5

12.2K 384 210
                                    

مر يومين كانت هازان تتجنب مقابلة الآغا.. من ما جعله يلاحظ ذلك إلا أنه لم يقول شيء ظنن منه بأنها تثقل نفسها عليه حتى يذهب وراءها.. ليمر يومين آخرين ولم تكن تظهر وكأنها ليست في قصر حتى بدأ ولا يعرف لماذا يغضب.. نعم يغضب لأنه كان قد بدأ يتعاد عليها وعلى الكلام معها إلا أنه لم يظهر ذلك لأحد.. حتى مر أسبوع لم يرآها فيه.. أسبوع دون أن يلمح حتى ظلها لينفذ صبره و يغضب كثيراً.. ليس منها فقط.. بل من نفسه أيضاً.. نعم من نفسه لأنه فكر بأنه الآغا ياغيز ايجمان منذ متى أصبح يغضب بسبب امرأة لأنه لم يرآها منذ أسبوع.. وفكر بأن أقرب شخص إليه هي نعمات وهو لم يرآها منذ أسبوعين إلا أنه لم يتذكرها حتى فكيف ب صغيرة لم يعرفها إلا منذ أسبوعين ولقد أخذت من كل تفكيره وحتى راحته أيضاً.. لأنه حتى وهو نام أصبح يحلم بها.. حسناً قالها آغا :- سأذهب إليها لأعرف ما بها.
حل اليل وكان الوقت متأخرا حين ذهب إلى غرفتها كان متردد قليلا إلا أنه حسم امره و دق على باب غرفتها..
كانت هازان جالسة تقوم بتخيط بعض من ملابس التي كان الآغا قد أمر بأصلاحها حين سمعت صوت دق على باب غرفتها لتفكر بمن يمكن أن يكون قد آت إليها في هذا الوقت متأخرا من ليل.. لذلك نهضت بسرعة ولبست طرحتها ووقفت خلف باب وقالت :- من هناك..
قال ياغيز :- أنه أنا... الآغا... أفتحي باب
تفاجأت هازان كثيراً وقامت بفتح باب.. لتجده واقفاً أمام باب بهيبة.. لتقول له :- هل حدث شيء يا آغا..
نظر إليها ياغيز بعمق لمدة بصمت وكأنه... لا يعرف.. و
كأنه... هل نقول وكأنه أشتاق إلى رؤية وجهها مثلا.. أما إلى رؤية عيونها الغزاليتين.. أما.. لا.. لا.. بل يعرف لما آت.. لقد آت حتى يثبة لنفسه أولا ولها أيضاً بأنه الآغا ألذي لا يستطيع أحد.. أقول لا أحد أن يشغل تفكيره و راحته لا أحدا.. لتقطع هازان تفكيره وقالت :- هل تريد شيء يا آغا.. هل حدث شيء...
أنتبه ياغيز على نفسه وحمحم وقال :- نعم.. أنا....
نظرت إليه هازان بنظرات غريبة وقالت :- أنت ماذا.....
شعر ياغيز بشعور غريب حين رأى تلك النظرة من عينيها شعور لأول مرة يشعر به وقال :- أنا... قلقت عليك
لمعت عيون هازان وقالت :- هل قلقت علي أنا..
ياغيز :- نعم.. قلقت عليك.. لماذا تفاجئتي هكذا..
هازان :- لأنه لم يقلق علي أحد من قبل.. أقصد منذ زمن بعيد جدا لدرجة أنني تفاجأت حين قلت ذلك..
ياغيز :- في حقيقة.. أنا أريد أن أعتذر لأنني أخفتك في تلك الليلة لأنني لم أعرف بأنك تخافين هكذا من.....
هازان :- لا مشكلة.. لأنك لم تكن تعرف....
ياغيز :- هل أستطيع سؤال عن.....
هازان :- عن ماذا....
ياغيز :- أقصد خوفك لدرجة بأن تبكين.....
شعرت هازان بتوتر وبدأت تلعب بطرف سترتها ليلاحظ ياغيز ذلك وقالت :- أنها زوجة أبي... لقد.. لقد كانت.. أعني عندما لم أكن أستمع إلى كلامها أو أخط بشيء.. فإنها.. فإنها.. كانت تحبسني في السرداب الذي كان تحت منزلنا في ليل حتى صباح في ظلام وكان مليئ ب تلك الأشياء.. كنت أتوسل إليها إلا تفعل إلا أنها لم تكن تستمع إلى توسلاتي أبدا.. وبدأت ترتجف بخوف وهي تتذكر تلك الأيام ونزلت دموع من عينيها..
لم يعرف ياغيز ما يفعله لأنه لم يمر بهكذا موقف من قبل ولا يعرف كيف قاداه قدامه نحوها ودخل إلى غرفة ليقوم بضمها إلى صدره بقوة حتى شعرت بأن أضلاعها ستنكسر إلا أنها لم تبلي لأنها كانت بحاجة إلى من يضمها هكذا لتشعر بأمان مع أنها لم تبادله ذلك الحضن.. مرر بيده على رأسها والآخر لفها حول ظهرها وقال بصوت مليئ بحنان :- أهدى.. أهدى.. لقد مضى.. لقد مضى
مرت مدة وهما هكذا كانت هازان قد هدأت إلا أن ياغيز لم يتركها وكأنه... وكأنه من كان يحتاج إلى ذلك الحضن
أكثر من هازان.. نعم.. لقد كان قد دفن وجهه في عنقها ولف بيديه حول خصرها وظهرها بتملك وكأنها سوف تهرب من بين يديه.. مما جعل هازان تستغرب كثيراً لذلك حاولت أن تنبهه بأن أن يبتعد إلا أنه لم يفعل..
لتمر بعض دقائق آخر حتى أنتبه ياغيز إلى نفسه وأبتعد عنها ليراها محمرة من خجل وعيونها حمراء بسبب بكاء ليقول هو بخجل :- هل أنتي بخير...
قالت هازان بخجل :- ن.. نعم.. نعم بخير...
قال ياغيز :- حسناً إذا... سأذهب.. وخرج بسرعة من غرفة حتى دون أن يقول لها تصبحين على خير وأغلق باب غرفتها وراءه تاركا هازان واقفة بمكانها بدهشة دون
إن تفهم أي شيء من ما حدث...
أما ياغيز فقد ركض وكأن هناك من يلحقه إلى غرفته وهو متعجب من نفسه ماذا حدث له.. وماذا حدث منذ قليلا وأما أن وصل إلى غرفة حتى دخل وأغلق باب ومن ثم وقفا أمام مرآة ونظر إلى نفسه وقال :- مالذي حدث لك.. منذ متى أصبحت هكذا لا تتحمل دموع امرأة.. هل نسيت بأنك الآغا ياغيز ايجمان.. آغا أكبر قرية في ماردين.. الآغا ياغيز الذي يخاف الجميع منه.. ماذا حدث لك حتى أصبحت طفلة صغيرة تظهر ما كنت تجعله مثل الحجر خلال كل هذه السنوات.. ووضع يده على صدره وقال :- منذ متى أصبحت حنونا هكذا مع أحدا.. و أصبحت تخفق لرؤية أحدا.. لا تنسى أبدا من تكون أنت.. أنت الآغا ياغيز ايجمان القاسي و بارد الآغا ياغيز ايجمان.. هل فهمت يا هذا.. أنت الآغا ياغيز...
حل الصباح...
كانت هازان تعد الإفطار مع سحر و أمينه ل آغا و لجميع
حين دخلت نعمات إلى مطبخ لينصدم الجميع من وجودها وقالت وهي تنظر إلى هازان :- صباح الخير.. أعرف بأنكم أشتاقتم إلي و أنكم لا تستطيعون بدوني لذلك طلبني الآغا حتى أعود إلى قصر مجدداً وإلى رأس عملي أيضاً..
لم يتكلم أحدا بسبب الصدمة فهم لم يصدقون بأنها ذهبت حتى تعود مرة أخرى وتتكبر على رأسهم..
ضحكت نعمات من ردت فعل الجميع وقالت :- هل ظننتم بأنني سأذهب ولن أعود أبدا.. لا أنا نعمات.. نعمات.. ومن لا يعرفني فيسأل عني ونظرت إلى هازان..
والآن هيا كل إلى عمله بسرعة هيا.. ليبدأ الجميع بعمله وقالت ل سحر :- أنتي حضري الطاولة لآغا يا سحر..
كان ياغيز في غرفته يجهز نفسه حين دخلت نعمات إلى غرفة وكانت قد ارتدت فستانا أحمر لون ضيق قليلا و وضعت أحمر الشفاه أحمر و فردت شعرها على ظهرها وقالت له :- صباح الخير يا آغا..
ياغيز دون أن ينظر إليها حتى هز برأسه بمعنى نعم..
أقتربت منه حتى تقوم بأغلاق أزرار قميصه وقالت :- لم
أصدق عندما آت عيماد إلى بيتي وقال بأنك تريديني بأن أعود إلى قصر مجدداً.. لا تعرف كم فرحت أنا.. آه لو تعرف كم أشتاقت إليك يا حبيبي.. هل تعرف لولا إنك ستخرج إلى عمل مهم جداً.. ما كنت سأدعك تخرج.. لا تعرف كم أشتاقت إليك وإلى ونظرت إلى جسده........
أبتعد ياغيز عنها وقال :- جيد.. وخرج من غرفة بسرعة
أستغربت نعمات من تصرفه إلا أنها فكرت بأنه مستعجل
لذلك تصرف هكذا ونظرت إلى غرفة لتجد بأن فيها بعض تغيرات لتظهر على فمها أبتسمت خبيثة وتقول :- غبية هل ظنت بأنني لن أعود حتى تقوم بكل هذه التغيرات حسناً لقد عودت أنا وسوف يعود كل شيء كما كان قبل أن تظهري أنتي أيتها الصغيرة الخبيثة.. هههههه
بعد أن تناول ياغيز الطعام وخرج بدأت نعمات بعملها و
هو رجع القصر كما كان إلا الستائر التي لا تستطيع تغيرها وقامت بتكلم مع جميع العمال بأنها قد رجعت و ستعود الأمور كم في سابق.. وقالت ل هازان بأنها تريد أن تتكلم معها على الإنفراد.. ليذهب الجميع إلى عمله...
هازان :- نعم يا خانم
نعمات :- هل أستمتعي خلال هذا الأسبوعين أيتها آل...
قالت هازان بعدم الفهم :- لم أفهم
ضحكت نعمات وقالت :- فعلا خبيثة.. و تتدعين البراءة
أيضاً.. فعلا خبيثة..
قالت هازان :- نعمات خانم مالذي تقولينه..
نعمات :- هل ظننتي بأنك ستقومين بإغراء الآغا بوجهك
الغبي هذا.. هههههههه.. لا أحدا يعرفه أكثر مني.. هل ظننتي بأنه بعد أن يأخذ منك ما يريد بأنه سيجعلك امرأته لا أيتها الصغيرة لا.. أنه الآغا الذي يأخذ ما يريد وثم يرمي.. إلا أنا نعمات التي لا يستطيع استغناء عنها..
فهمت هازان ما تقوله نعمات لتنزل دموع من عينيها و قالت :- نعمات خانم أنا.. أنا امرأة متزوجة.. ولست امرأة خائنة ترمي بنفسها بأحضان أي رجل...
لم تشعر بنفسها إلا وقد تلقت صفعت على وجهها من نعمات.. لتقول نعمات لها :- أيتها الخبيثة.. هل تتكلمين عني.. هل أنا امرأة خائنة أيتها اللعينة..
قالت هازان :- نعمات خانم.. مالذي فعلته.. كيف تضربني أنا لست عبدت عنك حتى تضربيني هكذا..
رفعت نعمات يدها مرة أخرى حتى تضربها إلا أن هازان امسكت بيدها ومن ثم قامت برمي يدها وقالت :- أنا لست عبدتك حتى تضربني متى شأتي يا خانم.. والآن إذا لم يكن لديك شيئاً مهم فسأذهب إلى عملي... وذهبت تاركت نعمات بصدمة من جرأتها...

أنا و الآغا ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن