20 🌺🌪

95 12 1
                                    

كان الطریق المؤدي الى المُصلى واحد لذا توجب ذلك على الرغم من إنها كانت تتجنب رؤیته قدر المُستطاع
الآن و هُنَا بالذات یكمُن الإختبار الحقیقي لِمَن یدعي إنه سینصر الإمام المهدي إن ظهر !
هل سیتم السیطرة على جانب العاطفة والمشاعر التي تؤدي لاحقاً الى الحرام أم سیتم الخضوع لما تُرِید النفس ؟
سُرعة التفكیر ونقل المعلومات للدماغ لدى الانسان العادي لا تتجاوز أقل من أجزاء الثانیة
هذه المرة شعرت زهراء إن أجزاء الثانیة هذه أصبحت أیاماً طوال ..
لكن صدیقتنا كان یعیش في قلبها یوسف الزهراء
ومن إمتلكَ قلبهُ حُب إمام زمانه لن تُغریهِ شربةُ ماءٍ من نهر الفرات وإن كان في أشد الحالات عطشاً !
كانت عائشة تتحدث بصوت عالي ولم تكُن زهراء مُصغیةً لها ، وما إن إقترب علي حتى ضغطت زهراء بیدها على ید عائشة
مُشیرةً لها بالصمت وبالفعل فهِمتْ المقصد وخفضت صوتها بل صمتت ولكن ملأ تفكیرها علامات الاستفهام
وزهراء هي الأُخرى وضعت ستاراً وحجاباً على قلبها ، وقالت في ذاتها : هو إختبارٌ آخر ولا خیار لدي إلا التفوق فیه .
مر عليٌ هو الآخر إلا إِنَّهُ كان أفضل حالاً منها لأن غض البصر كان لدیه فعالاً ، بل حتى لم ینتبه من التي كانت تسیر بأتجاهه
فمضى وهو مُطرقاً رأسه شاهراً بذلك سیفاً ضد إبلیس ،
مضى كُلاً في طریقه إلا إنها كانت دقائق إختبار بالفعل ، قد یتعجب البعض من هذا الكلام لذا وجب التذكیر إن المقیاس الذي یتعامل
الله تعالى بهٍ معنا هو "الذَرَة" فما بالكم بكمیة الذرات الهائلة في كذا موقف ؟
بعد أن مضت ثواني على مرور الشاب المُلتزم إستوقفت عائشة زمیلتها وسألتها : زهراء توقفي قلیلاً لماذا أشرتِ لي بالصمت ؟ لقد
حاولت مِراراً أن أفهم مقصدكِ لكن لم أستطع ، أرجو التوضیح
تبسمت زهراء وتوقفت ثم أجابت : عزیزتي عائشة هل من الصحیح أن یتم التجاوز على حدود الجیران بأي شكل من الأشكال ؟
عائشة : بالطبع لا
زهراء : إذاً الضحك ورفع الصوت بوجود الأجنبي هو تجاوز حدود الله والدلیل لو نظرنا بعین العقل والمنطق سنرى إن الرجل
ینجذب الى صوت المرأة أكثر لو كان ناعماً وفیه تغنج وما الى ذلك وهذهِ حقیقة لا شك فیها ، واضح ؟
عائشة : كم أن كلامكِ مُریح ، هل أنتِ مُتفرغة اللیلة أُرید إن أحدثكِ بأمر وأحتاج الى مُساعدتكِ فیه ؟زهراء : كُل وقتي لكِ صدیقتي وفِي خدمتكِ متى ما شئتِ إن شاء الله
عائشة : لم یمضِ یوماً كاملاً وأول شيء تعلمتهُ منكِ هو إنهاء الحدیث دوماً بكلمة "إن شاء الله" ، نَحْنُ كما المغناطیس نعمل بالحث
رُبما ، ضحكت الفتاتان ومضیا في طریقهما ..
جلستا بجانب بعض ، كان على جهة اخرى مجموعة من الشباب یتهامسون فیما بینهم وأعینهم ترمق الفتاتان ففهمت كلتاهما إن
الحدیث بینهم كان یدور علیهما ، فبادرت زهراء بالسؤال : هل حضرتِ حفلة التعارف ؟
عائشة مُطرقةً رأسها : أجل وقد كُنتُ أحد المُنظمین لها !!
زهراء بعد أن أخذت نَفساً عمیقاً : بما إنكِ أطرقتِ رأسكِ یعني أن هُنالك أمراً سيّء رُبما ، هلّا أفصحتِ عَنْهُ رجاءاً قبل أن تبدأ
المُحاضرة
عائشة : هل یُمكننا الحدیث مساءاً كما إتفقنا ؟
زهراء أغمضت عینیها صبراً وتبسمت وأردفت قولاً : لكِ ذلكِ عزیزتي إن شاء الله
عائشة مُبتسمة : إن شاء الله .
عادت زهراء الى المنزل مُنهكة كان یوماً طویلاً بالفعل ، فجأةً إعتراها الشوق الى الأیام التي جمعتها بسَكینة وأوقات الطُهر والنقاء
حینها لم تضطر أن تلتقي بأُناسٍ تبثُ التلوث الروحي في أرجاء المكان ،
تذكرت عِشقها السرمدي وكیف كانت تتلهف ببراءة لإرسال الرسائل لَهُ متى ما توفرت فُرصةُ لزیارة أحد أضرحة المعصومین ،
باغتتها دمعةٌ حارقة على خدها كان عقلها یأمرها أن تمسحها ولكنها أصغت لقلبها وأطلقت العِنان لنفسها حتى توالت دموعاً أخرى
إزدحمت في مُقلتیها
أسرعت نحو دفترها دونتْ إشتیاقها لإمام زمانها ، وواعدتهُ أن تُطَلق الدُّنْیَا تماماً وأنها لن تتأثر ولن تسمح لأي سبب بالتأثیر في
مشروع التثقیف لظهورهِ وستصبر لأجلهِ فقط ، والمؤمن إذا وعدَ أوف

احبك بروحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن