الفصل الثاني

7K 223 7
                                    

*عَلَى حَافةِ الطُوفانِ*

-الفصل الثاني-

_دقت الساعة السادسة صباحًا في منزل "دُرة" ، حيث كانت "عزيزة" غافية على الأريكة بعد أن غلبها النعاس وهي تنتظر رجوع "دُرة" وببغتة تعثر ذراعها التي كانت تستند به فاستيقظت بفزع وهي تقول :
-بسم الله الرحمن الرحيم !
أخذت نفسها سريعًا ومن ثم شعرت بألم كبير في رقبتها آثر النومة الخاطئة فأخذت تدلكها وهي تتأوه قليلًا ومن ثم هتفت وهي تسأل نفسها قائلة بحيرة:
-هي الساعة كام دلوقتي ؟
نظرت نحو الحائط المعلق عليه ساعة كبيرة حتى شهقت وهي تضع يدها على صدرها وتقول:
-يا لهوي الساعة 6 الصبح ولسه ست دُرة مجتش !
ثم استطردت قائلة وهي تنظر نحو درج السُلم قائلة :
-مش يمكن تكون جت ومخدتش بالي وطلعت تنام ، أما أروح أشوف يا رب استر !
ومن ثم تحركت "عزيزة" بخطوات سريعة نحو غرفة "دُرة" وهي تدعو الله أن تكون بغرفتها ، حتى وصلت نحو الغرفة وفتحت الباب بهدوء ولكن لسوء الحظ لم تجد بها أحدًا !
حاولت تكذيب نفسها ومن ثم اتجهت نحو المرحاض لعلها تكون به فأخت تطرق بخفوت وهي تهتف بقلق:
-دُرة هانم أنتِ جوا يا بنتي ؟
لم تجد ردًا فأخذت تطرق من جديد ولكن لم تتلقى أي إجابة فقررت فتح الباب من شدة قلقها وهي تهتف باسمها ولكن لم تجد أحدًا
الآن تيقنت أنها لم تأتي بعد من الخارج فأخذ القلق يتسرب إليها أكثر وأكثر وهي تهتف بنبرة حائرة:
-يا ترى أنتِ فين دلوقتي أستغفر الله اعمل إيه بس ؟!!
نزلت إلى أسفل وهي تفكر كيف ستتصرف ومن ثم أمسكت بالهاتف سريعًا لتتصل عليها ووجدت الهاتف مغلقًا !
نفخت أنفاسها بضيق شديد وهي لا تدري كيف ستصل لها ومن ثم خطر ببالها أمر وقالت:
-أيوة أنا فاكرة إني معايا رقم حد من صاحبها بس يا رب يردوا وميبقاش مقفول ده كمان !
أخذت تبحث عن رقم أحد رفاق "دُرة" حتى وجدته ومن ثم أجرت الاتصال سريعًا ووجدت بحمد الله الهاتف يعطي جرسًا !
......................................................
في تلك المشفى الكبيرة !
التف الجميع حول باب تلك الغرفة التي بها "دُرة" بعدما أصابهم القلق جميعًا عليها عدا "سارة" التي كانت تقف بمضض معهم !
ف"سارة" تشعر دومًا بالغيرة من "دُرة" فهذه هي النفسنة التي تعتبر غريزة في كل فتاة ، ولذلك تحاول دومًا "سارة أن تكون أفضل منها بكل شيء ولكنها لم تفلح بهذا ، ولكن إن فكرت بنفسها قليلًا ربما يتغير الوضع !
....
خرج الطبيب من غرفة "دُرة" ونظر حوله الجميع واقتربوا منه لكن الطبيب لم يرتاح لهم أبدًا ومن هيئتهم خاصة بعد أن علم أنهم سكارة !
تحدث الطبيب بمضض كبير وقال:
-اطمنوا حصل كسر في رجليها اليمين وكمان وشوية كدمات في رقبتها هتستمر على الجبس شهر وبعدين تعملنا زيارة عشان نطمن ونشوف لو خلاص هنفكه ، حمدلله على سلامتها تقدروا تاخدوها الظهر
انصرف الطبيب وهو يشعر بالضيق بينما دلف "ماجد" سريعًا نحو غرفة "دُرة" ليطمأن عليها والتحق به الجميع أيضًا !
كانت "دُرة" مستيقظة وتشعر بالضيق الشديد وقسمات وجهها كانت تحوي بالغضب!
ركضت لها "رنيم" وهي تبكي عليها وقالت ممسكة بيدها :
-سلامتك يا دودو الحمدلله إنها جت على قد كده !
لم ترد عليها وسحبت يدها منها فتعجبت "رنيم" من ردة فعلها بينما ركض نحوها "ماجد" وقبَّل رأسها وهو يقول بخوف:
-حبيبتي كنت خايف عليكي أوي !
تهكمت "دُرة" ومن ثم هتفت وهي تلوم بهم:
-كله من الزفت اللي خلتوني أشربه !
نظر لها الجميع بتعجب بينما أكملت "دُرة" بحنق كبير:
-لولا البتاع ده كان زماني كنت فايقة ولا الرئدة دي أووف !
ابتسمت سارة "بسخرية كبيرة وهي تقول مشبكة يدها:
-والله محدش ضربك على إيدك أنتِ اللي وافقتي تشربي وكمان شربتي كتير كان ممكن توقفي متلوميش غير نفسك يا قلبي !
حنقت "دُرة" بشدة ونظرت لها شزرًا وقالت:
-أنا حرة وبعمل اللي يعجبني محدش له كلمة عليا فاهمة ؟
حاول "احمد" تخفيف الأجواء ومن ثم قال:
-خلاص بقى اهدوا المهم دلوقتي سلامة دُرة وإنها كويسة، واحم أنا لازم أمشي بصراحة ،وإلا أبويا هينفخني وهبقى أرجعلكم تاني ، مش هتيجي يا ماجد ؟

على حافة الطوفان.. للكاتبة دينا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن