الفصل الرابع عشر

4.5K 158 2
                                    

*عَلَى حافةِ الطُوفانِ*

-الفصل الرابع عشر- "قبل الأخير"

انفض "فاروق" بمكتبه بعد أن كان يباشر عمله ، عندما سمع صوت "بلال" تعجب بقلق وذهب كي ينظر ما في الأمر وهو يقول:
-استر يا رب .
خرج "فاروق" من مكتبه ليجد "بلال" يركض صارخًا ووجهه لا يُفسر بالمرة فنده عليه يستوقفه:
-يا بلال استنى في إيه ؟
كان "بلال" يركض دون وعي حتى ركب سيارته ولكن "فاروق" حاول الركض ليلحق به ولحقه على آخر لحظة وفتح باب السيارة ليركب بجانبه وهو ينظر إلى تعابير وجهه الغير مفهومة ويقول بقلق:
-إيه اللي حصل يابني مالك ورايح فين كده ؟
لم يرد "بلال" بل كان يتصبب عرقًا وضربات قلبه تزداد وهو يتذكر ذلك المشهد لا هذه ليست هي ربما كانت خدعة ، لكن إن رآها هناك فهذا يثبت صدق ما شاهده .
أخد "فاروق" يلح على "بلال" كي يخبره ويطمئنه فهتف "بلال" بنبرة عالية:
-بنتك زانية يا عمي ارتحت !
صُعق "فاروق" وهتف بعدم تصديق:
-أنتَ بتقول إيه مستحيل اللي بتقوله ده وإيه اللي خلاك تقول كده .
أخرج "بلال" هاتفه وقد نقل الفيديو على هاتفه قبيل أن يخرج كي يثب حديثه إذا رآها هناك ، وأعطاه الورقة دون أن يتحدث فقظ يسوق بسرعة وقلبه يكاد يموت !
شاهد "فاروق" كل ذلك وكانت الصدمة كبيرة ، نزلت دموعه بألم غير مصدقًا أنها ابنته .
شرد "فاروق" وهو يشعر أن هناك خطأ ما كيف تكون تلك ابنته ؟ ، نظر من النافذة وهو يبكي لا يدري كيف سيتصرف .
...........................................................
وصلت "دُرة" إلى منزل "ماجد" بعد أن دفعت الأجرة ومن ثم طرقت الباب وانتظرت قليلًا
..............................................
في ذلك الوقت كان "ماجد" شاردًا يشعر بالحنق من خطة "دُرة" يريد أخذها من الجميع ، كان يفكر بطريقة يأتي بها إلى هنا حتى سمع صوت جرس الباب وتعجب مما يأتيه في ذلك الوقت ؟
تأفف وقد ظن أنها "سارة" مجددًا حتى فتح الباب وصُدم بشدة وهو يقول:
-دُرة ؟
ابتسمت "دُرة" ابتسامة صافية وهي تقول:
-السلام عليكم ، ازيك يا ماجد؟
تعجب "ماجد" وابتسم بخبث ف ها هي تأتي له دون مشقة ربما قد انتهت خطتها ولكن لماذا ترتدي هكذا وتتكلم بتلك الطريقة؟

