18

11.6K 385 137
                                    

مرت خمسة أشهر...
كانت واقفة أمام عيماد تستعلم منه أخبار قرية و حقول ومحاصيل وعن الأشياء الأخرى.. لأنها أصبحت مسؤولة عن كل ما كان الآغا يفعله.. كانت تخرج في صباح باكراً مع عيماد لترجع في عصر إلى قصر وهي متعبة ومنهاكا
وكانت قد أصبحت ضعيفة جداً لدرجة أن فساتينها كانوا
قد أصبحوا واسعين جدأ.. إلا أن شخصية أصبحت قوية
لدرجة أنها كانت تجتمع مع رجال غرباء بثقة و شجاعة
من أجل التجارة و بيع و شراء وكان عيماد نعم السند لها هو و أمينه و سحر كانوا مثل أهلها بوقفهم معها..
كان الوقت عصرا حين رجعت إلى قصر وهي متعبة لتجد أمينه في أنتظارها مثل كل يوم منذ 5 أشهر لتقول
هازان لها :- أنا لن أكل الطعام.. لأنني اريد النوم فقط..
قالت أمينه لها :- ولكن يا صغيرتي.. إذا لم يكن من أجلك فمن أجل...... ولم تكمل لأن هازان نظرت إليها و قالت :- لا أريد أن أكل يا خاله أمينه...
لتقول أمينه لها :- حسناً يا خانم..
لتصعد هازان إلى غرفتها ودخلت إليها وقالت :- لقد عدت يا حبيبي.. وجالست على سرير بجانبه وقبلة خده وقالت :- ألم تنهض اليوم أيضاً.. لقد أصبحت كسول جداً يا آغا.. وتركت كل أعمال علي ما هذا لقد تعبت..
حسناً لا بأس عندما تنهض ستقوم بكل تلك أعمال وأنا سأستريح فقط لأنني متعبة جدأ ولم أعد أتحمل شيء..
لتتمدد بجانبه وتضع رأسها على صدره وتتذكر ما حدث قبل 5 أشهر في ذلك اليوم المشئوم وتنزل دمعة من عينها..
Flash Back.
بعد أن أطلقت نعمات النار على ياغيز وبعد أن فقد وعيه
أخذه عيماد و رجال إلى أقرب مشفى وكانت هازان معه
بعد نصف ساعة من قيادة بسرعة وصلوا إلى مشفى ليحمله عيماد بسرعة إلى داخل وهو يصرخ طالب نجدة
ليأتي الأطباء إليه فورآ و أخذ ياغيز إلى غرفة عمليات بسرعة.. لتسقط هازان على ركبتيها وهي ترى الأطباء يأخذون زوجها إلى غرفة عمليات وقد.. وقد لا ترآه مرة أخرى.. ليتجه عيماد إليها ويقوم يرفعها وقال لها :- يا خانم.. لا تقلقي سيكون الآغا بخير.. ووضعها على مقعد وذهب ليحضر لها بعض الماء.. إلا أن هازان لم تنطق بكلمة واحدة حتى.. فقد كانت ماتزال في صدمتها ولا تستوعب ما حدث إلى الآن...
لتمر ساعة و ساعتين وثلاث و أربع وحتى خمس ساعات
دون أن يخرج أي أحد يطمئن قلب هازان.. كانت كل من سحر و أمينه في مشفى ونصف من أهل قرية أيضاً بعد أن عرفوا ما حدث لآغاهم لأنه كان طيبا معهم رغم قسوته.. كان الجميع قلقا وكل يفكر بشيء وخاف منه..
لتمر ساعة أخرى.. حتى خرج أحد الأطباء ليتجه عيماد نحو وقال :- كيف حاله.. هل هو بخير أيها الطبيب..
قال الطبيب بأسئ :- لقد كان مكان طلقت قرب قلب وبسبب تأخر في وصول إلى مشفى وفقد المريض الكثير
من دماء فأنه..
قال عيماد بخوف :- أنه ماذا أيها الطبيب..
الطبيب :- يؤسفني أن أخباركم بأن المريض قد دخل في غيبوبة بسبب فقدنه الكثير من دماء وقد لا ينهض أبدا.. وما أن أكمل كلامه حتى سمعوا صوت شيء يسقط على الأرض لينظروا لخلفهم ليجدوا هازان وهي مغنية عليها على أرض وكأن روحها خرجت من جسدها..
ليذهب الجميع نحوها بخوف وكانت سحر وأمينه تبكيان
عليهما بخوف من أن يفقدوا الإثنين في يوم واحد..
حل مساء..
فتحت هازان عيونها ببطء من تعب ونظرت حولها لتجد بأنها في غرفة بيضاء وهناك أصوات غريبه تسمعها لتلف برأسها تنظر نحو أصوات لتجد بأن هناك ممرضة تنظر إليها لتقول هازان لها :- أين أنا..
الممرضة :- أنتي في مشفى يا خانم
هازان :- مشفى.. لماذا.. لما أنا هنا
الممرضة :- لقد غبتي عن وعي لذلك.. لكن أنتي بخير الآن.. سأذهب لاخبر الطبيب.. و ذهبت بسرعة..
أما هازان فكانت تفكر بأنها ماذا تفعل هنا.. وأين زوجها آغا ياغيز ولما هو ليس هنا معها.. دون أن تتذكر ما حدث
ولم يمر دقائق حتى دخلت الممرضة ومعها الطبيب.. ليقول الطبيب ل هازان :- كيف أصبحتي يا خانم..
هازان بتعب :- بخير.. ولكن لما أنا هنا وأين زوجي الآغا
كان الطبيب يفحصها وقال :- أنتي هنا لأنك فقدت وعيك.. و زوجك فقد ذهب ليحضر شيء ما لك..
هازان :- جيد.. إذا لم أغمي علي أيها الطبيب.. هل هناك
شيء.. أقصد هل أنا مريضه بشيء..
الطبيب :- لا كل شيء بخير.. فقد يبدو أن ضغطك قد أنخفض لذلك فقدت وعيك.. ولكنه جيد الآن لذلك عليك أن ترتاحي.. وطلب من الممرضة بجعلها تنام لأنها مازالت
تحت تأثير الصدمة ولا تتذكر ما حدث.. وقال ل هازان :
بالسلامة يا خانم.. وخرج
لتقول هازان ل ممرضة :- هل تعرفين بأنني حلمت حلما
سيئة جداً.. لكن الحمد لله كان مجرد كابوس فقط.. لتعود إلى نوم مرة أخرى بعد أن أعتطها الممرضة منوما.
عند خروج الطبيب من غرفة هازان كان في أنتظاره كل من عيماد و أمينه.. لتقول أمينه ل طبيب :- كيف حالها
الطبيب :- أنها بخير الآن.. ولكنها لإزالت في صدمتها ولا تتذكر أي شيء من ما حدث..
أمينه :- وهل عرفت بأنها.....
الطبيب :- لا لم أخبرها.. لأن ذلك قد يكون خطر عليهما
عيماد :- إذا وماذا نفعل..
الطبيب :- الخانم ستكون هنا حتى يستقر حالها..
عيماد :- وماذا عن الآغا
الطبيب :- مازال كم هو.. وضعه محرج جداً..
عيماد :- شكراً لك أيها الطبيب..
الطبيب :- هذا واجبي.. بالسلامة لهما.. وذهب
لتقول أمينه :- ياإللهي.. إنهما شابين ليحدث كل هذا لهما.. وليس لديهما أحد من أهل.. كيف ستتحمل هازان كل هذا لوحده.. كيف ستتحمل بأنها قد لا ترآ زوجها...
كل هذا من تلك الخبيثة نعمات.. ياإللهي وبدأت تبكي..
ليقول عيماد لها :- لا تقولي هذا يا خالة أمينه.. لن يحدث شيء لهم.. لذلك لا تبكي لأنه لن يحدث شيء..
حل صباح..
أستيقظت هازان من نومها لتجد نفسها في نفس الغرفة ألتفتت تنظر حولها لتجد سحر تنظر إليها بحزن..
هازان :- لم أنت هنا.. ولماذا أنا مازالت هنا وأين الآغا..
قالت سحر لها :- لقد خرج ليحضر شيء يا خانم
هازان :- وما هو ذلك الشيء المهم الذي تركني من أجله
سحر :- أنه شيء مهم جدأ..
نهضت هازان من مكانها وقالت :- يبدو بأن هناك شيء ما قد حدث لأنه وعدني بألا يتركني.. وهو لا يظهر منذ يومين وأنا هنا لوحدي...
أتجهت سحر بسرعة نحوها بخوف وقالت :- إلى أين ستذهبين يا خانم..
هازان :- إلى قصر .. هل تظنيني بأنني سأبقى هنا بينما هو مختفي.. حتى أنه لم يبقى حتى أستيقظ..
سحر :- ولكنك لست بخير.. حسناً أنتظري حتى أخبر الطبيب بذلك..
قالت هازان بصوت عالي :- لا.. والآن أبتعدي.. هيا
لتخاف سحر منها وعليها و ركضت حتى تخبر الطبيب..
بينما كانت هازان تخرج إبرة السيروم من يدها دخل الطبيب إلى غرفة مع سحر و عيماد أيضا.. لتتفاجأ هازان من وجود عيماد هناك وقالت له بشك :- مالذي تفعله هنا.. لما لست مع الآغا..
