17 ❤💫

100 14 2
                                    

الأمر برُمتهِ كان غیر مُتوقعاً ومن هذا الطالب بالذات لأنهُ غالباً ما تراهُ یختلط بباقي بنات المرحلة المُتبرجات فما عملهُ معها یا تُرى
؟
من الواضح أنها إما مكیدة أو إنهم یُرِیدُون إختباري الى أي نوع من المُتدینین أنتمي ..
والآن ماذا سأفعل ، هل أكتب لَهُ رداً أم أكتفي بالتجاهل ؟
ثم همستْ لِنفسها : یا صاحب الزمان أدركني یا فارس الحجاز أدركني ولا تهلكني
وبعد صراع التفكیر قررت أن تستشیر رفیقتها خدیجة "فما خاب من إستشار ولا ندمِ من استخار"
لكنها أدركت إن الوقت كان مُتأخراً ، ألقت نظرة على هاتفها فوجدتها مُتصلة بالإنترنت
وبعد الحدیث الذي دامَ لدقائق فَهِمت زهراء أنها یجب أن تتجاهلهُ هو ودعوتهُ وَكُل ما سیواجهها لاحقاً
وتم الأمر كذلك .
كادَت حادثة الرسالة الالكترونیة أن تُنسیها موعد اللقاء بالمعشوق الحقیقي ، موعد صلاة اللیل
لولا أن ألطاف السیدة الزهراء كانت مُحیطة بها ، فتذكرت الصلاة وتوجهت نحو مِحراب شجونها نحو سجادتها وأكملت مراسیم
العشق المُعتادة .. ثم خلدت الى الفِراش.
إستیقظت على صوت المُنبه والنشاط یملاؤها ، كان لدیها الكثیر لتفعله في هذا الیوم كما خططت لانها لن تُغادر المنزل ،
بعد الصلاة لم تنسَ الرُكعتین لحفظ وسلامة وتعجیل فرج صاحب الزمان ، ثُم ختمت جلستها بدُعاء العهد وزیارة عاشوراء وآلِ یس
وقبل شروق الشمس ذهبت لإیقاظ عمها وزوجته ..
أعدتْ طعام الفطور ثم رتبت المنزل ونظفته ثم أشاحت ببصرها نحو الساعة البسیطة المُعلقة على الجدار وإذا بها لم تتجاوز العاشرة
، فرِحت كثیراً لأنها كانت تنوي أن تبدأ بمطالعة كتاب جدید قبل فترة الظهیرة المُخصصة لدروس الجامعة .
ذهبت الى غُرفة الاستقبال وأبقت الباب مفتوحاً كي تسمع صوت فاتن حینما تُنادیها إن إحتاجت شیئاً ،
تناولت الكتاب وتأملتهُ قلیلاً كان یحمل عنوان "الناصح" مما عُلِمَ رُشداً العبد محمد تقي البهجة ، وغاصت في هذا البحر العلیم حتى
تسرب الى مسامعها صوت آذان الظُهر فتركت ما بین یدیها وأتجهت مُستمعة لهذا النداء السماوي واضعةً یدها فوق رأسها وربطت
قلبها مع قلب المُنتظر وتَلَتْ دُعاء الفرج .. كانت هَذِهِ عادتها كُلَّمَا سَمِعَت الآذان إستقبلت القبلة ودعَتْ لحبیب قلبها صاحب الأمر .
مضى الیوم سریعاً وأقبلَ الذي بعدهُ ، وصباحاً بینما هي تقوم بأرتداء عبائتها الزینبیة وتنظرُ الى نفسها في المرآة
سدلت یدیها ونظرت طویلاً إلى عینیها وحجابها ، حمدت الباري على النعم التي هي فیها ثم أدركت إن أمامها معركة ولا سبیل لها
سوى الفوز فأن جُند الله هُم الغالبون !
إبتسمت لإن حجابها یجعل الإمام المهدي عج سعیداً

احبك بروحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن