بقیت زهراء ساكنة في مكانها لا تدري ما تقول ، إلا إن إعجابها بصفات هذا الشاب كانت واضحك ، أيُّ أمانةٍ هذه
وهي التي كانت تظُن إن هكذا شباب إنقرضوا!
فبدل أن یدخل على صفحتها الشخصیة في الفیسبوك ویتخذ من الدفتر حجةً كي یُحادثها إختار الطریق الأقرب لرضا الله ولصاحب
الزمان وأرسله مع خطیبة رفیقه ، یا لَهُ من مؤمن ، حقاً یجب أن ینظر الشخص إلى نفسه ویراجع تصرفاته
هل نحن مُخلصون مع الله حقاً ؟
زهراء وهي مُبتسمة : أنا في الحقیقة أشعر بالسعادة لوجود مثل هكذا نماذج ، الآن حان دوري لأخبركِ شيء على النقیض تماما من
الذي ذكرتیه ..
وأخبرتها بسوء الظن الذي حصل في ذلك الیوم وإنها تُرِید أن تطلب منه براءة الذمة لان تأنیب الضمیر لا یتوقف لدیها ، تشعُر
وكأنها أساءت الظن بأحد أولیاء الله .
وافقت خدیجة على ذلك وقالت لها : عندما یأتي محمد لزیارتي الأسبوع القادم سننفذ الخطة ، ثم إبتسمت كلاهما .
كانت سعادتها لا توصف برجوع الدفتر ، إستشعرت رحمة الله ، ثم تابعت الدروس التي فاتتها وقررت أن تدرس أكثر حتى یتسنى
لها الوقت الاضافي لتُساعد فاتن حین عودتها ،
المرحلة القادمة في حیاتها هي الاصعب كان علیها أن لا تُفرط لا بدراستها ولا بسكینة الصغیرة .
وبعد ان عادت فاتن أصبح الحمل الأثقل على عاتق زهراء كانت تُجهد نفسها كثیراً حتى أصبحت نحیلة جداً .
في الكلیة أرسلت لها خدیجة رسالة : لا تتأخري نحن في انتظارك قُرْب المُصلى .
خفق قلبُها ، رددت : یا صاحب الزمان مدد ، مولاي إن هذا كلهُ لأجلك وأنت تعلم ثم توجهت صوب المصلى .
كانت دوماً تُخاطب إمام زمانها وكأنهُ موجود فعلیاً بجانبها ، كانت مُتیقنة جداً إنه یسمع ویرى ویطلع على مُجریات الأمور كُل إثنین
وخمیس كما في الروایات الواردة عن أهل البیت ع .
عند وصولها لم یكن سوى خدیجة ومحمد حاضران ، وهي تجر خطواتها نحوهما كانت اكثر من فكرة تخطر على بالها ولم تقرر
بعد هل تُحادثه أم تطلب من محمد أن یتكلم بالنیابة عنها ؟
صراع داخلي ، إن كلمته ستكون سعیدة ! وتُرضي نفسها وإن لم تُكلمه لن تكون سعیدة لكنها ستحرز صون نفسها ، التحدي صعب
لم تُقرَر بعد ،
وصلت عِند رفیقتها ألقت السلام وردوا علیها وأردف محمد : أهلاً أختي زهراء الحمدُلله على سلامتكم ، أخبرت علي وهو الآن قادم
في الطریق ..
تغیر وضعها مالذي یحصل ما شأني بهِ !
حسمت أمرها وقالت: شكرا لَكَ أخ مُحَمَّد ، لكن أنا عندي رجاء صغیر منكَ ، مُمكن ؟
محمد : بالتأكید وهل یعقل هذا تفضلي اطلبي ما شئتِ ، أنا في الخدمة
زهراء : مُمتنة منكَ جداً ، خادم إمام الزمان إن شاء الله ، في البدایة توضیح صغیر ، أنا تكلمت معك بحكمك زوج صدیقتي وأختي
وأخي الكبیر ، إلا إنني لم أعتد أن أُحدث الرجال وأرى إِنَّهُ لا داعي لإعتذاري من علي
وأتمنى أن تعتذر أنت بالنیابة عني لسوء ظني به وتُفهمه موقفي وأنت بالتأكید على اطلاع بما أخبرت بهِ خدیجة .
هز رأسهُ موافقاً ومنحنیاً إحتراماً لها ، حتى خدیجة إبتسمعت سعادةً وفخراً لعمق تفكیر رفیقتها وغبطتها على هذا العشق الذي في
داخلها لصاحِب الزمان .
شكرتهم زهراء وودعتهم ثم هَمَّت بالذهاب وماهي الا بضع خطوات وإذا بظلٍ قریبٍ منها لولا سرعة إنتباهها لإصدمت بهِ فتوقفت
للحظة وإذا بهِ یعتذر قائلاً : عفواً أختي لم أكُن منتبهاً ، قالها وهو مُطرقاً رأسه
ردت علیه : حصل خیر لا بأس ،
ثم إنتبهت إن نبرة الصوت بدت لها مألوفة ، رفعت رأسها وجدت إنه علي !
یبدو إن الأختبار لم ینتهِ بعد ..
صرفت النظر عن الموضوع وتقدمت في طریقها وتذكرت في تلك اللحظة
قول النبي ص "من عشق فعف ثم مات ،مات شهیداً"
وصل علي عِندَهُم ألقى التحیة والسلام وأخبرهُ محمد بالأمانة التي أوصتهُ بها زهراء ، فلم یزدد علي بها إلا إحتراماً وإعجاباً
وأخبرهم إنه مُسامح كُل من یتكلم علیه وراءه إلى یوم الدین ،
طلبت منهم خدیجة الإذن وتوجهت نحو دروسها وبقي الشباب بمفردهم
فسأل مُحَمَّد : الآن أخبرني یا أخي مع من كُنت تتكلم على الهاتف في ذلك الیوم ؟
فأجاب علي وبدا الهمُ على وجههِ : مع أُختي الكُبرى یا محمد ، في الثلاثینیات من عمرها متزوجة ولدیها ثلاث أطفال إلا إن زوجها
لا یُحسن معاملتها أبداً ، وبین فترة وأخرى أتصل بها وأتحدث معها كي لا تشعُر إنها وحیدة وتفتقد الحب والكلام الجمیل ، فالمرأة
عاطفة ! كما إنها أُم لثلاثة أفراد إن أحسنت تربیتهم تربیة مهدویة تكون قد قدمت ثلاث جنود للحُجة عج لذا أفعل هذا لإجل صاحب الزمان ،
هل فهمت یا صدیقي ؟
أطرق محمد رأسه وأجاب : كثر الله من أمثالك یا رفیقي الآن أنا سأغادر وأنت إلتفت إلى دروسك كي نتفرغ في العُطلة الصیفیة الى
مشاریعنا القادمة
علي ، مُبتسماً : أوافق ولكن بشرط ، لا تحرمونا من خالص دُعاؤكم .
وبعد مغادرة محمد ، تذكر علي زهراء شعر بإنجذاب نحوها ، إبتسم مجدداً وقال : اللهم أنت وليّ قلبي فتولُّه بلُطفِك ، ولا تكلني إلى
نفسي طرفة عینٍ أبدا .
أنت تقرأ
احبك بروحي
Randomأُحبكَ بروحي فالروح لا تفنى ، إلیكَ أغزلُ الكلام والكلماتُ تتفاخر والجُملُ تتباهى إلیكَ یا سید قلبي یا بلسم جُرحي یا وسیلتي لله وغیمة حُبٍ أمطرت في صحراء روحي فأنبتت بُستاناً من الأمل یا مشكاة آمالي ، یا وعد السماء .. خُذ القلیل وإقبل مِنَّا الیسیر...