مر أسبوع و هازان تعمل في قصر كانت سعيدة جداً لأنها حتى في بيتها لم تكن بهذه حرية.. وكان جميع العمال مرتاحين معها لأنها كانت حنونة معهم.. وخاصة سحر و أمها امينه لأن نعمات كانت تعامل الجميع وكأنهم خدم عندها وهي سيدة القصر... أما ياغيز فكان قد سفر إلى مدينة لبعض أعمال وكان قد غاب طوال ذلك الأسبوع.. وبعد أن أنهى أعماله رجع إلى قريته مرة أخرى ولكن دون أن يخبر أحدا مثل عادة لأنه يريد أن يعرف ما يحدث في قصر عندما لا يكون موجودا.. وما أن دخل إلى قصر حتى تفاجأ من ما رأى لقد كان قد تغير بعض الأشياء في قصر.. مثلا كانوا قد غيروا الستائر بآخره.. وأيضاً الصالة كانت مختلفة عم كان متعود عليه والكثير من أشياء الأخرى.. ونظر حوله ليجد بأن الكل مشغول بشيء لدرجة لم يلحظ أحد وجوده.. ومن ثم وقع عينيه على هازان التي كانت واقفة على السلم وتقوم بتنظيف الثرية ليتجها نحوها بهدوء دون أي صوت ومن كان يرآه كان يشير إليهم بأن يذهبوا بصمت بيده ولم يبقى غيره و هازان التي كانت مشغولة بتنظيف.. و راح يراقبها وهي تعمل هكذا.. لتقول هازان دون أن تنتبه لوجوده :- سحر أعطيني قطعة آخر من قماش حتى أنظفها جيداً ومدت بيدها حتى تأخذ من سحر.. إلا أنها فزعت حين سمعت صوت يقول لها :- مالذي تفعلينه فوق ذلك السلم ها.. وكادت أن تقع لولم يمسك بها.. لقد أمسك بخصرها من خلف حتى عدلت توزنها ومن ثم لف بذراعيه حول خصرها بتملك وحملها حتى التصق ظهرها بصدره ليشد على خصرها أكثر حتى شعر بجسدها يرتجف بين يديه ووضعها على الأرض دون أن يتركها وقرب فمه من إذنها وقال بصوت رجولي جذاب :- هل أنتي بخير.. وثم أخذ نفس عميقا وهو يشم رائحتها.
لتقول هازان بصوت متقاطع :- نع.. نعم.. بخير.. شكراً
قال ياغيز :- ما بك هكذا ترتجفي أيتها الصغيرة..
هازان :- لا أنا.. أنا بخير.. لا.. لا أترجف
تركها ياغيز وأبتعد عنها وقال :- ماذا كنتي تفعلين فوق هذا السلم.. ماذا لو أنك وقعت و أصابك شيء..
قالت هازان وهي تعدل من فستانها و طرحتها :- أنا معتادة على فعل ذلك.. حتى كنت أفعل هذا في بيتي أيضاً.. لذلك أنا معتادة يا آغا..
قال ياغيز :- في بيتكم.. مالذي تقصدينه
هازان :- أقصد بأنني منذ أن كنت صغيرة وأنا أعمل لذلك أنه شيء عادي أن أصعد على سلم...
ياغيز :- إذا لم كدت أن تقعي حين سمعت صوتي..
هازان :- لأنني تفاجأت بوجودك.. أقصد ألم تكون مسافرا متى عدت.. ولم تخبر أحدا..
ياغيز :- أنا هكذا لا أخبر أحدا حين أعود من سفر.. ومن ثم راح ينظر إلى قصر وقال :- من قام بهذه التغيرات التي حدثت في قصر..
هازان :- أنا.. أعني كانت الستائر أصبحت قديمة جداً و
أيضاً أردت بأن أغير من بعض الأشياء و أضفت البعض ونقصت البعض في قصر كله يا آغا..
نظر إليها ياغيز وقال :- القصر كله.. حتى غرفتي
قالت هازان دون أن تنظر إليه :- لا.. لم نقترب من غرفتك يا آغا.. لأنني ظننت بأنك قد تغضب لذلك........
قال ياغيز لها :- ولما قد أغضب.. يمكنك أن تفعلي ما تشأين بما أنك المسؤولة..
هازان :- يعني أن ذلك أعجبك.. أقصد التغيير هذا..
قال ياغيز وهو ينظر إليها بتمعن :- نعم.. أعجبني كثيراً
لتظهر على فم هازان أبتسمت جميلة وهي تنظر إليه بسعادة وقالت :- شكراً لأنك لم تغضب..
لا يعرف لماذا شعر بسعادة وهو ينظر إليها هكذا سعيدة وكأنها طفلة صغيرة حمحم وهو يبعثر بشعره وقال :- حسناً.. أذهبي إلى عملك ولكن.... ليس هذا وأشار إلى سلم هل فهمتي أيتها الصغيرة..
هزت هازان برأسها بمعنى نعم وذهبت بسرعة إلى مطبخ تارك وراءها ذلك الآغا تأها في أفكاره من تصرفاتها..
كانت جالسة على كرسيها الهزاز وهي تستمع إلى ذلك الواقف أمامها يخبرها عن الآغا وقصر وعن....... هازان
نعمات :- إذا تلك الصغيرة الخبيثة فعلت ذلك..
الجاسوس :- نعم.. لقد قامت بتغيير الستائر و الطعام و الكثير من الأشياء الأخرى..
نعمات :- وماذا قال الآغا
الجاسوس :- الآغا... وكأنه ليس الآغا الذي نعرفه
نظرت إليه نعمات وقالت :- ماذا تقصد
الجاسوس :- لا أعرف.. ولكن لقد تغير كثيراً فهو دائماً يضحك عندما يكون معها لدرجة أن صوت ضحكته يعلو في قصر كله..
قالت نعمات في نفسها :- كل هذا حدث خلال أسبوع واحد.. إذا ماذا سيحدث خلال شهر.. هل سيقع في حبها
الجاسوس :- نعمات خانم.. هل أذهب الآن
نعمات :- قم بمراقبتها جيداً وعود إلى هنا بعد أسبوع حتى تخبرني بكل شيء يحدث هناك..
الجاسوس :- حسناً يا خانم.. سأذهب الآن..
نعمات :- أذهب.. ولا تتأخر بعودة.. وذهب الجاسوس أما نعمات فقامت بكسر كأس ماء ألذي أمامها وقالت بغضب :- أيتها الصغيرة الخبيثة.. العبي.. لكنه سيرميك
مثلما يفعل كل مرة مع الجميع.. إلا أنا نعمات.. يذهبن الجميع وتبقى نعمات فقط وضحكت بقوة بشر..........
كان الوقت متأخرا حين رجع إلى قصر ودخل إلى غرفته حتى يأخذ حمام وبعد ذلك ينام وبعد مدة خرج من حمام وهو يلبس بيجامة من تحت وكان صدره عاريا و على عنقه منشفة يجفف بها شعره ليسمع طرق على باب غرفته ليقول ياغيز :- نعم.. من هناك..
لتدخل هازان إلى غرفة في تلك اللحظة وتتجمد في مكانها وهي ترآه هكذا عاريا صدر وشعره المبلل على وجهه لتشعر بوجهها يحمر خجلا ولم تعرف ماذا تفعل..
ليقول ياغيز لها :- ماذا هناك.. هل حدث شيء
لم تتكلم هازان بل ظلت صمتاً تنظر إلى أرض..
ليقول ياغيز مرة أخرى :- أيتها الصغيرة.. هل حدث شيء.. هل أنتي بخير..
لتنتبه هازان إلى نفسها وتقول دون أن تنظر إليه :- أنا.. أنا آسفه.. آسفه.. لانن.. لأنني أتيت في هذا الوقت متأخر.. لكن.. لكنك خرجت دون أن أعرف.. و.. وأيضا لقد عدت متأخرا لذلك.. لذلك أتيت الآن حتى أتكلم معك
أبتسم ياغيز وهو يجفف شعره قال :- وما هو ذلك الشيء المهم ألذي مازالت مستيقظت من أجله..
هازان :- هل أستطيع الذهاب إلى بيتي غداً.. فكما تعرف بأنني امرأة متزوجة و... وأيضا زوجي لوحده و أريد أن أطمئن عليه لأنه مر أسبوع و أنا لم أره..........
ليتوقف ياغيز عن تجفيف شعره وينظر إليها وقال بقليل من غضب :- هل تحبينه..
قالت هازان بأندهاش :- من
ياغيز :- ذلك كنان.. هل تحبينه
لعبت هازان بإصابعها بتوتر وقالت :- لا أعرف
أقترب ياغيز منها ليقف أمامها وقال :- كيف لا تعرفين أن كنتي تحبين زوجك أو لا..
هازان :- نعم.. لأنني لا أعرف ما هو الحب
ليضحك ياغيز عليها ويقول :- إذا كيف تزوجت به..
هازان :- لقد قالت لي زوجة أبي بأنه طلبني لزواج و قد وافقة هكذا..
لينظر إليها ياغيز ويقول :- لا.. لن تذهبي
قالت هازان :- ولكني سأعود باكراً
ياغيز :- ربما الأسبوع قادم..
قالت هازان بخيبة أمل :- حسناً.. والتفتت حتى تذهب لكنها توقفت حين قالت لها الآغا :- توقفي..
لتقول هازان له :- نعم يا آغا.. هل تريد شيء
ياغيز :- نعم.. لدي قميص قد وقع منه زره و أريدك أن تقومي بأصلاحه الآن..
رفعت هازان حاجبها وقالت :- الآن
ياغيز :- نعم.. لأنني سأرتديه غداً
قالت هازان :- حسناً أعطيني وسأخذه لأصلاحه.
ياغيز :- أنه في خزانة وأيضا يوجد أدوات الخياطة لذلك يمكنك أن تصلحيه الآن و هنا..
لم تعرف هازان ماذا تقول لذلك أتجهت نحو خزانة بهدوء لتفتحها وبحثت عن القميص وقالت :- أين هو قميص يا........ ولم تكمل لأنها شعرت به يقف خلفها مباشرة لتشعر بقليل من قلق وقالت بصوت متوتر :- أين.. أين ذلك قميص
مد ياغيز بيده إلى قميص ألذي كان بدرج أعلى ليندفع بجسده بجسد حتى شعرت هازان بصدره ملتصق بظهرها ونزل قميص و أدوات الخياطة وأعطهم ل هازان وأبتعد
لتأخذهم هازان وتذهب حتى تجلس على الكرسي وبدأت بأصلاح زر قميص آغا تحت أنظار ذلك ألذي كان يظن بأنها قد أتات إلى غرفته لأنها تريد منه ما يريدنه كل النساء التي كانوا يعملن في قصر.. إلا أنها تبدو مختلف عن تلك النساء آلتي عرفهن من قبل.. إلا أنه لم يقتنع لأنه يظن بأن جميع النساء المتزوجات خائنات ما أن يقول لهن الرجال تعالوا حتى يذهبن..
بينما كان غارقا في تفكيره قالت هازان :- لقد أنتيهت منه يا آغا.. إذا كان لديك أشياء الأخرى فضعها هنا وغداً سأقوم ب أصلح ما تريد.. والآن سأذهب.. تصبح على خير
قال ياغيز لها :- لا تذهبي.. أبقى في هنا
قالت هازان بصدمة :- ما.. ماذا
شعر ياغيز بأنها خافت منه لذلك قال :- أقصد بأن هناك فأر كبير تحت ذلك الكرسي الذي كنتي تجلسين عليه.. وما أن قال هذا حتى صرخت هازان بقوة وأتجهت نحو سرير لتصعد عليه بسرعة وهي تقول :- ياإللهي.. هل بيت أو مخزن ل..... يع.. يع..... ياإللهي.. أين هو.. أين
لينفجر ياغيز من ضحك عليها وهو يراها تقف على سرير وتصرخ.. أقترب ياغيز منها وقال :- ما بك.. أنه مجرد شيء صغير فقط.. كيف تخافين منه هكذا أيتها الصغيرة
قالت هازان له دون وعي منها :- لا تضحك علي أيها الغبي أذهب وأقتله ألست رجلا بدلا عن تضحك علي..
نظر إليها ياغيز وقال :- ماذا.. هل أنا غبي.. حسناً سأتركك مع ذلك الشيء آل يع.. يع و سأذهب...
صرخت هازان وقالت له :- حسناً.. أنا آسف.. بل أسفة جدا.. فقط لا تتركني هنا أرجوك..
كتم ياغيز ضحكته وقال :- حسناً.. تعالي سأخرجك من غرفة هيا تعالي...
قالت هازان :- هل جننت.. لن أنزل من هنا حتى لو بقيت الليلة كلها هنا..
قال ياغيز :- أبقى هناك.. و أنا سأنام حسناً
قالت هازان له :- ماذا.. هل ستنام وتتركني هكذا
ياغيز :- إذا ماذا أفعل أيتها الصغيرة
قالت هازان :- فقط أخرجني من هذه الغرفة..
ياغيز :- حسناً.. تعالي ومد بيديه
لتقول هازان :- ماذا ستفعل
ياغيز :- سأحملك حتى باب غرفة وثم ستذهبين..
فكرة هازان بأنه الحل الوحيد حتى تخرج من هذه غرفة كان ياغيز مازال عاريا صدر وشعرت هازان بخجل إلا أن ذلك كان الحل الوحيد.. لتجلس على سرير ومن ثم حملها ياغيز بخفة وكأنها طفلة صغيرة وقال لها :- لا تنظري إلى مكانه لأنه الآن ينظر إلينا..
لتغمض هازان عيونها بقوة وتنكمشة على نفسها وقالت له :- فقط أخرجني من غرفة أرجوك..
أراد ياغيز أن يتسل قليلا لذلك تظهر بأنه سيوقعها لتشعر هازان بخوف وقامت بطوق عنقه وقالت :- أرجوك أخرجني فأنا خائفة جدا أرجوك..
شعر ياغيز بأنها خائفة حقاً لذلك قام بوضعها على سرير وقال :- هل أنتي بخير..
لم تتركه هازان بل ظلت ممسكت به ليشعر بخوف عليها وقال :- أيتها الصغيرة.. هل أنتي بخير.. وقام بأبعادها
ليجدها وهي تبكي بصمت.. ليقول :- أنا آسف لم أقصد بأن أخيفك.. أنا آسف أيتها الصغيرة..
لتنظر هازان إليه وتقول :- مالذي تقصده
قال ياغيز :- كنت أمزح معك فقط.. اذ لا يوجد شيء في غرفة.. كنت أمزح معك..
قامت هازان بمسح دموعها ونهضت بسرعة وخرجت دون أن تقول أي كلمة.. تاركت الآغا بصدمة......***************💘💘💘
مساء الخير جميعاً :- ها قد نزلت بارتا جديدا وأرجو أن يعجبكم...

أنت تقرأ
أنا و الآغا ( مكتملة )
Romanceملخص :- لا نعرف ما قد تجلب لنا الحياة أبدا... لذلك لا تفقدوا الأمل لأن لا شيء مستحيل في حياة