14 ✨❤

105 13 2
                                    

ثم إستأذن وخرج ، كان مُسرعاً لإن أهله قد قلقوا علیه ، كان باراً جداً ، قد فهِم إن أسهل طریق لنیل رضا الله هو من خلال رضا
الوالدین .
طلبت زهراء أن ترى فاتن قبل خروجها ، سلمت علیها وتحمدت لها بالسلامة وأخبرتها إن سَكینة الصغیرة لازالت مُتشبثة بالحیاة
مُتشوقة الى الخروج والبقاء مع والدتها ، وبعض الكلام الإیجابي من هذا القبیل ، وأوصتها أن لا تترُك صلاتها وإن كانت من جلوس
وأن تقرأ القرآن أو تسمعه فهذا ما إعتادت على فعلهِ كي تعتاد سَكینة الصغیرة على الذِكر ، كما إنها كانت قد علمتها الكثیر من
أسرار أهل البیت والأولیاء التي تخص الحامل ثم قبلتها وخرجوا .
بعد أن وصلوا للمنزل تفقدت أغراضها وإذا بدفترها المُقَدَّس غیر موجود !
زهرا : لا یُمكن هذا مالذي یحصل ، أي اختبار هذا یا الهي ،
أجل لقد فهمت یبدو إنك تُرِید إختیاري في الأشیاء التي أُحبها ، هذا نِظام العشق .. یجب أن أتخلى عن كُل إسماعیلٍ لدي في حیاتي
ولا یبقى في قلبي سوى الله ، حتى أُصبح كما أصبح إبراهیم وأنال القُرب ،
في البدایة سَكینة ، ثم الآن ما إن بدأت أتعلق من جدید بسكینة الصغیرة تُرِید أن تُعطیني درساً ، لإنني للحظة نسیت أن أُحسن الظن
بكَ وظننت إنها ستذهب أیضا ، نسیت إنها مُجرد دُنیا ،
حتى وإن كانت أشیائي التي احبها تُقربني منك إلا إنني أُحِب شعور التعلق وهُنا الخطأ بالتحدید ،
لقد تعلمت الدرس یا الهي ولن أُكررهُ ، وأستغفرك وأتمنى أن یستغفر لي صاحب الزمان ، فهو أملي الوحید لتحصیل رضاك ، وإن
ذهب الدفتر لیذهب .. خُذ حتى ترضى .
حدثت نفسها ثم حاولت الوضوء لتأدیة صلاتها ، شعرت بلذةٍ في هَذِهِ الصلاة فهي رُغم آلامها الجسدیة
شعرت إن روحها إرتفعت خُطوة نحو المحبوب ، فالأجر على قدر المشقة إلا إنها لم تكن ترید أجراً بل عِشقاً
تطبیقاً لقول الإمام علي ع في مناجاتهِ : "إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا رغبةً في ثوابك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك".
لكن بقي شيء ناقصاً ، كان یجب علیها أن تستغفر كثیراً لإنها إغتابت وأساءت الظن ب"علي"
عقلها كان یُرِید تفسیراً لكلام الغزل الذي تحدث بهِ إنها الطبیعة الفضولیة البشریة فكانت تُعطي جواباً لنفسها تارة بأنها رُبما خطیبته
وتارةً أخرى ربما هي أمهُ ، على العموم كان شاباً لأباس بهِ ،
وأخذت عهداً على نفسها أن لا تسيء الظن بأحد أبداً لإنها لیست أخلاق أهل البیت ، ویجب أن تطلب من علي براءة الذمة كي تكسر
الأنا التي تجبرت في داخلها ، هكذا كانت تُربي ذاتها كي لا تستفحل النفس الأمارة التي بداخلها .
إعتادت زهراء على إداء صلاة اللیل قبل الفجر ولكن لإن الیوم كان مُتعباً وهي یدها مُصابة
قررت أن تكتفي بركعتي الشفع والوتر من جلوس ، حتى یُعافیها الله .
فجراً بعد الصلاة وإتمام مراسیمها الخاصة ، كانت مُترددة بین النوم أو تصفح النت ، فقررت إختیار الأخیر
وجدت رسائل من خدیجة " الحمدُلله على سلامتكِ زهرتي كیف حالكِ كیف أصبحتِ ، كان هاتفكِ مغلقاً"
تعجبت زهراء ، من أین تعرف خدیجة ولا یعلم أحد سوى عمها !
بدأت علامات الاستفهام تتجمع في رأسها كالعادة ، لكن هذه المرة أصبحت صبورة حقاً
یبدو إن الألم وتحدیات الحیاة تجعل الشخص صبوراً !
إنتظرت حتى العصر إتصلت بها خدیجة وقالت لها إنها قادمة فأجابتها زهراء : أهلا بكِ عزیزة القلب فأنا وحیدة في المنزل
بأنتظاركِ ودعتها وأغلقت الهاتف .
وصلت خدیجة وبعد السلام جلستا وسألتها زهراء : الآن أخبریني كیف علمتِ فأنا على حد علمي لا أحد یعرف سوى عمي ، حتى
زمیلاتي الیوم عَلِمُوا .
خدیجة وهي تُخرج شیئاً من حقیبتها ، دفتراً كان أخضراً لون زهراء المفضل : في الحقیقة هَذِهِ أمانة أخبروني أن أعطیها لكِ أولاً
والآن..قاطعتها زهراء وهي مندهشة وسعیدة في وقتٍ : آه الحمدُلله ، كم أنت رحیم یا الهي ، دفتري قد عاد لي شُكراً لك یا الهي ،
إنه فعلاً من ترك شیئا لله عوضهُ الله وأنا تعویضي هو رجوع الدفتر بعد أن تركتُ ال"أنا" ، أجل والآن أكملي یا رفیقتي .
تابعت خدیجة كلامها مُبتسمة : ان الذي أحضر الدفتر هو علي الذي هو یكون صدیق محمد خطیبي ، كانا یقضیان العُطلة الصیفیة
في مجموعة لحفظ القرآن في أحد المساجد وأصبحت علاقتهما قویة جداً ، حتى إن علي هو الذي أشار لمحمد أن یتقدم لخطبتي ،
لإنه معي بنفس الكلیة ، وعلي هو نفسه الذي أنقذكِ ، وإن كُنتِ تتسائلین حول
كیفیة علمه بأننا رفیقتان ، فأن إسمكِ كان موجوداً على ظهر الدفتر وبعد أن بحث عنكِ في الفیسبوك وجد إننا رفیقتان فأتصل بمحمد
وأخبرتُ بكل شيء ، كما إنه أخبرنا أن نوصل لكِ إنه لم یقم بفتح الدفتر إطلاقاً .

احبك بروحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن