كان حدیث عائشة الأخیر حقیقة صادمة وغیر قابلة للتصدیق !
هل یُمكن حقاً لأشخاص لم یتجاوزوا الربیع الثامن عشر من أعمارها أن یُفكروا بخُبث ؟!
وهل یُمكن أن یكون السبب الذي دعاهم إلى ذلك هو إلتزام فتاة بالحجاب الشرعي والحدود الشرعیة مع الشباب ؟!!
وهل تتلو هل تصارعت في عقل زهراء حتى أنها بدأت تتسائل هل الخطأ فیها أم أین الخطأ ؟
فهي لم تتجاوز ذنوبها سوى بضعة كذبات بریئة على والدتها قبل وفاتها وقلیلٌ من البغض لعمها و زوجته وهذا كان فیما مضى !
قبل إعلانها التوبة النصوح ،
إهتز عرشُ أحلامها بل كاد أن یسقُط لولا رحمة الله وید صاحب الزمان الذي لم یرفعها عن قلبها
فألهمها وجودهُ المُقَدَّس الصبر
وأشعرها بالأمان الذي طالما فقدته ، فتمالكت نفسها وأستعادت مفاتیح قلعة الأحلام فالحصنُ منیع ولا یملك إبلیس سوى بضع
الأحجار لیرمیها وهیهات أن تتهاوى الهمم العالیة لجنود الإمام المهدي !
وتذكرت قول أحد الخُطباء "صاحب المبدأ دائماً مُحارب من قِبَل البقیة" فَهُم یروون بأنه أفضل منهم ولذا یجب تسقیطهُ حتى یُصبح
معهم سواسیة ..
لذا حزمت أمرها وقررت أن تستمد قوتها من "إن الله مع الصابرین" و "وحتى یُحدث الله بعد ذلك أمراً"
علَّت على وجهها إبتسامة یشوب صفوها الغم ، وكأنهُ یأبى إلا أن یكون رفیقاً للصالحین !
بعد أن أستعادت زمام الأمور تناولت هاتفها وقامت بالرد على عائشة التي هي الأخرى كانت ضمن المُخطط الذي كان یُحاك ضد
زهراء ، أرسلت تعابیر وجه مُبتسمة وبعض القلوب علامة على مُسامحتها لهم
ثم أردفت : كان أحد المعصومین یقول "إننا أهل بیتٍ نُقابل الإساءة بالإحسان" وعلیهِ وبما أنهم قُدوتي في الحیاة سأصفح عنكم بل
وسأستغفر لكم ربي ، أما أنتِ ولأنني تعلقتُ فیكِ فشرطُ المُسامحة هو تغییر إسمكِ من عائشة إلى أي أسم آخر یتصل بأهل بیت
النبوة ، فما رأیُكِ؟
تمت الموافقة من الطرف الآخر وتم إختیار إسم نرجس لإنه كان أحد الإقتراحات التي قدمتها زهراء ،
نرجس : شكراً لكِ زهراء في الحقیقة أنا عاجزة عن الشُكر ، لم أتوقع یوما أن أُصادف هكذا أُناس !
زهراء : وأنتِ كذلك یُمكنكِ أن تكوني ، بل أي شخص لأن باب التوبة والإنابة مفتوحٌ عند الله دائماً كما إن أقرب مثال لأذهاننا هو
"الحُر" أحد اصحاب الحُسین علیه السلام في یوم عاشوراء حین كَانَ مع جیش یزید قبل ساعات قلیلة تفصلهُ عن النهایة وأختار أن
یكون في ركاب الحق والعدالة مع مُهجة الزهراء وحبیب رسول الله وحبیبه ،
لذا لا یجب أن یقطع المؤمن الأمل فأمیر المؤمنین یقول "توقع ما تتمنى فكل متوق آتٍ" ونحن لا یجب أن یكون سقف توقعاتنا أقل
من أن نكون ضمن جیش ولي العصر وفِي ركابهِ .
وصممت زهراء ونرجس على أن یتم تغییر سلوك بقیة طُلاب وطالبات المرحلة على یدیهُن ومن خلال المُعاملة تارةً وبالكلام تارةً
أُخرى وإلى أن تم إعداد ثُلة لا بأس بها ،
بالطبع إنه لیس بالأمر الهیّن بل إحتاج الكثیر من الصبر والتعب وبذل الطاقات والجهاد والأهم إستغلال الوقت
إن العقلیة الفذة لزهراء جعلت منها مُحركاً قادر على تشغیل طاقات باقي الزُملاء حتى أصبح الكثیر منها في المكان الواحد !
وهذا یتناسب مع قول الخُمیني "لن یتم إصلاح المُجتمع ما لم نُصلح أنفُسنا أولاً" ،
وإنطوى فصلین دراسیین من حیاة زهراء تعلمت من خلالها كیف یتلذذ الإنسان المؤمن بالصبر
تجلت لدیها الآیة القُرآنیة "وأنها لكبیرةٌ إلا على الخاشعین" وفیهما رُزِقت بِسكینة صغیرة وبنرجس جدیدة كانت المُعین لها والمُنفذ لتنظیماتها
عطایا الله لا تنفذ ، إلا إننا لا نرى ولا نُبصر !
وفِي العُطلة الصیفیة سعَت جاهدةً أن تُربي سَكینة بطریقة تختلف عن المعهود ، كانت لها نظرةٌ أُخرى في التربیة
أخذتها من حصیلة ما تعلمتهُ من سیرة أهل البیت والعُرفاء المذكورة في الكُتب التي قرأتْها
أنت تقرأ
احبك بروحي
Randomأُحبكَ بروحي فالروح لا تفنى ، إلیكَ أغزلُ الكلام والكلماتُ تتفاخر والجُملُ تتباهى إلیكَ یا سید قلبي یا بلسم جُرحي یا وسیلتي لله وغیمة حُبٍ أمطرت في صحراء روحي فأنبتت بُستاناً من الأمل یا مشكاة آمالي ، یا وعد السماء .. خُذ القلیل وإقبل مِنَّا الیسیر...