مرت علينا فترة طويلة، مرت أشهر ولم نرى مِسك ولم تأتي على الموعد، وأخبرني جود أن ذلك المحمد هو من جاء، وباع جود أسهم مِسك كلها.. لكن بعدما أنجز ما أرادته مِسك لم نستطع ان نتواصل معها، بل ذلك المحمد هو من اعتنى بكل شيء. أخبرني جود عما حدث عندما ذهب لشقيقها، تفاجأ الشاب كثيرًا واستنكر الأمر، وترجى جود مليون مرة ليجعله يتحدث مع مِسك لكن جود لم يستطع. فقال له الشاب أنه سيشتري، لكن سيسجل ما اشتراه باسمها. تساءلت يومها عما يمكن ان يكون سبب بعدها عن شقيقها هذا الذي قبل أن يدفع لها ملايين للهواء؟ خوفه عليها وترجيه لجود حتى يقابلها أو يسمع لصوتها جعلني ادرك انه اخطأ بحقها، لكن مِسك التي اعرفها، أو لم اتعرف عليها بعد جيدا لكن على الاقل أنا متاكدة من ان لديها ضمير قاتل لا يتوقف عن العمل، هي بالتأكيد تتألم لمقاطعتها شقيقها.
مرت شهور ولم اسمع صوتها ولم ارى وجهها ولم اتصل بها، و استطيع أن أقول أنني كنت قد نسيت امرها تقريبا. لكنها ظهرت أمامي كطيف، ظننتني اتخيل، لكنها فعلا مِسك.
كنت بمطعم مع جود والجميع نتناول الغداء ونحتفل بإتمام طفل خالد وجمانة السنتين. لمحت على طاولة أمامنا فتاة كأنها هي، مع أنني لم أرى سوى ظهرها، لكنني تذكرتها فجأة. بقيت انظر إليها أحاول التأكد من صحة رؤيتي، وتأكدت. كنت انظر وانتظر التفاتةً لأرى وجهها، لم تلتفت ولم أراه، لكن أحد الرجال الجالسين على الطاولة أخذ من يدها تلك العلبة الفضية، علبة السجائر، بعد أن عادت العلبة ليدها ظهر الدخان حول مِسك، أظنها لم تتوقف عن التدخين بعد. كان هناك خمس شباب وستة بنات على الطاولة، يبدون عائلة ويضحكون ويتحدثون، تذكرت قولها لي بأن والدها يحب أن يجمعهم. بدا لي ان الجالسين كلهم ازواج، لكن بما انهم خمسة رجال فقط مقابل ستة نساء، فهذا يعني ان جود ليس هنا بعد.
كنت أشعر بالفضول عن حالها، كيف اصبحت؟ هل جاءها خبر يريح قلبها؟ أم لا تزال تبكي وتناديه بصمت دون أن تتلقى أي اجابة؟
حاولت أن أنسى وجودها وأن أترك الأمر للقدر؛ ليقرر هو ان كانت ستراني. كنت قد اندمجت بحديث مع جود، وسمعت صوتها، نادتني وقالت:
"سيدة مِسك؟؟"
التفت فرأيتها، وعرفت ان موعد لقائنا قد حان. عندما نادتني نهضت عن كرسيي وسلمت عليها بحرارة وقلت:
"اتمنى ان تكوني بخير، مر وقت طويل"
"اجل، اعذريني لأنني لم اتصل ولم آتي لرؤيتكِ، حدث الكثير"
"هل انتِ هنا مع العائلة؟"
"اجل، شقيقي وزوجته والبقية"
"بما اننا التقينا يا مِسك، يجب أن اراكِ مجددا"
"بالتأكيد، أنا حقا ارغب بان اردَّ لكِ الجميل"
"لم نفعل شيء مِسك، نحن فقط اخذناكِ المستشفى وهذا كان سيفعله أي أحد غيرنا"
أنت تقرأ
عاشق ومعشوق
Randomمر علينا عامين في تركيا، ومنذ لحظة وصولنا حتى اليوم وانا احاول قدر استطاعتي الا اصنع اي نوع من العلاقات مع احد، بالحقيقة أشعر بخوف شديد، اخاف منه كثيرا، لكنني أشعر بانني حقا احببته... شكله مخيف وطوله مخيف ايضا، انه بضخامة خالد. لم اراه كثيرا لكنه جد...