بعد العشاء ساعدت زوجة عمها ثم ذهبت إلى غُرفتها ، كان الفضول یجرُها نحو تصفح الانترنت والحدیث مع عائشة إلا إنها كانت
الاولویة من نصیب دراستها ، فحملها لازال أن تُصبح طبیبة ناجحة لتُساعد في دولة صاحب الزمان ولكي تجد علاجاً لمرضى
السرطان ، ومضت بضع ساعات فقاربت الساعة العاشرة تناولت هاتفها المحمول ،
وجدت رسائل عدیدة من عائشة تسألها أین مُختفیة وما الى ذلك ..
ألقت التحیة وبدأ الحوار یأخذ مجراه وفهِمت زهراء إن روح عائشة مُتعطشة للمعرفة ، "فالقلوب أوعیة أفضلها أوعاها"
إبتسمت لأن على یدیها سیتم تحضیر جُندي آخر للإمام
لم ترى نفسها سوى وسیلة لا أكثر وإن أقصى أحلامها هو خدمة خُدام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشریف
لم تُقصر وبثت فیها ما یُهدأ من روعها ویسقي قلبها الذي إعتراه الجفاف ،
كانت عائشة ذكیة لم یقتنع عقلها وكمیة الوعي الذي لدیها بما كانت تأخذهُ من أهلها في الحقیقة كانت ترى الغموض والنهایات
المُبهمة عند البحث في مصادرهم أو الخوض في نقاشات معهم ،
ذكَرت أنها یوماً كانت تُجري بحثاً إلكترونیاً حول الإمام الحُسین وكیف هَذِهِ الناس تُفني نفسها لإجلهِ بل وكیف یستطیع الشخص أن
یُضحي براحتهِ وأُنس الدُّنْیَا ویقطع مسافات طویلة تمتد لعدة أیام لأجل شخص مات منذ أربعة عشر قرناً
هُنَا كان الومیض الذي إنتهى بهِ المطاف الى أن یُصبح نوراً مُطلقاً ولو لم تمسسه نار !
نورٌ على نور ویهدي الله لحُب أهل بیت حبیبهِ من یشاء !
إنقطع كلام عائشة فجأة فبدأ القلق یُساور زهراء بدأت بالتفكیر في إنه رُبما أهلها سیؤذنها لو علموا
وبعد عدة دقائق عادت عائشة لتقول : زهراء لم أستطع أن أُمسك دموعي ، وأشهدُ أن علیاً ولي الله حقاً وأن أولادهُ هُم خلفاء النبي
حقاً وأني أُقدم إعتذاري لله على جهلي فیما مضى وإني حقاً خجلة ولا أدري ما أفعل ، أُرید العون منكِ ، أرید أن أعرف المزید لُطفاً
.. كما إن رأسي تملأه التساؤلات من أین أبدأ ؟
زهراء : الحمدُلله لقد قلقتُ عَلَیْكِ حقاً ، خشیتُ أن یُصیبكِ مكروه لا سامح الله ،
عزیزتي عائشة الآن فقط یُمكنني إخباركِ كم إن اسمكِ یُزعجني ، ثم أردفت رسالتها بتعابیر وجه ضاحكة
أما عن اعترافك بالأحقیة لعليٍ وأولاده في الخلافة فهذا في حد ذاته إنجاز عظیم ورحمة من الله تعالى فالحمدُ لله
وأما الاعتذار فلا یجب أن تعتذري بل یجب أن تعلمي أن حیاتكِ بدأت من هَذِهِ النقطة من الآن تحدیداً
وموضوع رغبتكِ في المعرفة والإجابة على تساؤلاتكِ فأنصحكِ بكتاب "لیالي بیشاور" وكذلك كتاب "المراجعات"
وغدا سأحضرهن معي إن شاء الله ، أما إن أردتِ البحث في أمرعقائدي فأنصحكِ بموقع إلكتروني "مركز الأبحاث العقائدیة" ولن
أُكثر عَلَیْكِ الآن لكن عند إكمالكِ للكُتب سأُعطیكِ غیرها بأذن الله وهكذا ،
الآن أهم شيء هو موضوع الصلاة یا صدیقتي والصلاة على شيء غیر صناعي بل طبیعي !هل لدیكم تُربة في المنزل ؟
عائشة: كلا مع الأسف
زهراء : هل لدیكم شجر في الحدیقة ؟
عائشة : أجل ولماذا ؟
زهراء : لانكِ ستُصلین فرض الفجر على ورقة الشجر والظُهر على التُربة الحُسینیة معنا في المُصلى بأذن الله
عائشة : ألم أقل لكِ بأن كلامكِ مریحٌ جداً ، حسناً یا قائدتي لكِ ذلكِ وأحمدُ الله الذي بعثكِ لي .
زهراء : الحمدُلله على كُل حال ،
ثم أشرعت بشرح الصلاة الصحیحة لها وعلمتها تسبیحة الزهراء ودعاء الفرج ،
وما أن أكملت حتى قالت عائشة شیئاً جعل زهراء تُفكر ملیاً وتترك الهاتف من یدیها واضعة یدیها على جبینها
مُتسائلةً مالذنب الذي إقترفتهُ حتى یحصل معها كُل هذا ،
أبیها أمها مُعاناتها الیُتم والوحدة ثم سرقة الموت لسَكینة
أنت تقرأ
احبك بروحي
Разноеأُحبكَ بروحي فالروح لا تفنى ، إلیكَ أغزلُ الكلام والكلماتُ تتفاخر والجُملُ تتباهى إلیكَ یا سید قلبي یا بلسم جُرحي یا وسیلتي لله وغیمة حُبٍ أمطرت في صحراء روحي فأنبتت بُستاناً من الأمل یا مشكاة آمالي ، یا وعد السماء .. خُذ القلیل وإقبل مِنَّا الیسیر...