خلال العُطلة الصیفیة وضعت جدولاً تنظیمیاً للأشیاء التي یجب فعلها ، إغتنمتها من الیوم الأول لإنها في نظرها فُرصةُ لبناء الذات
والالتفات الى الجانب الفكري الثقافي ، خاصةً وهي التي عینّتْ نفسها جُندیة في الحرب الناعمة
ولتُهیأ نفسها لنُصرة الشخص الذي أحبتهُ بِروحها وبِكُل جوارحها ، یُوسُف الزهراء ولي العصر والآخذ بثأر الحُسین علیه السلام ،
الجهاد الحقیقي والأكبر هو جهاد النفس لذا هُنَا یكمُن الإنتظار الحقیقي ، إستغلال طاقاتنا وَكُل ما نملك في سبیل التمهید لظهورهِ
المُقَدَّس هذا هو واجبنا الى حین رؤیة ذلك الوجه المُحمدي ذي الصفات العلّویة .
مضى شهر على العُطلة الصیفیة قضتها صدیقتُنا بین سَكینة والمنزل والكُتب ،
وفِي أحد الأیام عصراً طُرق باب المنزل فهَمَّتْ فاتن لفتحهِ كانت إحدى جاراتها فأستقبلتْها في غُرفة الضیوف
ونادت على زهراء لتجلب الماء والشاي كما هي العادة في أغلب العوائل العراقیة ،
إمتثلت للأمر صدیقتُنا ولا تدري مالذي سینتظرها بعد هذا الشاي !
دخلت وألقت السلام ثُم قدمت لِكُل منهما كوباً من الشاي والماء ، كُل شيء كان طبیعیاً إلا إن هذه المرأة لم تُنزِّل أنظارها عن زهراء
حتى أنها شَكّت في إنه قد یكون هُنالك خطبٌ ما في ملابسها أو شكلها ،
لم تدُم دقائق حتى قالت زهراء : عمّتي هل تأمُرینني بشيء آخر ؟
فاتن مُبتسمة : لا یا عزیزتي شُكراً لكِ ، لا تترُكي سَكینة وحدها.
زهراء : على عیّني ، عن اذنكم ،
إبتسمت الجارة لهذا الخُلق الرفیع والإسلوب اللطیف فزاد إعجابها بها وما إن توارت عن الأنظار ، حتى قالت لزوجة عمها : والآن
ماذا قُلتِ ؟ هل توافقون أن تُصبح إبنتكم زوجةً لإبننا ؟
فاتن : في الحقیقة وكما أخبرتُكِ أنا لیس لي رأي في هذا الموضوع والموافقة تعود لزهراء أولاً من ثُم عمها ، وسأخبرهُ بالتفاصیل
عندما یعود بعد قلیل إن شاء الله ،
الجارة : حسناً یا عزیزتي ، سأُعطیكِ رقم هاتفنا كي تُوافینا بآخر الأخبار .
فاتن : إتفقنا وإن شاء الله خیراً .
ودّعت والدة سَكینة جارتها ودخلّت مُبتسمة ، ثُم مسحتْ على رأس زهراء وقالت : عزیزتي هلّا قصصتي علّيَّ حكایة دفتُركِ
الأخضر الصغیر ؟
هُنَا تسارعت نبضاتُ زهراء وإضطرب قلبُها وكانت عیناها تقرأ تعابیر وجه فاتن إلا إنها لم تجد تفسیراً
تهاوى الى ذاكرتها ذلك الحادث وأحزانها وأفراحنا في آنٍ واحد !
رُغم ذكائها المُفرط إلا أنها لم تستطع أن تربُط سلسلة الأحداث وتجد إجابة شافیة ،
لإنها كانت صادقة تماما عندما قررت أن تُسدِل الستار على قلبها وتتُرك كل مشاعرها جانباً !
سادَ الصمت لدقائق ثُم عاودت فاتن الحدیث : زهراء لا شيء یُجبركِ على الحدیث بالطبع إلا إنني أُرید أن أعرف فقط صدقیني ،
كما إن كان هذا الحدیث یُزعجكِ فسأسحب السؤال كما تُریدین ..
زهراء : لا یا عمتي العزیزة لیس الامر هكذا وإنما أحاول أن أَجِد تفسیراً لسؤال یخطُر في بالي وهو
لماذا الآن بالذات تذكرتِ هذا الموضوع ؟
فاتن بنظرة حنان وأمومة : لإن التي كانت هُنَا قبل قلیل تكون والدة الشخص الذي اتصل بالإسعاف وقت الحادث ولم یَتْرُككِ لحظةً
واحدة حتى تأكد من إنكِ بخیر ، وهو الذي كان معه الدفتر عندما إختلط مع أغراضهُ وبقي عنده حتى وصل إلیكِ ثانیةً ..
وكأنهُ حُلم ، أن تترُك لله شيء فیعوضك بالأفضل !
أن تتخلى عن أمانیك وأحلامك لإنها تُعارض رضا إمام زمانك وفجأة تأتي الآیة لتقول "قد جعلها ربِّ حقاً" !
أنت تقرأ
احبك بروحي
Randomأُحبكَ بروحي فالروح لا تفنى ، إلیكَ أغزلُ الكلام والكلماتُ تتفاخر والجُملُ تتباهى إلیكَ یا سید قلبي یا بلسم جُرحي یا وسیلتي لله وغیمة حُبٍ أمطرت في صحراء روحي فأنبتت بُستاناً من الأمل یا مشكاة آمالي ، یا وعد السماء .. خُذ القلیل وإقبل مِنَّا الیسیر...