CHAPTER 6

31 5 4
                                    

"أمي لا تقلقي صدقيني سأكون بخير"أخبرتها للمره الخامسه قبل أن أخرج من الباب،و لعلمكم لقد إستغرقتُ سبع ساعات أحاول إقناعها بالسماح لي بالعوده إلي العمل من جديد.

ذهبتُ إلي دار النشر و حمداً لله أنها مشهوره بالمكان،
و إلا كنت ضللت الطريق.

فور دخولي الجميع كان ينظر لي بغرابه،
و حاولت التصرف بإعتياديه.

"اوه!أنظروا من هنا؟يورا! اين كنتِ؟"إحدي الفتيات اللواتي يرتدين ملابس شبه فاضحه،أردفت وشعرتُ بعدم تقبلها لي.

"بخير،فقط بعض الظروف"أجبت.

"حقاً؟!"إستهزأت وأحد الموظفين قلب عينيه.
"يكفي ماري دعيها وشأنها"

لم أنتظر حتي سماع بقية الحديث،فقط أتجهت أبحث عن مكتبي بصمت.

أحد الموظفين المخصصون لإعداد القهوه و الشاي
ساعدني علي العثور عليه بينما يحضر لي كوب القهوه وانا فقط تبعته،أعتقد هو جديد؟
واللعنه جميعهم يبدون و كأني أراهم للمره الأولي!

"قهوه بالحليب كما تحبين آنستي"
أدرف يضعها علي مكتبي وإبتسمت أشكره.
أنا حتي لا أذكر تلك النقطه بذوقي.

جلستُ أحتسي القهوه و أمسكتُ قلمي محاولةً كتابة شئ،أي شئ قد يفيدني عملياً و شخصياً،لكن بلا جدوي.

وضعتُ رأسي علي المكتب أتنهد بثقل و صورته مجدداً قفزت لذهني لكن بطريقه أوضح..
و كأنه يقف أمامي مباشرةً.
يداي إمتدت محاولةً التقاط يده،التأكد من صحة ما تراه عيناي و يداه كانت دافئه،لكن هناك شئ غريب ربما..
لماذا رائحته تشبه رائحة النساء؟

"واللعنه يورا هل تتحرشين بي؟"

رمشتُ بعيناي مراراً محاولةً إستيعاب ما يحدث!
لقد كنت أمسك بيد ذات الفتاه التي قابلتها في الصباح،ماري؟
هل فقدتُ عقلي!

"ا..اعتذر لقد حسبتك شخصاً آخر!"اعتذرت و هي أخرجت 'تشه'ساخره تقلب عينيها.

"أخرجي ذلك الـ جيمين من رأسك! لقد ذهب لغيرك!"
أضافت بسخريه،وضربات قلبي تسارعت..

"مـ..ماذا تعنين؟"سألت بنبره خافته.

"هاه وتقولين أنكِ تحبينه!" أضافت و فضولي أهلكني.

"فقط أخبريني!"صوتي كان علي وشك الإختفاء.

"لقد واعد إحداهن بعد يومان من الحفل الذي أقمته،بذات اليوم الذي لم تعودي به إلي العمل" شرحت وقلبي إنقبض.

"واعد؟!" سألت و كأنني أحاول إقناع ذاتي بذلك.

"ذلك العاهر،هو حتي لا يجيب علي إتصالاتي!" أضافت تخرج من المكتب فور أن ناداها أحدهم و شعرت بثقل العالم فوقي.

رغم أني لا أذكر أي شئ،لا أذكر أي شئ يخصه..
رغم فقداني لذاكرتي،لكن مشاعري لم تُفقد..
أنا فقط لا أصدق أن ذلك الرجل الذي كنتُ واقعه له طوال تلك الفتره قد واعد كما تقول هي.
إن كانت ذاكرتي ستعود،فستعود بسببه كـكُل شئ يحدث بهذا العالم،يكون بسببه هو.

لـ..لحظه! كيف تملك هي رقمه؟!
أشعُر أن رأسي ستنفجر!





~~
بدلتُ ملابسي بعد أن حصلتُ علي حمام دافئ،وخرجتُ من غرفتي لأجلس بجانبهم أمام التلفاز.

تنهدت أمي تبقي عينيها علي أخبار الطقس وضممت ركبتاي أسفل ذقني محاولةً تدفئة نفسي.

"الطقس سـيسوء"علقت يونا و همهمت رين تبقي عينيها بالهاتف الخاص بها.

"تصبحون علي خير"أضفتُ بينما أنهض،و لم أستمع لأي إجابه.



~~

"أنا واقعه لك منذُ فتره طويله،منذُ مراهقتي و كنتَ أنت بطلي،الجميع كان ضدي و لا زال و لكني تحملت،
تحملتُ لأجلك!
لذا لماذا لا يمكنني فقط تقبيلك و إنهاء الأمر!
لماذا لا يمكنني إخبارك بـ'أحبك' فقط،
هل الأمر صعب لتلك الدرجه؟!
أعلم أني لا أستحقق لكني أشدُّهم حاجةً لك،و هياماً بك،
لقد حفظتُ تفاصيلك جميعها،حتي أني حفظتُ أماكن تواجد شاماتك الصغيره،حفظتُ كل شئ بك،و أدمنتُ ضحكتك،
لكنك لا تُبالي! أنت بعيد جداً جيمين،
بعيد للحد الذي يجعلُني أبكي كل ليله لإستنشاق عطرك فقط.فرجاءً توقف عن جعل روحي تتألم"





خاصتي كان يجلس بجانبي،بسيارته..
كان يستمع لكل حرف بسكون تام،إقترب مني يحيط جسدي بذراعيه و بكائي إشتدّ.

~
نهضتُ بفزع محاولةً إستيعاب ما يحدث،هل كنت أحلم!!؟
قدماي لامست الأرض و إتجهتُ للحمام أغسل وجهي.
المنزل كان هادئ،و أعتقد أنها مازالت الرابعه فجراً..
عدتُ لغرفتي أقف أمام النافذه،القمر كان يضئ المكان بشكل رائع،و إحدي النجوم كانت بجانبه..

هل كان مجرد حلم؟ أم ذكري معك؟
هل قابلتك قبلاً؟ أم عقلي قد فُقد بالكامل؟!

الفضول كان ينهشني داخلياً،وما كان بيدي سوي إحضارها،
المذكره الخاصه بي..

لم أكترث لـكل تلك الصفحات التي تجاهلتها رغم رغبتي المُلِّحه في قرائتها..
آخر صفحه كتبت كانت بتاريخ قريب
أعتقد قبل بضعة أسابيع؟!

~

لطالما كنتَ أول شئ يُذكر بـدُعائي،بـ أُمنية يوم عيد مولدي،و بـصلواتي،كنتُ أتمني لقائك،سماع حرف واحد من ثغرك فقط،أن تُلاحظ إحدي تعليقاتي علي صورِك بـمواقع التواصل الإجتماعي،و الآن بعد أن قابلتُك،ورأيتُ تفاصيلك المُبهره عن قُرب،ضحكتك،و إستنشقتُ عطرك،أعتقد أني أدمنتُك حتي أكثر من السابق،
رُغم ظنِّي أني وصلتُ للقاع سابقاً،لكن أنا الآن أكتُب لكم من جوف القاع..
من نهاية الطريق المُزدحم بالأسفل بـكُل شئ أحبُه.
رُغم قِصر اللقاء.

~

كُل شئ كتب هنا يؤدي لشئ واحد،لقد قابلته مسبقاً!
أنا فقط أحتاج إسترجاع أي شئ حدث بالأسبوع الماضي..
أنا أحتاج مقابلته من جديد،أحتاج سماع صوته..
و أحتاج معرفة كل شئ حدث بيننا،
ماهي العلاقه التي تجمعنا من الأساس؟!








من الشابتر القادم بيبدأ الجفاف.

MIRACLE -مُعجزه ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن