رحلة إلى الوطن

753 14 0
                                    

في تلك اللحظة عندما سال أخي ذلك، توقف العالم امام عيني، ولدقائق كنت افكر في كل شيء، كل ما حدث، حياتي في ذلك البلد والسفر، و سنوات في تركيا، وفاة ابي، وامي.. أجل امي انها هناك، هو يستطيع اخذي لرؤيتها أجل، هذا ما أريد. 

………………….

مصدومين جميعا من هذا الطلب، لكن في نفس الوقت سعادتهم تضاهي الكثير. أكثر من أثرت عليه الصدمة هو مِسك؛ فهي الآن بوجه بلا تعابير، تنظر للفراغ، تنتظر سماع جواب أخيها. قال خالد وهو يبتسم

"فاجأتني جود، أنا بالطبع لن أجد لأختي شخصا أفضل منك، لكن بالنهاية القرار قرارها"

تحولت العيون كلها إلى مِسك التي رفعت عينيها فتصادمت مع عيني جود، قالت بتلعثم

"هل علي أن أجيب الآن"

خبأ جود ضحكته وقال أحمد

"لا يا مِسك، لكن لا تنسي أنه سوف يسافر بعد الفجر"

نظرت للأرض وصمتت لدقائق وكانت تفكر والجميع ينتظر بترقب ثم قالت

"أنا سأعطيك جواب قبل أن تذهب، لكن أولا أريد شيء"

قال جود

"اطلبي ما تشائي، أنا مستعد لإعطائك عيوني! "

تحدث بطريقة ادهشت الجميع، واظهرت شدة اعجابه بمِسك التي قالت

"هل نستطيع التحدث على انفراد قليلا؟ "

سادت ردة فعل صامتة من الجميع لاستيعاب الوضع، بعد لحظات قالت آية

"هل نخرج من هنا؟ "

قال جود وهو يقف

"لا نحن سنخرج إلى المطبخ"

وقفت مِسك أيضا، واتجه الاثنان للخارج والجميع ينظر باندهاش. 

ظنت مِسك أنها بالغت بعض الشيء وجود كذلك، لكن لديها شيء يجب أن تقوله لجود قبل أن يذهب إلى سوريا. 

دخل الاثنان إلى المطبخ، قال جود وهو يقف في آخر المطبخ

"تفضلي، ما الذي أردتِ قوله؟ "

أخذت نفس عميق وقالت

"أنا مثلك أيضا"

"ماذا تقصدين؟ "

"اقصد.. يا الهي اظنني اقول اشياء غريبة، لكن قبل أن أخبرك قصدي سأقول لك شيء، أنا لدي نظرية أمشي عليها ولكن لا أطبقها قليلا لأن غالبية من التقيت بهم لا تنطبق عليهم شروط النظرية"

صمتت مِسك، قال جود بعد أن حاول فهم ما قالته وهو يبتسم

"وما هي تلك النظرية؟ "

قالت بصوت منخفض وبدا عليها التوتر الشديد

"هل علي أن أقول؟ آه لماذا اتصرف بغباء!! "

عاشق ومعشوق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن