عاشق ومعشوق

ألا يزال الأمل موجود؟؟..!

مرت ثلاثة أشهر، انتقلت آية الى السكن فقد بدأ دوامها، عمر بالمستشفى يمضي معه جود اغلب الاوقات و مِسك تقريبا نفس الشيء. جمانة على حالها وخالد على حاله يحاول مساعدتها وهو لا يعرف لماذا. 

في احد الليالي في وقت متأخر بعد ان نام جود و مِسك، كانت جمانة تجلس في البرندة على الارجوحة. طرق خالد الباب وقال:

"هل استطيع الدخول؟ "

"بالتاكيد"

دخل خالد وجلس مقابلها، سألها عن صحتها واحوالها. وبعد انتهاء اسئلته قالت:

"هل استطيع الآن أن أسألك أنا؟ "

"اجل جمانة، تفضلي"

"خالد، لماذا تفعل كل هذا معي؟ "

"... "

"اتظنني لا اعرف انكم جميعا تعرفون قصتي؟"

"جمانة انا.. "

"انتظر لو سمحت، دعني اكمل كلامي. انا يا خالد وصلت لمرحلة حيث لا استطيع ان افعل شيء، لا افكر، لا انفذ، لا افعل اي شيء، انا الآن كاللتي تنتظر احدا ليقوم بدور الاب والام والاخ والاخت والصديق والصديقة، وان يقوم بالتفكير عني وبالتنفيذ والعمل عني، وان يكون سند لي! لذلك خالد ارجوك… "

بدأت دموعها بالنزول وخالد قد تلبك كثيرا! 

"خالد أرجوك لا تدعني اتعلق بك بهذه الطريقة! "

وقفت واتجهت للباب لتذهب، فاوقفها.. 

"انتظري، يا جمانة انا لست حقير لان اعلقكِ واذهب، جمانة .. هل تتزوجيني؟ "

قالها وهو يضحك وهي تنظر إليه، دموعها نزلت بشدة وهي تبكي، شقت ابتسامة صغيرة طريقها على وجه جمانة، لكنها سرعان ما اتجهت لغرفتها واغلقت الباب ورمت نفسها على السرير تبكي بحرقة. 

……. ……… . …….. 

قبل شهر ونصف في المستشفى، كان جود وعمر وخالد معا عند الطبيب. وقد شخص الطبيب حالة عمر وقال بأنه يحتاج عملية جراحية في ساقيه، وبعد أن تزول الآثار سوف يبدأ العلاج الفيزيائي. وفي هذا اليوم كان خالد و جود مع عمر لأنه سيقوم بالعملية اليوم. وبعد دخوله غرفة العمليات جلس جود وخالد امام الباب. قال خالد:

"جود لا تخف عليه سيكون بخير"

"اتمنى هذا يا خالد. على كل حال العملية ستأخذ وقت، هذا ما قاله الطبيب"

"كم يعني؟ "

"من ثلاث إلى خمس ساعات تقريبا"

"اتمنى ان تسير الامور على ما يرام. ماذا عن مِسك؟ "

"ماذا بها؟ "

"لا اعرف، لكنها لا تبدو بخير آخر فترة"

لم يرد جود، لا يعرف ما عليه أن يقول، هل يقول انه يعلم انها ليست بخير؟ هي لم تتخطى أثر سفرة سوريا بعد، وبعد عودتها بدأت تشعر بوفاة والدها حقا. هل يقول انه منذ دخولهما استانبول لم يجلس معها ولا مرة واحدة مثل البشر؟ دائما اعصابه حامية وقلق بشأن أخيه، قليل سؤاله عن حالها، قليل جلوسه وحديثه معها.