خفايا القدر

66 1 0
                                    

"يوما ما كانت قلوبنا تنبض بالحب ننظر للحياة نظرة تفاؤل، عزمنا أن نعبر الحياة بشلالات الحب التي كانت تتطاير من أعيننا، لطالما لم توفق الحياة بهزيمتنا، وفي كل مرة كانت هي الخاسرة كانت تتوعدنا أن تعود إلينا يوما ما وهي أقوى وانها ستنجح في سلب ابتسامتنا.

كنت أظن وعودها كاذبة إلى أن أتت ووفت بوعدها وهاهي الان تضحك على حالنا الذي صرنا اليه"

مضى إيقاع حياتنا سريعا وبدون صوت ابي يملأ الأرجاء، كانت الحياة قاسية حاولنا بشتى الطرق أن نقاومها دونما سند، حتى اخوت ابي، من كنا نظنهم سندا لنا، باتو كالغرباء.

لايتعمدون زيارتنا علنا نمد إليهم أيدينا ونطلب مانسد به رمقنا.

ولكن إلى أين سنذهب والي من سنمد أيدينا، ومن لنا غير الله في هذه الحياة.

ابي لم يكن ميسور الحال كباقي إخوته، ولكنه كان يعيش حياته برزق اليوم ومع هذا كنا سعداء، كان بيتنا يعج بالحب الشي الذي افتقده إخوته، الذين كانت حياتهم عبارة عن مشاجرات.
لاتلبث أن تنتهي واحدة حتى تشب أخرى من جديد، اما نحن فقد كانت زهور 💐 الحب تنمو في بيتنا كل يوم.

ها هي الشهور تتوالى ونحن نفتقد يد حنونة تمد لنا يد المساعدة ولكن لاشي.
منزلنا لم يكن بالكبير بالكاد كان يحملنا انا واستري حيث نتشارك انا وأخي عبد الرحمن نفس الغرفة، امااختي فكان لها ملاذها المنفصل.
يوم بعد يوم تتزايد طلبات اخوتي، ويتذمرون من حالهم، وحقا كانو يفتقدون ابي بقربهم،
كل ماكان معنا من مال نفذ ناهيك عن الديون التي تراكمت علينا جراء عدم القدرة على سدادها.

كل تلك الأحداث كانت تجري دون أن يحرك عمي سالم ساكنا ويخرج من جيية رزمة مال ويعطينا لها نسد بها احتياجاتنا. ودون أن يبادر عمي قاسم  بتقديم يد العون لنا وهو شخص مترف له ماله من النعم، ولا يجد عناء أن يكفل اسرتنا وأسرته، أو يعطينا القليل فقط من ماله.

كل يوم يمضي على كنت اتجرع الأسى والعن ذاك الفقر الذي اختار ابي دونا عن إخوته وكم كانت الحياة ليست بالمنصفة معنا، لم تعطنا يوما غير تلك الابتسامات.
وما ذا نفعل بها في ظل هذه الظروف استدفع لنا مصاريف العلاج ام ستذهب بأخوتي إلى مدارسهم ام ستفعل لنا ماذا.

عندما اراجع نفسي اطرد تلك الأفكار التي كانت تجول بخاطري استغفر الله.
وابدأ بمعاقبة نفسي ولومها على ما بدر مني، يكفي اننا قضينا أجمل سنين عمرنا برفقة ابي الذي لم يبخل علينا يوما ودائما ماكان يسعى لارضائنا مهما كلفه ذاك الأمر.

نادي المؤذن منبها اياي إلى ركن جديد في يومي على أن اذهب الى لاطهر تلك الذنوب التي اغترفتها.
وعلى أن أرضى بالقدر من يعلم ماتخبأه لي الايام. المهم اني اكون قويا وأمضي في ثبات.
َتوضات وذهبت لاجيب ذاك النداء ونفسي راضية مؤمن ان غدا اجمل وسأصحو يَوما على شيئا جميل سيبهرني ويعيد الحياة إلى قلبي من جديد.

2

خفايا القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن