عُدتُ من دار النشرِ التي أعملُ بها كـ 'كاتبه'،و الصُداع الحاد الذي خلفه صوت المديره بينما توبخ أحد الموظفين جعلني أُلقي بجسدي علي فراشي بإنهاك،
وضعتُ سماعاتي الورديه بأذني،و إخترتُ من قائمة الأغاني المُفضله الخاصه بي'serendipity'،كنتُ أتلذذ بكُل حرف يُنطق بها و كأنها مرتي الأولي لسماعها،رُغم مرور أكثر من سبعِ أعوام علي إنتاجها،سمعتُ صوت باب المنزل يُفتح
و كانت شقيقتي الصُغري'رين'،و علمتُ ذلك من طريقتها الصاخبه بـغلقِ الباب"يورا،متي ستعود أمي و يونا؟" صرخت رين من غرفتها و ضيقتُ عيناي،أنا أكره الأصوات العاليه.
"لا أعلم"أجبت.
نهضتُ أخلع سماعاتي و أُجهز ملابسي لأستحم لعلَّ وجع رأسي يذهب قليلاً.
بعد إنتهائي،رفعتُ شعري الداكن للأعلي دون تجفيفه حتي،و ذهبتُ أتفقد الثلاجه لعلي أجدُ شيئاً صالحاً للأكل.
"رين،هل أحضرتِ شيئاً من الخارج؟" سألتُ،و أعتقد أنها نامت.هي لم تجيبني.
قمتُ بإعداد شطيرة جُبن مع عصير فراوله و جلستُ أشاهد التلفاز،تلقيتُ إتصالاً لأنهض بتكاسل ناحية هاتفي و كانت المديره!
'مرحباً!؟'أجبت
'مرحباً يورا،هل يمكنكِ المجئ غداً بالسادسه صباحاً؟'
'اجل لكن هل حدث شئ؟'
'لا فقط تعلمين الدار علي وشك الإفلاس،وهُناك متبرع سيأتي صباحاً،لذا أريد منكِ المساعده'
'حسناً'
'وداعاً'~
"مع من كنتِ تتحدثين؟" صوت أمي جعلني ألتفت خلفي بتفاجُئ."المديره،لماذا تأخرتما؟"سألت.
"ذهبنا للتبضع مع خالتك،حضري العشاء و إتصلي بوالدك ليأتي.."أوضحت بينما تخرج من الغرفه و همهمت.
~صور بارك جيمين بالمطار،لم تكشف بيج هيت عن وجهته بعد~
كان هذا الإشعار الذي وصلني لتُرسم أكبر إبتسامه علي شفتاي بينما أتأمله،أنا أنتظر أن يسافر فقط لكي أراه بالملابس الداكنه و بهذه الهيئه،
عيناه فقط هي الشئ الوحيد الظاهر و بعض الخصل الرماديه من قُبعة الجاكيت الخاص به،
هو قام بصبغ لون جديد!
تركتُ الهاتف أركض للمطبخ بسبب صراخ والدتي،
جسدي كان بالمطبخ و عقلي و قلبي كانا معه.جلسنا جميعاً حول مائدة العشاء،و شعرتُ بشئ غريب،
"يورا" أبي تحدث بنبره هادئه،و كما يقولون بعد الهدوء تأتي العاصفه.
"أجل؟" أجبت،و قلبي قُبض.
"أتذكرين الوعد الذي قطعتيه لي منذُ خمس سنوات؟"
همهمتُ أومئ برأسي و نظراتي توجهت لـ يونا،لتبتسم بـإصطناع.
"لقد عدتي لمتابعة ذلك الرجل و حُبه صحيح؟و تخبئين صور ذلك الفاسق بخزانتكِ أيضاً!"
![](https://img.wattpad.com/cover/219261017-288-k928243.jpg)