كانت جالسة على سرير بصمت وهو جالس على كرسي يراقبها بصمت هو الآخر لتنظر إليه وتقول :- في حياتي كلها الكل كان يستغلني و يستغفلني لأنني كنت غبية.. أبي ألذي ما أن تزوج حتى نسيني.. زوجة أبي التي كانت تجعلني أعمل جميع أعمال بحجة أنني الأخت كبرى.. و أختي الصغيرة التي كانت تستغل غبائي وتخرج من بيت ولا تعود إلا عند الفجر دون أن أسأل أو أعرف إلى أين كانت تذهب وفي تلك الليلة عرفت إلى كانت تذهب.. و هكذا أمضيت حياتي وأنا أحلم بأن القادم سيكون أجمل وبأنه سوف يأتي اليوم الذي سأكون سيدة بيتي ولن يتحكم بي أحد أو يسود حياتي بعد الآن وسيكون لي عائلة صغيرة.. عندما كانت زوجة أبي تحبسني في مخزن مع تلك الأشياء...... هل تعرف كيف كنت أمضيها.. كنت أتخيل بأنني في بيتي وفي مطبخ أحضر الطعام لزوجي ألذي سيعود من عمل في أي وقت ولأودي ألذين سيرجعون من مدرسة هم أيضاً.. نعم من مدرسة لأنني سأدخلهم إلى مدرسة حتى يكونوا متعلمين ولا يخدعهم أحد مثل أمهم يعني أنا.. ومن ثم نجتمع كلنا مع بعض نتاول طعام معا كعائلة صغيرة و سعيدة ونتحدث مع بعض عن يومنا بسعادة.. هذا هو ما كنت أحلم به.. لكن حتى ذلك الحلم قد أخذوه مني..
لم أعيشي يوما لنفسي بل كنت أعيش لغيري أعيشي
لأخدم و أخدم و أخدم وفي النهاية تكافئني الحياة بأن أرى زوجي و أختي في بيتي وفي غرفتي يقومون ب خياتني وليس هذا فقط.. بل.. بل وأيضا هي حامل.. متى و أين وكيف حدث كل هذا لا أعرف .. ولما.. ولما تزوجني إذا كان يحب ايجه.. لما تزوجني إذا كان لم يردني.. لما هل أنا شيء بلا قيمة إلى تلك الدرجة حتى يحدث كل هذا معي.. لما أنا سيئة الحظ إلى درجة إن أفقد أمي وأنا لم أتعرف عليها بعد.. إن أفقد أبي بعد أن تزوج امرأة أخرى.. إن أفقد زوجي بعد أن قلت بأن الحياة نظرت إلي لما يجب أن أكون سيئة الحظ إلى درجة حتى عندما أرت أن أموت و ارتاح من هذه الحياة أتيت في طريقي ولم تدعني أموت و أرتاح لأنني تعبت حقاً تعبت من كل هذا.. ولم أعد أتحمل شيء حتى نفسي لم أعود أتحملها وبدأت ببكاء ليقترب منه وقال :-لا تبكي.. لا تبكي..
لتنظر هازان إليه وتقول :- لما.. لما أنت الوحيد الذي كان الرحيم معي.. مع إنك شخص غريب عني ولا تعرفني.. لكنك تعاملني بلطف و حنان لم أعرفه من قبل.
لم يتكلم ياغيز بل جلس بجانبها ومن ثم حضنها بقوة و
قال :- أهدى.. أهدى..
بعد مدة طويلة من بكاء على صدره وبعد أن هدأت جالست على رأس السرير قالت له :- كيف عرفت مكاني
ليبتعد ياغيز ويجلس أسفل السرير وقال :- بعد أن خرجتي من قصر ندمت لأنني قمت بأرسالك إلى بيتك في ذلك اليوم لذلك أنا وسكت.......
لتقول هازان له :- أنت ماذا..
ياغيز :- ما أن خرجتي حتى تابعتك إلى بيتك حتى أرجعك مرة أخرى وما أن وصلت حتى رأيتك تخرجين من بيت في تلك الحالة و تابعتك حتى رأيتك على تلك الحافة وهكذا سمعت و رأيت كل شيء..
هازان :- هل تعرف أين ذهبوا.. أقصد....
ياغيز :- إنهم في بيت ولم يذهبوا إلى أي مكان
هازان :- كيف لم يذهبوا إلى أي مكان
ياغيز :- لم يذهبوا لأنني منعتهم من مغادرة البيت
هازان :- أريد أن أقابلهم.. أريد أن أعرف لماذا فعلوا ذلك بي هما الإثنين إذا كانا يحبون البعض لما أستغلوني حتى يجتمعوا.. لماذا..
ياغيز :- ليس الآن.. بعد أن تصبحي قويه..
هازان :- لكني لست ضعيفه.. أنا قوية جداً
ياغيز :- قد يكون وراء هذا الموضوع شيء أكبر من طاقتك.. لذلك أصبري..
نظرت إليه هازان وقالت :- لما تساعدني هكذا
قال ياغيز لها :- لأنك صغيرة جداً ولا تعرف شيء عن حياة.. لذلك تزوجيني حتى أعوضك عن كل هذا وأيضا حتى أخذ حقك منهم جميعاً و أولهم زوجة أبيك تلك..
نظرت إليه هازان وقالت :- لما أنا.. لما تريد أن تتزوجني
مع إنك تعرف بأنني امرأة متزوجة وأيضاً هناك الكثير من الفتيات التي تثمن أن تنظر إليهن حتى.. لما أنا بذات.. لا تقول بأنك معجب بي لآني لا أملك شيء من صفات الجمال.. أو إنك تشفق علي لأني بكيت على كتفك
ياغيز :- لما أنتي.. لا أعرف لماذا ولكني أجد نفسي مسؤولا عنك حتى أحميك أخذ حقك أعوضك عن كل ما عشته.. هل تعرفين بأني طوال حياتي لم أشعر هكذا بأن
هناك من يحتاجني.. ليست مسألة إعجاب أو الشفقة بل شيء آخر.. شيء خاص لأن تفهميه لأنك صغيرة..
هازان :- هل أستطيع أن أسألك سؤال ..
ياغيز :- ما هو
عدلت هازان بجلستها ورتبت فستانها و طرحتها وقالت :- أنت آغا لقرية كبيرة وتعرف أناس كثيرة ومن عائلات ثرية من غريب إنك لم تتزوج من إبنة أحدهم رغم أن هناك من في عمرك لديهم زوجة والكثير من أولاد.. لما لم تتزوج حتى الآن..
أبتسم ياغيز وقال :- هذا لم يكون سؤال واحد...
شعرت هازان بإحراج وقالت :- أعتذر أن كنت تجوزة حدي معك يا آغا..
ياغيز :- لا داعي لأعتذر لأنه من حقك أن تعرفي.. في حقيقة آغا تعرفت على الكثير من الناس وكان البعض يتمنوا أن أطلب بناتهم لزواج لكن أنا لم أرد ذلك.. عندما صغيرا عندما كان والدي الآغا حازم يأخذني معه إلى كل مكان حتى أتعلم من قسوة الحياة لأنه ليس من سهل أن يكون الإنسان آغا أو مسؤولا عن أي شيء.. و كان دائماً ينصحني بألا أكون عدو لأحد أو صديقا لأحد.. وأهم شيء علمه علمني هو........ إلا أحب أحد لأن الحب مؤلم جداً ولم يكن يريدني أن أتألم ياغيز بسبب فتاة ما مهما كانت.. نظرت إليه هازان وقالت :- ماذا عن نعمات إلا تحبها
ضحك ياغيز عليها وقال :- لا.. لكنها تعرف ما أريد..
هازان بتعجب :- ماذا تقصد..
ياغيز :- كان الآغا حازم يقول لي دائماً بأن النساء متزوجات يعرفن كيف يمتعن الرجل في ليل وليس مثل آلفتيات الصغيرات التي لا يعرفن شيء غير بأن يهتمن بأجمالهن فقط.. أما المتزوجات فهن ذو خبرة جيده..
لذلك أخذ بنصيحة والدي الآغا حازم ولم أقترب من فتاة أبدا في حياتي كلها.. حتى المتزوجات إذا كانت لا تريديني فلا أغصبها على شيء..
شعرت هازان بخدودها تحمر خجلا بسبب كلامه الجري ولم تعرف ما تفعل.. ليشعر ياغيز بذلك وقال :- أريد أن أسأل سؤال منذ أن رأيتك هل تسمحين..
هازان :- وما هو
قال ياغيز بجدية :- منذ أن رأيتك وأنا أقول لنفسي هل أنتي حقاً فتاة..
فتحت هازان بفمها وعينيها وقالت :- ماذا تقصد يا هذا
ياغيز وهو يمرر بيده على لحيته وقال :- لا أعرف.. ولكن منذ أن رأيتك و أنتي تلبسيني فساتين وكأنها خيمة وليس فستان وأيضاً..
هازان :- وماذا أيضاً
ياغيز وقد ظهر على فمه أبتسامة غريبة وقال :- شعرك
منذ أن رأيتك وأنا لم أرى شعرك.. وكأنك قمتي بصمغ طرحتك على رأسك لأنك حتى وأنتي نائمة لم تخلعيها..
ظهر على ملامحها علامات الغضب وقالت :- ماذا تقصد هل تظن بأنني.. بأنني ونهضت من على السرير وهي غاضبة وأقتربت منه وقالت :- هل تظن بأنني لست فتاة لأنني ألبس فساتين واسعة وبأنني صلعة لأنك لم ترى شعري.. حسناً سأريك بأنني فتاة يا هذا.. ولم تلبث حتى مدة بيديها إلى طرحتها لتخلعها ومن ثم أخرجت بشعرها الطويل الأسود من تحت فستانها ونظرت إليه إلا توقفت عن تحرك حين رأته ينظر إليها بنظرات جعلته تتمنى أن تختفي من أمامه الآن..
كان ياغيز يضحك عليها لأنه جعلها تغضب من سؤاله إلا أنه توقف عن ضحك بل تجمد في مكانه وهو يرآها تقوم بخلع طرحتها وبعد ذلك قامت بفرد شعرها الأسود على أكتفها لتبدو مثل.. ياإللهي.. كم هي جميلة جداً.. تشبه.. تشبه الحوريات.. ولم يعرف متى وكيف ولماذا وجد نفسه يمسك بيدها ليسحبها حتى وقعت على سرير ومن ثم نظر إليها ليجدها تنظر إليه بخجل وشعرها مرمي على وجهها وعلى السرير ونظر إلى صدرها ألذي يعلو و يهبط من توتر لينحن إليها يبعد شعرها عن وجهها وثم مرر بإصبعه على شفتيها وهو يتوق ليتذوق من رحيقهما ولم تمر لحظة حتى أخذ بشفتيها إلى فمه يقبلها.. نعم يقبل أنها المرة الأولى الذي يقبل فيها أحد.. ولكنه لا يعرف بأنها هي أيضاً أول مرة يقبلها أحد.. وأخذ يقبلها بنعومة دون أن تقومه أو أعترض منها مما جعله يستمر..
أنت تقرأ
أنا و الآغا ( مكتملة )
Romansaملخص :- لا نعرف ما قد تجلب لنا الحياة أبدا... لذلك لا تفقدوا الأمل لأن لا شيء مستحيل في حياة