صديقة، اسمها مِسك

175 7 0
                                    

يومياتي العزيزة

أنا مِسك هل تذكريني؟

قالوا أن السعداء لا يملكون وقتًا للكتابة، وجئت إليكِ اليوم حتى اثبت أن هذه المقولة خاطئة.

لكن مهلًا لحظة، أرجوكِ لا تنسي أنني مِسك بطلة القصة الثانية، عاشق ومعشوق، حبيبة جود، لدي أخي خالد وزوجته جمانة، أملك أجمل صديقة بالكون واسمها آية وزوجها هو شقيق جود، أيمن.. لدي أجمل طبيبة واسمها مروة، وزوجها أعتبره خالد رقم اثنين، عامر. دعينا لا ننسى محمد، إنني اعتبره مثل أبي، هو يتفقدني كل يوم ويسألني الأسئلة نفسها. لدي أخت ربتها أمي وشقيقين مثلها كذلك، أحبهم كثيرًا؟ هل تعرفين؟؟

مفكرتي أنا لست مِسك التي فقدت زوجها لثلاثة أعوام ومات طفلها بعد أن حملته تسعة أشهر وعاشت معه ثلاثة شهور، أنا مِسك التي عادت مع زوجها من هناك، صحيح أنني فقدت جنين، لكنني متأكدة من أنني سوف اصبح أما مرة أخرى عندما يحين الوقت المناسب. أنا لست مِسك التي حملت أعباء الدنيا على أكتافها ورمت بالملايين لتنقذ زوجها من أيدي الظالمين، لكنني مِسك التي أنفقت لياليها تبكي على جود، الذي كاد أن يضيعها لكنه وجدها في أول الطريق، لن أقول آخر الطريق ولن أستخدم هذا المصطلح أبدًا، لأنني كل يوم عندما أستيقظ وأراه بجانبي، مستيقظ وينظر إليه والحب يتجدد في عينيه كل يوم أكثر وأكثر، أشعر بأنني أملك بداية جديدة. منذ يوم سفرنا إلى أورفا بعد استشهاد والدتي وعائلتها لم أستيقظ إلا وهو مستيقظ قبلي ينظر إلي.

أواجه صعوبة في صياغة جملي، أظنني أواجه تلك المشاكل التي واجهها الكتاب الذين حاولوا صياغة السعادة بكلماتهم فتوقفوا، لكنني لن أتوقف. أنا سعيدة، وسعادتي تكبر كل يوم

(أنا كاذبة وفراغي يكبر كل يوم)

أنا مرتاحة، وبرؤيته أشعر بسكينة فيقشعر جسدي من الرهبة

(أنا مرتاعة، وبتذكره أشعر بالرعب، بالتفكير بمكانه ومصيره أشعر بالخوف، وجسدي يقشعر من تخيل منظره)

أشعر بالدفء عندما أفكر به، أشعر بالدفء عندما أنظر إليه، أشعر بأنني بالجنة عندما يلمسني

(أتساءل عن الدفء، لقد نسيته، أنا خائفة دومًا مما سيحدث غدًا.. أحاول أن أتذكر شعور الدفء والطمأنينة فأخاف أكثر، عندما أصل لأقصى حد من الخوف أفتح باب غرفتنا، تلك المملوءة برائحة جود، وافتح خزانة ثيابه وأنا أرتجف، وأخرج سترته البيضاء الصوفية وارتديها، ثم أجلس على كرسيه وأبكي، حينها أشعر به يضمني، وأشعر بالدفء يحيطني، أناديه وأقول جود.. لكن في تلك اللحظة يختفي كل شيء وتعود الريح، فأنزع سترته وأهرب من الغرفة ، ولا أعود لها إلا عندما أشعر بأنني على وشك الموت مجددًّا)

مفكرتي، ما بين الأقواس ليس أنا، بل هي، لكنني سعيدة لأجلها، لذلك أكتب لكِ بعض ما قالته لي، أرغب بأن أروي قصتها، يجب أن أروي قصتها، لكن ليس كما روت إحداهنَّ قصتي، بل حواري الشخصي، حواري أنا مع مِسك، الأخرى، من لاقت أكبر نصيب من التعذيب.. لكن بالحقيقة لا أجد بشرًا ممن حولي أستطيع أن أقول له ما قالته كلامًا، يشقُّ علي هذا، هل ترغبين بأن أكتب لكِ أنتِ لوحدكِ؟

19\1\2018

عاشق ومعشوق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن