كانت زهراء كأغلبیة باقي الطالبات اللواتي یحملن فكرة إن الحجاب لا یقتصر فقط على "العباءة" لذا كانت ترتدي الشيء المُحتشم
والذي یُریحها عند الحركة أو كما أقنعت نفسها بذلك !
لذا كانت تذهب الى الجامعة برداء الجُبة الاسلامي الفضفاضة نوعاً ما ، إلا إنها كانت مُدرِكة وكما نُدرك جمیعاً
إن الجُبة لا یُمكنها سِتر كامل البدن تماماً ، ولكن هكذا تجري الامور .. عند رؤیتها الاولى لمُجتمع الجامعة
تعجبت كثیراً وإندهشت كیف یُمكن التبرُج أن یَصِل لهذا المستوى المُتردى وكیف إن الطالبات أصبحن عارضات أزیاء !
حتى الشباب كیف لَّهُم أن ینظروا إلى ما حرم الله ، كیف یُضیعون الصلاة أول الوقت !
خلال أسبوعها الاول في الدوام لم ترَ ولا حتى طالباً واحداً في مُصلَّى الرجال ، شعرت بالضیق حقاً
وحدثت نفسها : الآن علمتُ حقاً لمَ لا یظهر صاحب الامر ، من سینصرهُ إن ظَهر ؟
المُستهینات بالحجاب أم المُضیعین الصلاة ؟
في أحد الأیام كانت قد وصلت مُتأخرة للمُحاضرة ، فأعتذرت من الأستاذ وأرادت أن تدخُّل ولكنه لم یسمح لها
تضایقت كثیراً وتسائلت أین یُمكنها أن تدهب في مثل هذا الوقت فجمیع البنات اللاتي تعرفهن في داخل المُحاضرة
لذا قررت أن تدهب الى المُصلى فهي دوماً تشعُر بالأمان والراحة هُناك وكأن الملائكة تحضُر ولیس ذلك ببعید !
الذي جذب نظرها هو حذاء رجالي أمام مُصلَّى الرجال ، فرِحت كثیراً وقالت مُبتسمة : یبدوا إن هذا المكان لیس متروكاً وتابعت
طریقها نحو مُصلَّى النساء المُجاور لَهُ تماماً ، كان فارغاً فأغلب الفتیات والموظفات تأتي وقت صلاة الظُهر
اخرجت مُحاضراتها لكي تُراجع قلیلاً وإذا بصوت عذِب ینحدر الى مسامعها .. تلاوة قُرآن أجل ما أجمل أن یستمع الفرد لتلاوة
كتاب الله بخشوع في مكان یكاد لا یُذكر من الإسلام سوى إسمهُ !
ثم فكرت قلیلا وأبعدت فكرة عدم وجود شباب مؤمنین ، یبدو إن الدُّنْیَا لازالت بخیر ، ولكن یا تُرى من هذا القارئ؟
كما إن فِعلهُ هذا یدُل على إیمانهُ ، یجب على الشباب أن یتعلموا مِنْهُ ،
وبعد دقائق إنقطع الصوت وسمِعت الباب المجاور یُفتح ثم یُغلق ،
حسناً یبدو إنه غادر ، وفقه الله وسدد خطاه وأكثر من أمثالهِ ، رددت في ذاتها ثم عادت لمُحاضراتها ،
بعد لحظاتٍ وإذا بها تنتبه إلى الساعة إنه وقتُ المُحاضرة الثانیة یجدُر بها عدم التهاون في أوقات المحاضرات لإنه توفیق من الله
وقد سُلِب منها التوفیق صباحاً ، كما إن مرجِعها الدیني یُشید بإحترام القانون وحضور الدرس جزء مِنْهُ .
بعد عدة أیام من بدایة السنة الدراسیة كانت إحدى الفتیات اللواتي أكبر منها سِناً ، بالتحدید في المرحلة قبل الاخیرة ، إجتماعیة وذات
وجه بشوش ولطیفة في التعامل مع الآخرین ،
من الزینبیات (اللواتي یرتدین العباءة الزینبیة ویشاركن في إحیاء أمر أهل البیت) ، كثیراً ما تصادف لقاءها مع زهراء في مُصلَّى
الجامعة وغالباً ما یَحْدُث بینهما نقاش أو حدیث ، وقد لاحظت نشاطاً في إیمان زهراء بل وجدتها شُعلة مُضیئة ، عَمِلت على نفسها
جاهداً فكانت هَذِهِ الثمرة لذا أحبتها وأصبحت صدیقتها كانت كثیراً ما تُذكرها بسَكینة ،
كان إسم هَذِهِ الفتاة "خدیجة الكُبرى" كانت عاشقة تذوب في ذِكر إمام الزمان وهذا ما جذبهما وربطهما !
كانت حالة خدیجة میسورة لذا هي من كانت تمُد أغلب النشاطات الدینیة في الجامعة لَكِن من دون أن یعلم أحد حتى إن زهراء قد
علِمت بالصُدفة .
في یوم من الأیام كانت على اتفاق مع خدیجة أن تلتقیا في حدیقة الجامعة وبینما هي تنتظرها رأت إن شاباً یبدو على وجههُ الأیمان
یرتدي ملابس محتشمة ولم یكن مُحلقاً ذقنهُ ، كان المكان مُنعزلاً تقریبا ولیس أمام أنظار الطُلاب ، كان هذا الطالب یتحدث مع
أحدهم على الهاتف ولم ینتبه على وجودِها تماماً ، وفجأة بدأ یقترب ومُطرقاً رأسهُ في الأرض ومبتسماً
بدأ كلامهُ یتوضح لدیها ، إنه یتغزل بالفتاة على الهاتف ، یا للهول ! كان هذا الشاب "علي" لكنها لم تعرفهُ بالطبع فذلك الیوم لم
تستطع النظر الى وجههُ فغض البصر واجب على الرجل والمرأة .
رددت في داخلها : الهي ما هذا أستغفرُ الله كیف یُمكن ذلك ، كیف ؟!!
كان الموقف مُحبِطاً لها ، كیف إن شخصاً یبدو الإیمان على مظهرهُ الخارجي ولكن داخلهُ مختلف تماماً ، وبعد وصول خدیجة ،
سألتها نفس السؤال ، فأجابت خدیجة : هُنالك إحتمالان إما إنكِ مُخطئة لأنه لا یجب أن نحكُم على الناس لأن وراء كل قصة نعرفها ،
قصة اخرى لا نعرفها ، أما الاحتمال الآخر فهو (لا یُزكي الانفُس إلا الله) ، لذا إستغفري الله وإن كُلیتنا فیها الكثیر من المؤمنین
والمؤمنات،
والآن أخبریني ما اخر كتاب قرأتیهِ ، وأثر فیكِ ؟
أنت تقرأ
احبك بروحي
Randomأُحبكَ بروحي فالروح لا تفنى ، إلیكَ أغزلُ الكلام والكلماتُ تتفاخر والجُملُ تتباهى إلیكَ یا سید قلبي یا بلسم جُرحي یا وسیلتي لله وغیمة حُبٍ أمطرت في صحراء روحي فأنبتت بُستاناً من الأمل یا مشكاة آمالي ، یا وعد السماء .. خُذ القلیل وإقبل مِنَّا الیسیر...