نظر عيماد إلى الطبيب ومن ثم إلى هازان وقال :- لأنه قال لي بأن أبقى هنا معك..
زفرت هازان بضيق وقالت :- حسناً.. بيما أن الأمر هكذا إذا أخبرني أين هو الآغا ولا تقول بأنه ذهب لأحضار شيء مهم جدأ وما إلى ذلك..
قبل أن يتكلم عيماد قال الطبيب لها :- إلا تتذكرين ما حدث قبل يومين حين كنتي مع الآغا يا خانم..
قالت هازان له :- لا أفهم.. ماذا تقصد
الطبيب :- إلا تتذكرين عندما كنتما في بيت نعمات..
وما أن ذكر الطبيب أسم نعمات حتى طار على ذاكرتها ما
حدث قبل يومين في بيت نعمات لتبدأ دموعها بنزول لتصرخ بأعلى صوتها وهي تتذكر ما حدث وقالت :- ياغيززززززززززززززز لتتجه إليها سحر بسرعة وتقوم بأحتضانها بقوة وتبكي معها ليخرج الطبيب و عيماد من غرفة تاركين إياها تبكي بمرارة حتى ترتاح..
بعد ساعتين..
كانت هازان واقفة أمام نافذة تنظر إليه وهو نائم على سرير بهدوء وحوله الكثير من الأجهزة الطبية.. لتنتبها على نفسها حين قالت لها ممرضة :- فقط 5 دقائق..
لتدخل هازان إلى غرفة ببطء وهي تشعر بقلبها يتمزق ألم من رؤيته هكذا بصمت لا يسمع غير صوت أجهز فقط
لتقترب منه ونظرت إليه وهو شاحب لون مغلاق عيونه
وفي فمه جهز التنفس..لتجلس على ركبيتها وتمد بيدها إلى خده الملتحي تمسح عليه بلطف وقالت :- ماذا حدث.. هل عجزت لدرجة أنك لم تستطع تحمل رصاصة واحدة أيها عجوز.. هل تعرف في حياتي كلها لم أشعر بسعادة مثل التي عشتها معك.. لقد كنت زوجي و مثل أخي.. صديقي.. أبي.. والأهم من كل هذا كنت تحن علي
مثل الأم التي تحن على طفلته.. نعم حنانك يشبه حنان
الأم لطفلتها لم أشعر به مع أحد حتى أبي.. لقد علمتني بأن حتى الرجل يستطيع أن يكون مكان الأم بحنانه لذلك أشعر معك بحب.. حنان.. أمان.. سعادة.. معك أعيش طفولتي التي ضاعت مني.. ومعك أشعر بأن الحياة جميلة جداً.. لذلك أرجوك يا نور عيني لا تجعلني يتيمة مرة أخرى.. لأنك أصبحت كل شيء لي في حياة..
زوج لي كامرأة.. صديق عند ضيق.. أخ مثل جبل.. أبي لوقت سند.. أم في كل وقت.. حبيب لحياة.. عاشق ل طفله.. و نور عند الظلام.. أنت كل هذا بنسبة لي.. وبعد كل هذا تريد أن تتركني وحيدة في هذه الحياة بدون أحد بعد أن وجدت كل شيء فيك ومعك.. هل تريد أن تجعلني يتيمة بعد أن أصبحت كل شيء لي.. هل تعرف لديك آمنة معي.. آمنة كبيرة جداً لذلك أستيقظ حتى أعطيك إياها.. لكن أن تركتني دون أحد تأكد بأنني لن أدعك تذهب و تتركني لأنني سأتي معك إلى حيث تذهب
يا آغا.. لن أدعك تذهب إلى أي مكان من دوني أبدا...
وهكذا مر شهر.. شهرين.. ثلاث.. مازال الآغا كما هو..
كانت هازان قد أخذت تعمل بمكانه وهي عندها أمل كبير
بأنه سيستيقظ في يوم من الأيام.. إلا أنها كانت تتعب كثيراً بين العمل و مشفى و القصر لذلك طلبت بنقل آغا إلى قصر مع كل ما يحتاج إليه من الأشياء الطبية وكل شيء آخر.. ليمر شهرين آخرين دون أي تغيير يذكر...

End Flash Back.

مساء الخير جميعاً :- يبدو أن هناك مشكلة لأنه ما عم يظهروا التعليقات في بارت لذلك حذفته و رجعته مرة أخرى لذلك أعتذر منكم جميعا يا أصدقاء......

أنا و الآغا ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن