الفصل الثامن

4.9K 175 6
                                    

*عَلَى حافةِ الطُوفان*

-الفصل الثامن-

_عادت الطبيبة مرة أخرى إلى غرفة تلك الفتاة البائسة ، ومن ثم وجدتها تصلي لله تعالى وتبكي بأنين كبير !
أشفقت عليها الطبيبة ولكنها ابتسمت بهدوء ، تلك الطبيبة الوقور "رُقية" التي وقفت بجانب تلك الفتاة لمدة طويلة وكانت بمثابة أم لها !
انتهت هذه الفتاة من الصلاة ومن ثم دعت ربها بخفوت وانتهت ونظرت خلفها لتجد "رقية" جالسة على الكرسي وتنتظرها !
ابتسمت لها تلك الفتاة ومن ثم اقتربت منها وكادت تجلس على الفراش مجددًا فأوقفتها "رقية" وهي تقول:
-تقبل الله ، إيه رأيك نقعد تحت أحسن في الجنينة غيري جو شوية .
تنهدت الفتاة وهي تفكر بحيرة ومن ثم ردت عليها وقالت:
-ماشي .
ومن ثم أكملت مبتسمة :
-منا ومنكم .
ابتسمت لها "رقية" وأمسكت يدها لكي ينزلا  إلى أسفل في الهواء الطلق ...
جلست الفتاة على ذلك الكرسي الخشبي وفي تنظر للطبيعة الخلابة وتتنهد براحة قليلًا ، ومن ثم نظرت لها "رقية" وقالت:
-كملي وبعد كده حصل إيه ؟ تقبلتي خلاص الوضع ولا لاء ؟
هزت رأسها نفيًا وهي تكمل متذكرة بحزن كبير :
-على الرغم أنه محاولش يضايقني في حاجة لكن أنا كنت رافضة وجوده ورافضة المنطق اللي جمعنا سوا ومبقاش عندي غير تفكير واحد بس هو اللي كان هيساعدني .
نظرت لها "رقية" مستفهمة وهي تقول:
-واللي هي ؟
نظرت الفتاة أمامها متذكرة وقالت:
-هقولك !
..............................................................
بعدما انتهت "دُرة" من أخذ حمامها خرجت وهي تجفف شعرها ومن ثم اردت ملابسها من حقيبتها والتي كانت عن بيجامة ضيقة كاشفة لذراعيها .
انتهت من تجفيف شعرها وهي تفكر مليًا ومن ثم تنهدت شاردة في ذلك الرجل وما يفعله معها.
انتهت ومن ثم دلفت خارج الغرفة ، لتجده قد غير قناة التلفاز بضيق وهو يضع قناة للقرآن الكريم !
ابتسمت بسخرية وقالت:
-ايه هتحرمني من التلفزيون كمان ؟
نظر لها بضيق وقال يوضح لها:
-يعني عايزاني أسيبك تتفرجي على حاجات كلها ذنوب وملهاش فايدة !
نظرت له بملل وقالت :
-زي ما تحب .
تفاجأ من ردها وقال بتعجب:
-طب حلو يعني معندكيش اعتراض على اللي بقوله !
هزت رأسها نفيًا وهي تقلب بهاتفها بملل وتقول:
-على فكرة وجودك عندي زي عدمه أنتَ مش بتضيف حاجة ليومي غير إنك بتزود الملل ده تقدر تمشي عادي ما أنتَ حابسني !
ابتسم لها بصفاء وقال وهو يشبك يده:
-أنا عارف ومقولتش إني هقعد معاكي ، أنا بس عايزك تاخدي عليا .
لم تنظر له ولم ترد ، فاقترب منها ومن ثم جلس قبالتها وأمسك بالهاتف وقال:
-اسمعيني كويس !
نظرت له بضجر وغضب قال قبل أنن تتفوه بأي شيء:
-أنتِ لازم تتقبلي وجودي وتتعاملي على أساس إني مش هعمل ليكي حاجة ، حاولي تتأقلمي وأوعدك بنفسي هرجع مكان ما تحبي وأطلقك بس استني الفترة دي .
قالت "دُرة" بنبرة حانقة:
-وليه مش دلوقتي ونخلص ؟
رد عليها بسلاسة وقال:
-عشان مش وقته ومش هقدر أسيبك لوحدك متنسيش المشاكل اللي ممكن تحصل بين مامتك وباباكي ، وأكيد أنتِ في غنا عن كل ده يبقى لازم تحاولي تساعديني ونعدي الفترة دي على خير .
تنهدت وهي تفكر بحديثه وقالت:
-طيب معنديش مشاكل بس انا زهقت هفضل قاعدة لوحدي بين أربع حيطان وأنتَ مش عايزني أخرج !
تنهد يفكر ومن ثم قال بقلق:
-لوحدك صعب ، لكن معايا مفيش مشكلة لو حابة ننزل نروح أي مكان تحبيه موافق بس بشرط .
قالت بتأفف شديد:
-إيه إن شاء الله ؟
قال مبتسمًا وهو ينظر إلى ذلك الكيس بجانبها وقال:
-تلبسي من الهدوم اللي جبتهالك وما هو انا أكيد مش هسمح لمراتي تنزل عريانة وأبقى راجل ديوث .
نظرت له وهي تقول له بحيرة واستخفاف:
-إيه معنى كلامك ده .
تنهد وهو لا ينظر لها ويقول :
-يعني مينفعش أسيب زوجتي أو أي حد من عيلتي يكون حر في غير اللي ربنا أمرنا بيه  ، مينفعش أسيب مراتي تلبس لبس عريان وأخلي كله يبص عليها مينفعش أسيبها تمشي على حل شعرها أنتِ عايزة تدخليني النار ولا إيه ؟

على حافة الطوفان.. للكاتبة دينا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن