*عَلَى حَافةِ الطُوفانِ*
-الفصل الخامس-
_..قبل مجيء "بلال" إلى منزل "فاروق" وقبل إخبار "فاروق" بضرورة حضوره ، فكر "فاروق" بشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله ولم يجد حل آخر بنظره !
وقف وهو قاطبًا حاجبيه وهتف مناديًا على "عزيزة" ليخبرها بالأمر !
حتى أتت له متسائلة فقال وهو يزفر أنفاسه:
-مقدمناش وقت كتير لو جت سوزان دلوقتي هتاخد دُرة ومش هعرف أرجعها ليا !
تنهدت "عزيزة" وهي تفكر فيما يأتي بخاطره وقالت:
-وحضرتك شايف نعمل إيه ؟
تنهد "فاروق" وهو يقول ذلك الحل الغريب وقال :
-هجوزها !
شهقت "عزيزة" بصدمة وهي تقول :
-حضرتك بتقول إيه ؟
ظهر على وجه "فاروق" الجدية الشديدة وهو يتابع بحسم:
-زي ما سمعتي مقدميش حل غير أنها تتجوز قبل ما تيجي سوزان ، الحمدلله إننا ساكنين بعيد شوية عنهاحاولت "عزيزة" تجميع الأمور وقالت تبدي اعتراضها:
-بس أكيد في حل تاني مش معقول نجبرها تتجوز !
تنهد "فاروق" وهو يقول بقلة حيلة:
-عندك حل تاني ؟
تنهدت "عزيزة" وهي تفكر حتى أتى ببالها أمر وقالت :
-نهرب من هنا ، خلينا نروح مكان تاني آمن وبكده مش هتعرف سوزان هانم المكان !
ضيق "فاروق" عينه بشدة وهو قول بنبرة غير راضية:
-مستحيل ده يحصل أنا عارف دُرة مش هتسكت عن الموضوع ده وكده هزيد الخطورة عليا وأكيد سوزان مش هتكست !
تنهد قبل أن يعجل بالأمر وقال:
-هو ده الحل الوحيد وأنا عارف هجيب مين كويس !
هتفت بحيرة وهي تقول:
-مين ؟
أغمض عينه قبل أن يقول بألم:
-بلال !
اتسعت عينا "عزيزة" بصدمة وهي تسمع اسم ذلك الرجل الذي أتى كي يقابل "فاروق" وتشاجرت معه "دُرة" ، ولكن لا هذا الشاب مهذب لا يستحق أن يُظلَم !
اعترضت "عزيزة" بشدة وهي تقول:
-يا فاروق بيه حرام الولد كويس ميستحقش أبدًا كده وأكيد بنتك هترفض مستحيل تقبل !
تنهد "فاروق" وحاول أن ينهي ضميره الذي يأنبه :
-أنا معرفش حد غيره ومعيش وقت للكلام ده وهو الوحيد اللي مناسب وهيقدر يصلحها أنا متأكد !
لم تسر "عزيزة" بهذا الخبر وقالت وهي تنظر له ببعض اللوم:
-وحضرتك متعملش كده ليه ؟ ، أبوها أولى بيها ولازم يفضل جنب بنته ويحارب عشانها !
تنهد "فاروق" وقد تمزق قلبه بالكامل وهتف بضيق:
-أنا معرفتش ومش هعرف لازم حل مناسب وسريع ، وأنا خلاص قررت ولو على بنتي فمش مهم توافق ولا ترفض أنا اللي هجوزها من غير ما تعرف هي لسه صغيرة وأقدر أجوزها بنفسي من غير حكمها ، وهتعملي اللي هقولك عليه دلوقتي وبسرعة يلا مفيش وقت !
تنهدت "عزيزة" وهي لا تدري ماذا تقول ومن ثم استمعت لما يريده أن تفعله !
..................................عودة إلى الوقت الحالي!
تسمر "بلال" في مكانه وهو يستمع لما قاله "فاروق لتوه وقال بصدمة :
عريس ؟ ومأذون أنا مش فاهم حاجة !
حاول "فاروق" رسم ابتسامة بسيطة وهو يمسك "بلال" من ذراعه ويترجاه قائلًا:
-أرجوك يا بني ساعدني معنديش غيرك ، بنتي في خطر ولازم أحميها أرجوك اعمل اللي بقولك عليه دلوقتي !
لم يستوعب "بلال" ما يقوله وهتف وهو يضيق عينه :
-أنتَ عايزني أتجوز بنتك ؟
هز رأسه سريعًا وقال وهو مازال يترجاه:
-أرجوك يا بلال أنا محتاجلك تساعدني وافق بس دلوقتي وهفهمك على كل حاجة مفيش وقت إلا هتتعرض للخطر !
شعر "بلال" بالضيق الشديد واستغفر ربه فكيف الآن يفعل ذلك بتلك السهولة ويتزوج وماذا سيفعل بعد وهو يعلم جيدًا طبيعة تلك الفتاة !
تنهد"بلال" غير راضيًا لما يجري ولكن عينا "فاروق" التي تنم عن الرجاء هو يعلم كرم ذلك الرجل عليه وكم ساعده ولكن لم يدرك أن المقابل سيكون زواجًا بتلك الطريقة !
استشعر المأذون خطبهم وقال وهو يشعر بالملل:
-يا جماعة هتكتبوا الكتاب ولا لاء ورانا جوزات تانية!
أعاد "فاروق" النظر إلى "بلال" وهو يحثه على الموافقة ويشدد على ذراعه:
-اعتبرها مساعدة إنسانية منك ، أرجوك يا بلال وهفهمك كل حاجة !
تنهد "بلال" وهو يشعر بالغضب من هذا الأمر الغير مفهوم ومن ثم استدار نحو "فاروق" وهو يتأكد من أمر:
-بنتك ليها حق تجوز نفسها ولا لاء ؟
طمأنه "فاروق" وقال :
-متقلقش هي لسه متمتش 21 ، وبعدين إحنا بنحميها وعارفين مصلحتها وهشرحلك كل حاجة بعدين لكن اعقد الأول عليها !
تنهد "بلال" وهو يتقدم نحو المأذون ويقول بتعجل:
-اتفضل يا شيخنا اعقد دلوقتي !
أخرج "فاروق" بطاقة ابنته التي أمر "عزيزة" بإحضارها وشهادة الميلاد كي يؤكد أنه له الحق في تزويجها بنفسه دون علمها ، بينما كان "بلال" من داخله غير راضيًا بالمرة وأصبح مشتتًا ولكن شعر بخطورة الأمر الذي وقع به "فاروق" !
تمنى من الله أن يسامحه فهو لم يعلم والدته بالأمر فكيف ستتقبل ؟
تنهد أكثر بعدما تم عقد قرانه على "دُرة" ومن ثم نظر إلى "فاروق" نظرة بها بعض العتاب أن يضعه في ذلك المأزق !
انصرف المأذون وتنفس "فاروق" الصعداء بأنه تم ما يريده !
وضع "بلال" كفه على وجهه واجمًا ، أشفقت عليه "عزيزة" وشعر به "فاروق" تنهد بقسمات حزينة واقترب منه يربت عليه وقال:
-أنا مهما أعمل مش هعرف ِأشكرك ازاي إنك وقفت جنبي !
بادله "بلال" ابتسامة حزينة وقد امتلأت عيونه بدموع !
أطرق "فاروق" برأسه خجلًا منه وكيف غصب عليه ولكنه هتف بحزم وقال:
-تأكد الجوازة دي مش هتبقى علطول وهتنتهي في أقرب وقت بس المهم نحمي بنتي !
تنهد "بلال" وحاول استجماع أعصابه وتجميع شتات نفسه ومن ثم سأله وقال:
-فهمني إيه المشكلة وخلاص اللي حصل حصل دلوقتي !
تنهد "فاروق" وهو يتلو عليه سريعًا ما حدث وقال شاردًا:
-سوزان مش ناوية على خير ، وغير كده أنا مقدرتش أغير فيها حاجة !
قطب "بلال" حاجبيه بتعجب شديد وقال:
-وأنا اللي هقدر ؟
هز "فاروق" رأسه بالنفي وقال محاولًا الهرب من عينه:
-الموضوع ده مش هيطول وأنا هرتب أموري وأخدها وأسافر على ألمانيا بعد ما أطمن إن سوزان مش هتعمل حاجة !
أنت تقرأ
على حافة الطوفان.. للكاتبة دينا عادل
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة _ها هي الدنُيا من حَولي تُعطيني كُلَ شيءٍ ، وأنا من حَولِها ملكةٌ تَأمرُ وتَأخذُ عُقدان من الزهورِ يلتفُ حولي؛ ليخبرَني أنَّ كُلَ الأهميةِ هي دُنيتي ولكن....! ماذا عن قَدمي التي تلجلجتْ وتعثرت في مَشيتها وكادت تسقطُ لتغ...