هتف "ماجد" وهو يتفحص هيئتها:
-أنا كويس أوي بس أنتِ لابسة كده ليه ؟ ، هي لسه خطتك مخلصتش صح وجاية تشوفيني ؟
تعجبت "دُرة" ولم تفهم أليس من هو يعلم عنها كل شيء فلماذا يسأل فهتفت بحيرة:
-خطة إيه ؟ ، مش أنتَ بعتلي إنك عرفت كل حاجة عني ، وجمعت الشلة هنا عشان تودعوني ؟
رفع "ماجد" إحدى حاجبيه وشعر أن هناك مُدبر فهتف وقال:
-أنا مبعتش حاجة بس تعالي ادخلي
تنهدت "دُرة" بعدم فهم ودلفت وهي تقول بمزاح:
-قول بقى إنك عاملها مفاجأة هما فين بقى ؟
كاد "ماجد" أن يغلق الباب وهو يقول بحيرة خبيثة:
-مفيش حد هنا غيري !
نظرت له "دُرة" بغضب وشعرت أنها مكيدة منه حتى يأتي بها إلى هنا فهتفت توقه بضيق:
-يعني كانت حركة منك عشان أجي مش كده ، سيب الباب مفتوح بني آدم غبي .
استغل "ماجد" الموضوع  وقرر أن يقترب من "دُرة" وينفذ ما بباله وقال:
-مش مهم المهم إنك هنا .
ارتعبت "دُرة" وشعرت بتلك الورطة التي وضعت نفسها بها .
........................................................
في ذلك الوقت وصل "بلال" إلى العنوان المحدد وقد فاض بيه الحال ، وكان "فاروق" لا يريد أن يرى ابنته في هذا الوضع ولكنه لا يصدق ، صعد "بلال" في البناية المنشودة والشقة التي وجد بابها مفتوحًا وسمع منها ذلك الصوت:
-أنتِ مش عارفة يعني بحبك أد إيه ؟
في ذلك الوقت فتح "بلال" الباب على آخره ليراها مع هذا الرجل الخائن اتسعت عينها وقد صدق القول أخفض رأسه وهو يشهر بالحسرة .
كادت "دُرة" تخرج وتنفعل على "ماجد" قبل أن يأتي زوجها لكن الأمر حال دون ذلك ، وجدته يفتح الباب وينظر لها ولأول مرة نظرات مهينة ، صُدمت "دُرة" وشعرت بالخجل بأنها أخفت عنه الأمر لكن ستشرح له وبـتأكيد سيسامحها
هتفت "دُرة" وهي تقترب منه معتذرة:
-أنا آسفة كان لازم أقولك قبل ما أجي بس قولت هتضايق مني .
نظر لها "بلال" نظرات مختلفة  توحي بالاشمئزاز تعجبت منها "دُرة" ، بل تفاجأت أكثر عندما رأت والدها وعلامات الحسرة على وجهه
هتفت "دُرة" وهي تشعر بوجود خطب كبير وقالت :
-في إيه مالكم في حاجة حصلت ؟
نظر لها "بلال" ومن ثم صفعها على وجهها صفعة قوية وهو يهتف بكره شديد:
-خاينة !
صُدمت "دُرة" غير مصدقة ، يضربها ؟ كيف هذا ليس هو ماذا فعلت ليس الأمر يستدعي كل ذلك .
نزلت دموع "دُرة" وهي تنظر له بلوم وعتاب وقالت:
-أنتَ بتعمل إيه ازاي بتعمل كده ؟ ، كل ده عشان نزلت من غير ما أقولك ؟
اشتد غضب "بلال" وهو يرى كذبها وسحب الهاتف من يد "فاروق" ثم رماه لها كي ترى ذلك الخنجر الذي طعنته به .
أمسكت "دُرة" الهاتف بارتعاش واتسعت عيناها بصدمة وهي ترى صورتها في علاقة غير شرعية مع "ماجد" شهقت بصدمة وهي تضع يدها على فمها وتقول نافية بشدة:
-مش أنا والله مش أنا ، أنا معملتش كده .
نظرت إلى "ماجد" وهي تشير له بصراخ:
-أنتَ اللي عملت كده يا حقير يا واطي يا ...
-أنتِ طالق .!
قالها "بلال" بجمود ، حتى اتسعت عيناها بشدة وهي تبكي غير مصدقة ما حدث ، ومن ثم رحل "بلال" وترك الجميع وأخذت هي ترتعش ومن ثم تنفست بصعوبة وهي تشعر أن الدنيا جمعيها تريد هلاكها ولكن لماذا هي ؟
لم تستطع "دُرة" الوقوف وشعرت بدوار حاد وهي مغشي عليها !
ركض "فاروق" عليها بينما حاول "ماجد" حملها فأبعده "فاروق" وهو يقول:
-إياك تلمسها يا حقير .
حملها "فاروق" غير مصدقًا أمر الفيديو هذا ولكن ليطمئن على ابنته أولًا .
.......
أما "ماجد" فقد وقف مدهوشًا وهو يقول:
منك لله يا سارة الزفت
قرر "ماجد" الاتصال بها وفهم ما فعلته ولكن هاتفها مغلقًا ، لعن هذا الوقت وهو يفكر لماذا "سارة" تفعل ذلك .

على حافة الطوفان.. للكاتبة دينا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن