلیلا وعینا
حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فیها طویلا برحمتك یا ارحم الراحمین .
أنت تقرأ
احبك بروحي
Randomأُحبكَ بروحي فالروح لا تفنى ، إلیكَ أغزلُ الكلام والكلماتُ تتفاخر والجُملُ تتباهى إلیكَ یا سید قلبي یا بلسم جُرحي یا وسیلتي لله وغیمة حُبٍ أمطرت في صحراء روحي فأنبتت بُستاناً من الأمل یا مشكاة آمالي ، یا وعد السماء .. خُذ القلیل وإقبل مِنَّا الیسیر...