7

12.4K 403 199
                                    

كان واقفا أمام نافذة غرفته وهو يشعر بألم في صدره.. ألم لم يشعر به لأحد حتى والديه حين ماتا.. ومن ثم نظر إلى سريره حيث كانت نائمة بهدوء ليبتسم بحزن من أجلها وذهب نحوها ليتذكر ما حدث قبل ساعات..

Flash Back.

ما أن أختفت عن أنظاره حتى أنتبه على نفسه وتذكر كيف قام بأخراج من قصر في هذا الوقت من ليل.. ليذهب بسرعة وراءها وهو يشعر بندم لأنه فعل هذا في لحظة غضب.. كيف فعل ذلك.. كيف سيعتاد على بعدها.
هازان :- كنت سعيدة جداً لأنني عدت إلى بيت.. إلى بيتي أنا حيث أكون حرة ولا أحد يتحكم بي إلا زوجي وأيضاً قرارت بأن أخبره بأنني أريد أن أصبح أم.. نعم أم
ودخلت إلى بيت بعد أن أوصلني عيماد.. إلا أن سعادتي كلها تلاشت ما أن دخلت بيت شعرت وكأنني دخلت إلى بيت شخص آخر.. وكأنه ليس بيتي أنا.. ومن ثم سمعت ضجيجا في بيت وكان هناك أصوات تخرج من غرفة نومي ولا أعرف لماذا أحسست بقلبي وكأنه سيتوقف و بدأت أنفاسي تتضيق وأتجهت نحو غرفة وأنا أرتجف و
بتررد فتحت باب لأجد أسوء شيء في الحياة و أقسا شيء يمكن أن لأنسان أن يتحمله وهو الخيانة.. نعم الخيانة.. لقد رأيت زوجي.. زوجي ألذي تزوجت به دون ضغوط من أحد رأيته يخونني ومع من.. ليس أي أحد بل مع أقرب إنسانه على قلبي.. مع أختي.. أختي التي كنت أعتبرها مثل أبنتي.. نعم أبنتي لأنها تصغرني بسنوات وكنت أحبها كثيراً لأنها أختي الصغيرة ايجه..
نعم ما أن فتحت باب غرفتي حتى وجدت زوجي و أختي في سريري عاريين مشغولون بعمل أشياء قذرة لدرجة أنهما لم ينتبها إلي حتى.. إلا أن يدي خذلاتني و أصدمت بكأس ماء كان على طاولة صغيرة عند باب لينتبهوا إلي.. ما أن وقع الكأس على أرض حتى ألتفتتا ليجداني واقفة أمام باب غرفة بصدمة..
قالت ايجه بخوف :- ياإللهي.. أختي
نهض كنان بسرعة وقال :- مالذي تفعلينه هنا الآن
لم تتكلم هازان من صدمة فقط كانت تنظر.. و الغريب في الأمر أنها لم تبكي فقط كانت تنظر..
ليتجه كنان إليها ويقول بغضب :- مالذي آت بك في هذا الوقت متأخر من ليل.. ها جوابيني هيا..
أيضاً لم تتكلم هازان.. ليغضب كنان أكثر وقام بأمسك ذراعيها بقوة وقال :- هى أنتي.. مالذي آت بك إلى بيت هل هربت.. أما أن الآغا قام بطردك.. هيا تكلمي قولي شيء.. وقام بهزها بقوة حتى تستفيق على نفسها..
لتنتبه هازان إلى نفسها ونظرت إلى ايجه التي كانت قد نهضت من على السرير وهي تستر نفسها بغطاء سرير ليظهر بطنها المنتفخ.. ياإللهي.. ياإللهي هل.. هل هي حامل.. ولم أشعر بنفسي إلا و أنا أسند نفسي على جدار الغرفة.. كانت تلك الضربة قاتلة ل هازان وهي ترى أختها ياإللهي.. أختها ولم تشعر بنفسها إلا وهي تتقيأ بقرف من ما رأت.. نعم تقيأت.. وهي ترى ذلك المنظر.. و أين في غرفتها التي كانت تسهر ليالي كثيراً وهي على أمل أن يدخل إليها زوجها حتى تبدأ بتأسيس عائلتها الصغيرة التي لطالما حلمت بها.. وفي نهاية هههههههه يلا سخرية القدر هي كانت تحلم بذلك والواقع بأن أختها هي التي فعلت.. وبعد مدة طويلة من صمت وهي تسترجع كل ما عاشته منذ أن فقدت أمها حتى اللحظة صرخت بقوة.. نعم صرخت بقوة لدرجة أن كل من كنان و ايجه خافا منها.. وخرجت من بيت بسرعة دون أن تتكلم لأنها عرفت بأن حياتها قد انتهت.. نعم أنتهت ولم يعد لها المعنى.. لقد خسرت كل شيء.. بيتها.. زوجها.. عائلتها.. أحلامها.. طفولتها.. لقد عاشت حياتها وهي خادمة في بيت والدها.. وعندما فكرت بأن الحياة أصبحت منصفة معها وأنها و أخيرا ستتحرر من ظلم زوجة أبيها.. و أنها ستكون سيدة نفسها.. طعنتها الحياة بخنجر مليئ بسم في ظهرها من أقرب الناس إليها... كانت تركض و تركض دون أن تعرف إلى أي تأخذها أقدامها وهي حافية قدمين دون أن تبكي فقط كانت تركض حتى وصلت إلى حافة عالية جدأ لتتوقف عندها وبدأت تضحك و تضحك حتى نزلت دموع من عينيها من ضحك ومن ثم قالت بصوت عالي جداً :- أمي.. أمي.. أين أنتي.. أمي هل تسمعيني أمي أنا هازان.. صغيرتك هازان.. لقد جئت اليوم حتى تأخذيني إليك يا أمي.. لقد تعبت يا أمي.. لقد تعبت من كل شيء ولم أعود أتحمل كل هذا.. لذلك أتيت الآن حتى أكون معك لأنني أشتاقت إليك وإلى حنانك يا أمي.. أعرف بأنني تأخرت حتى أتى لأنني ظننت بأنه سيكون من يكون يحبني من بعدك يا أمي إلا أنني كنت مخطئة لأن لأحد يحبني.. ولا أحد يرحمني حتى أبي يا أمي.. و أغمضت عينيها لتنزل أول دمعة من عينها وهي الأخيرة وقامت برمي نفسها من تلك الحافة العالية.. إلا أن في لحظة شعرت بأحدهم يمسك بذراعها ويسحبها بسرعة إلى حضنه ويضمها بقوة وهي مازالت مغمضة عيونها إلا أنها عرفته من رائحته وكأنها لم تصدق حتى بادلته ذلك الحضن وبدأت تبكي وهي في حضنه.. نعم بكت وكثيراً أيضاً بكت حتى فقدت وعيها بين ذراعيه ليحملها و يأخذها إلى قصره...
End Flash Back..

أنا و الآغا ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن