مرحبا... أمي العزيزة و أبي لقد أشتاقت إليكما جداً.. كيف حالكم أرجو أن تكونوا بخير... لدي أخبار سعيد لكم
أدعوكم لحضور حفل زفافي ألذي سيعقد بعد أسبوعين على الآغا ياغيز ايجمان آغا قرية التي تعيش فيها أختي و زوجها.. ستقولون متى وكيف حدث هذا.. كل هذا ستعرفونه عندما تحضرون.. مع قبلاتي لكما ايجه....
أمين :- ما هذا يا فضيلة
فضيلة :- وكيف لي أن أعرف يا أمين
أمين :- هل ذهبت إلى أختها حتى تعتني بها أو لتتزوج
فضيلة :- سنعرف هذا عندما نذهب إلى هناك..
أمين :- لا أعرف.. لم يعجبني هذا الأمر..
فضيلة :- لكنه أعجبني كثيرأ.. و أخيرا عرفت أبنتي كيف تستعمل جمالها لدرجة أنها أوقعت آغا كبير و غني
وليس كنان ذلك الغبي القذر..
قال أمين :- هل قلتي شيء يا فضيلة
أنتبهت فضيلة على نفسها وقالت :- أقول لأذهب حتى أحضر الحقائب لأنه لدينا سفر و الطريق طويل..
كان جالسا يشرب القهوة معها وقال :- لقد فعلت كل شيء تريدينه.. أرسلت تلك الرسالة إليهم.. أعلنت عن حفل زفاف دون ذكر أسمك.. كنان و ايجه مازلوا في بيتهم لا يخرجون.. دعوة آغوات قرى المجورة وسأقيم أضخم حفل زفاف.. وليس عليك غير أن تجهزي نفسك وأيضا تجهيز جهزك.. لذلك طلبت من تجار الاقماش و المجوهرات و خياطين بحضور إلى القصر لتختاري كل ما تريدينه ولا أريد أن يكون هناك شيء ناقص من جهزك.. وأهم من كل هذا هو فستان زفاف..
نظرت إليه هازان بخجل وقالت :- لا أصدق حتى الآن إنك مازالت تتحملني و تريد أن تتزوجني رغم كل هذه الضغوطات التي فعلتها لك.. أعتذر لأنني اجعلك تفعل هذا.. حقاً أعتذر...
أبتسم ياغيز لها وقال :- لا تقول هذا.. لأنني سأفعل أكثر
المهم أن تكوني سعيدة و مرتاحه.. لكن لدي سؤال...
هازان :- تفضل...
ياغيز :- من أين جاء في بالك أن تفعلي كل هذا..
هازان :- لا أعرف.. ولكني أريد أن أثبت لهم بأنني لست
دون قيمة و بأنني إنسانة مثلهم...
أقترب ياغيز منها و أمسك بيديها بحنان وقال :- أنتي جوهرة نادرة جداً.. و محظوظ من يملكها أيتها الصغيرة
أحمرت خدود هازان خجلا وقالت :- شكراً لك...
ياغيز :- بل شكراً لك لأنك دخلت إلى حياتي..
بعد مرور أسبوع كامل...
كان القصر مشغولا بتحضيرات العرس الآغا ياغيز.. ذلك الآغا الذي ظن الكثير بأنه لن يتزوج أبدا.. وجعل الجميع يندهشون من زواجه الذي مازال الكثير لا يصدقون بعد.
كان ياغيز مجتمعا مع بعض من الضيوف و يتحدثون معا حين دخل عيماد إليه فجأة ليقول له :- ماذا هناك..
عيماد :- يا آغا.. لديك ضيوف
نظر إليه ياغيز وقال :- من
قال عيماد بصوت منخفض :- أهل كنان
ياغيز :- خذهم إلى غرفة أخرى حتى أتى ولا أحد يراهم
عيماد :- أمرك يا آغا..
وذهب عيماد.. إلا أن ياغيز لم يترك ضيوفه و يذهب
وبعد ساعتين من ذلك الوقت..
كان كل من أمين و فضيلة جالسين في تلك الغرفة دون أن يأتي أحد إليهم ليرحب بهم أو يقدم لهم كأس ماء حتى رغم طول الطريق ألذي قطعوه..
قالت فضيلة بتذمر :- ما هذا إلا يوجد أحد هنا.. كيف يتركنا ذلك الرجل دون أن يحضر لنا حتى كأس ماء.. يبدو أنه لم يخبر الآغا بأنني أهل العروس وإلا ما كانت ايجه لتتركنا هكذا لكل هذه المدة دون أن تأتي.. حسناً عندما ينتهي العرس سأطلب من ايجه أن تطرد ذاك رجل
أمين :- أهدى يا فضيلة.. يبدو أنهم مشغولون جداً.. وإلا
كان الآغا و ايجه قد أتوا منذ زمن...
فضيلة :- حسناً.. سأهدى
وبعد ساعة أخرى..
كانت فضيلة في قمة غضبها حين دخل ياغيز عندهم لتتفاجأ فضيلة برجل وسيم ذو هيبة لم ترى واحد مثله في قريتها كلها بوسمته و هيبته لتقول في نفسها :- ايجه أبنتي المحظوظه جداً.. ياإللهي.. كم هو وسيم..
قال ياغيز بجدية :- مرحبا بكم..
نهض أمين من مكانه وعرفا على نفسه وقال :- أمين شمكيران والد ايجه.. وهذه فضيلة زوجتي..
نظر ياغيز إليهما بعمق وقال :- أهلا بكم في بيتي..
قالت فضيلة بفرح :- بل مرحبا بك يا آغا.. كم أنا سعيدة
لأنني قابلتك و أخيرا.. يبدو أننا فعلنا حسنتا ما حتى قابلت أبنتنا العزيزة و الغالية و الوحيدة ايجه..
قال ياغيز :- وحيدتكم
قبل أن يفتح أمين فمه قالت فضيلة بسرعة :- نعم.. إنها
وحيدتي الغالية.. الم تخبرك..
شعر ياغيز بقهر هازان حين كانت تتكلم عن زوجة أبيها ومن ثم قال :- نعم.. لقد أخبرتني كل شيء يا خانم..
فضيلة :- لا تعرف كم شعرنا بسعادة عندما أخبرتنا في رسالة بأنها سوف تتزوج منك يا آغا.. كم هي محظوظة أبنتي الغالية ايجه لأنها قابلت شخص مثلك يا آغا..
أبتسم ياغيز وهو يتذكر هازان وقال :- بل أنا هو المحظوظ لأنها دخلت حياتي و نورتها..
قال أمين ل ياغيز :- حتى نحن محظوظون بأن يكون لنا صهر مثلك يا آغا..
ياغيز :- و أنا أيضاً.. والآن سأترككم حتى ترتاحوا و أي شيء تحتاجون إليه ف عيماد موجود أطلبوا منه فقط..
و هبا ليخرج أوقفته فضيلة وقالت :- يا آغا.. أين أبنتنا ايجه.. الم تقولوا لها أننا وصلان إلى هنا..
نظر إليها ياغيز وقال :- لدينا عادة يا خانم.. وهي بيما أن أبنتكم في قصري فلا يجب أن ترى أهلها لأن ذلك يجلب الحظ السيئ لعروس لذلك لأن تقابلكم حتى ساعة عقد قران زواج..
نظرت إليه فضيلة بتعجب وقالت :- ما هذه العادة
ياغيز :- هكذا هي العادات في قريتي يا خانم.. و إذا تريدين أن تريها فلا مشكلة عندي..
لتقول فضيلة بسرعة :- لا.. لا.. لا أريد أن تصيب أبنتي بحظ السيء بعد أن وجدته..
ياغيز :- حسناً.. سأذهب الأن
أمين :- حسناً يا آغا..
وما أن ذهب ياغيز حتى قالت فضيلة :- ياإللهي.. كم أن ايجه محظوظة يا أمين لتجد رجل مثل هذا..
أمين :- نعم.. يبدو أنه رجل جيد..
فضيلة وهي تنظر إلى غرفة التي هما فيها قالت :- وغنى على ما يبدو..
كانت هازان تقيس فستانها وكانت سحر معها يتكلمان..
سحر :- لا تعرفين كم أنا سعيدة و أمي لأن الآغا أختارك
لتكوني سيدة قصر و زوجته يا خانم..
هازان :- لا تقول لي خانم يا سحر.. لأننا أصدقاء
سحر :- ماذا.. لا لا.. أنتي ستصبحين سيدة قصر.. و زوجة الآغا.. فكيف أكون صديقتك.. لا لا يمكن..
ضحكت هازان عليها وقالت :- مهما حدث فنحن أصدقاء أنا و أنتي يا سحر..
لتبتسم سحر لها وتقول :- حسناً يا خانم..
ومن ثم قالت هازان لها بجدية :- هل سمعت شيء عن نعمات خانم.. لأنه منذ ذلك اليوم وهي مختفية..
سحر :- لا.. لم أسمع شيء عنها.. حتى أن الرجال لم يسمعوا عنها شيء و كأنها تبخرت في هواء..
هازان :- أرجو أن تكون بخير لأنها وحيدة وليس لديها أحد..
سحر :- لكنها رغم ذلك كانت امرأة قاسية قلب..
ومن ثم أنتهوا من مقياس فستان لتقول سحر لها :- ياإللهي.. كم تبدين جميلة يا خانم ..
نظرت هازان إلى نفسها في مرآة لترى كم أصبحت جميلة مثلما قالت سحر لها وهي ترتدي ذلك الفستان لتلمع عيونها بدموع وهي تتذكر ذلك اليوم الذي ارتدت فستان زفاف لتتزوج من كنان وفي نهاية كان كانت مجرد لعبة قذرة بين أختها و كنان..
لتلاحظ سحر ذلك وقالت :- ما بك يا خانم..
نظرت إليها هازان وقالت :- لا شيء..
في تلك اللحظة طرق باب الغرفة لتقول سحر :- من
قال صاحب الصوت :- أنه أنا الآغا..
وما أن قال أسمه حتى قالت سحر ل هازان بسرعة :- هيا أخلعي فستانك بسرعة قبل أن يدخل الآغا..
هازان :- اذهبي ولا تدعيه يدخل هيا..
لتذهب سحر بسرعة لتخرج من غرفة لتمنع الآغا من دخول.. وما أن فتحت الباب حتى حاول ياغيز أن يدخل
إلا أن سحر تشجعة وقالت له :- لن تدخل يا آغا..
قال ياغيز لها :- ماذا..
سحر وهي تبلع ريقها :- أقصد بأن الخانم تلبس فستان زفاف.. أعني قامت بقياسه لذلك لا يجب أن تراها وهي تلبسه لأنه فأل سيء لكما..
ضحك ياغيز عليها وفكر في نفسه :- ياإللهي.. لقد كذبت على تلك العجوز بقصة العادات والآن تأتي هذه وتقول لي :- فأل سيء.. وقال لها بجدية :- أبتعدي
لتخاف منه سحر و تبتعد عن باب ليدخل ياغيز إلى غرفة بعد أن أغلق باب.. ليلتفت خلفه وما أن ألتفتج حتى تجمد في مكانه وهو يرى عروسه مشغول بفتح سحابة فستانها الذي يبدو أنه علق ولا يريد أن يفتح..
قالت هازان ظنن منها أنها سحر :- تعالى و ساعدني لفتح هذه السحابة الغبية التي علقت بسبب توتري.. كل هذا بسبب ذلك الآغا الذي لم يجد الوقت ليأتي الي إلا الآن.. كم أنا محظوظة لأنك كنت هنا وإلا كان سيدخل إلى غرفة ويجدني هكذا.. ياإللهي.. ماذا كنت سأفعل..
هيا.. هيا تعالي و ساعدني.. قالت هازان :- ما بك صامتت هكذا يا فتاة.. تكلمي.. لم تحصل على جواب لذلك ألتفتت تنظر إليها.. إلا أنها تجمدت بمكانها وهي ترآه واقفا ينظر إليها..
كان ياغيز ينظر إليها بتمعن وهي ترتدي ذلك الفستان الأبيض الذي صنع بأيدي أمهر الخياطين في قرية.. لينزل بنظره إلى شعرها الأسود الطويل على أكتفها و ظهر ووجهها الأبيض الذي أصبح أحمر بسبب خجلها و عيونها الغزالتين و...... و شفتيها التي مازال يتذكر طعمها.. ياإللهي.. هل هذه ستكون عروسه بعد أيام..
قالت هازان له :- ياإللهي.. ماذا تفعل هنا.. و أين سحر..
أقترب منها بهدوء حتى توقف عندها ليراها تنظر إليه بأندهاش ليقول بصوت رجولي :- بماذا أساعدك أيتها عروس صغيرة...
قالت هازان بصوت منخفض متقاطع :- أنا.. أنت.. سحر
هي.. هو.. أنت.. هنا.. تفعل.. ماذا..
قال ياغيز وعلى فمه أبتسامة خبيثة :- قصدك أنا ماذا أفعل هنا.. و أين هي سحر.. أليس كذلك..
قالت هازان :- نعم
ياغيز :- لقد أشتاقت إلى عروسي الصغيرة.. لذلك أتيت حتى ارها إلا... إلا أنه يبدو أن هناك من داعٍ من أجل حتى أتى و أجدها هكذا.. بهذا الجمال..
شعرت هازان بخجل وقالت :- أخرج... فهذا ليس جيداً.
لف بذراعيه حول خصرها بهدوء ليسحبها إلى صدره بقوة.. لتتفاجأ هازان بذلك لذلك حاولت أن تبعد نفسها عنه إلا أنه قال لها بصوت ناعم :- أهدى يا صغيرتي..
كأنه ألقى تعوذة ما عليها حتى هدأت بين ذراعيه وهي تشعر بأنفاسه على وجهها لتشعر بقلبها يخفق بقوة بين أضلاعها وكأنه سيخرج من كثرة لدرجة أنها سمعت صوته..
وضع ياغيز جبينه على جبينها وقال :- أريد أن أعترف لك بشيء مهم قبل أن تصبح زوجتي يا خانم..
قالت هازان :- وما هو يا آغا
ياغيز :- أريدك أن تعرفي بأنك أول امرأة أنام معها بعد أمي.. وأول امرأة نمت معها حتى الصباح دون أن المسها.. وأول امرأة قبلتها.. نعم كانت أول قبلة لي هي التي أخذتها منك ذلك اليوم.. أنا في حياتي كلها لم أقبل امرأة ابدأ.. ولا واحدة حتى.. ومن ثم وضع أنفه
على أنفها ليشعر بأنفاسها المتوترة ليبتسم بفرح وهو ينظر إلى عينيها الذابلة بخجل من حركاته وقال :- كم أنتي جميلة يا خانم.. جميلة مثل ملاك.. ومن ثم قام بتقبيل جبينها بعمق وذهب تاركا إياها بأندهاش...
وما أن ذهب حتى دخلت سحر إلى غرفة وقالت :- أنا قلت له بألا يدخل إلا أنه دخل...
قالت هازان لها :- لا بأس... وفكرت في نفسها مالذي جاء به إلى هنا ولم ذهب دون أي كلمة حتى...
عيماد :- هل قلت لها بأن أهلها قد وصلوا يا آغا..
ياغيز :- لا.. سأقول لها غدا وأنت اذهب إليهم و راقبهم.
عيماد :- أمرك يا آغا... و ذهب عيماد...
أما ياغيز ففكر في نفسه وقال :- كيف كنت سأقول لها بأن والدها و زوجته قد وصلوا وهي بتلك الفرحة.. كيف كنت سأكسرها وهي كانت تلبس فستان زفافها.. ومن ثم قال :- كم تمني إلا أخرج من غرفة إلا وهي ملكي إلا أنني لم أرد أخفتها.. أو هي تفكر بأنني أريد جسدها فقط بل سأخذها عندما تكون هي أيضاً تريدني...

أنت تقرأ
أنا و الآغا ( مكتملة )
Romanceملخص :- لا نعرف ما قد تجلب لنا الحياة أبدا... لذلك لا تفقدوا الأمل لأن لا شيء مستحيل في حياة