طرابُلِس - الرابعة عصراً .
آية بنت ال 22عام ، اللي عندها جمال منفرد ومميز ، شاء القدر انها تكون زوجة رجل مايقدرش الجمال ، اذ انه وجهها تزين بالكدمات من يوم عرفاته ، رجل متسلط ومؤمن انه المرأة مكانها البيت ، وين الغلط في انه يبي زوجته ليه في البيت ؟، لا بتاتاً مفيش غلط ، لكن الغلط انه مايعرفش شن معنى كلمة زوجه وفي بيته !.
كانت منسجمة في تحضير قالب كيكة ، تشرب معاه قهوة من يديات جارتها غالية ، تعودت عليها ، وبدت غالية زي وخيتها اللي ماحظتش بيها ، كانت تحكيلها على مشاكلها مع قصي وغالية كانت مثال لحسن الجليس ، كانت تحس ببعض الندم انها تشغل في بال غالية وهي مش ناقصها، اذ انه غالية راجلها مفقود من عام 2011 ، وفي النهاية رمت عدتها وعاشت تتقبل الواقع كأرملة ، أرملة مزال عندها أمل انها مش أرملة !.
-شن اديري ؟
وهذا كان قصي ،صوته جي مباشرة لوذنها، انخلعت وطاح منها المضرب ، ف شبحلها باستهزاء وهو يشوف في الارضية ملطخة بالخليط ، شدها من يدها بالقوة وعاود سؤاله :
-قتلك شن اديري ؟
ردت آية وهي تتعلثم :ك ..كيكة .
طلق يدها ومشي للخليط يتفرج عليه فتابعت كلامها : فكرت اني ندير كيكة ل غالية ، وهك نكون ابهجتها شوي .
ضحك بصوت عالي ، وخافت من ضحكته ، كيف حباته ؟ وكيف انخدعت بشخصيته ؟، هي عالقة معاه لين ياخد الموت واحد منهم ، ولو انها بتقعد تخاف هككي ، حتموت من سكتة قلبية في يوم من الايام .
حلت عيونها وشهقت لما لقاته يبزع في الخليط في اللاڤندينو-هك اسمه ولا ؟-لآخر قطرة ، وحست بدمعتها سخونة على خدها ، قرب منها ودار تعبير حزين زيها ، مرر صبعه ع دمعتها وحطه في فمه ، وهي تراقب فيه بصدمة تامة قال :
-اوه ، مالح .وطلع وسيبها .
انهارت على الارضية وهي تبكي وشهقاتها تعلو ، ماهماش طلع ولا ما طلعش ، هي اكتفت ، من يوم ماتزوجاته ماشافتش خير ، ماكانش يعامل فيها كزوجته ، كانت خدامة ،تغسل وتطبخ وتسمع كلامه وتم ، ماليهاش حرية رأي ، ماليهاش لا قرار ولا لسان تعبر بيه ، هي مجرد جسد زوجة فقط ، لا معاملة ولا اعتبار لمشاعرها ، كانت تشكي لمامتها ، لكن الاخيرة كانت تسكت فيها بحجة انه الكل هكي عايشين ، وماتفكرش تطلق لانها ح تجيب لبوها وأمها العار .
آية ، الطفلة ، سمعت كلام أمها ، ظناً منها انه الجميع هك ، لكن بعدين لما تعرفت على غالية ، عرفت انه للزواج قدسية خاصة ، الزواج مش اي ارتباط عادي ، وقداش ماطارت بأفكارها لما سمعت قصة غالية وزوجها ، علاش انا وقصي مش هكي ؟، وكانت ساذجة وبريئة فحاولت ادير اي طريقة تخليها تحس انها آية زوجته ، مش مدام !، لكن قصي كان يقابل فيها بالاستهزاء ووصل بيه للضرب ،كانت خايفة انها تجيبلهم العار ، لبوها وامها ، وخايفة من قصي في الدرجة الاولى ، رغم تشجيع غالية انها تطالب بحقها ، لكن آية كانت مهزوزة .
أنت تقرأ
نــدم : في خطى بطيئة !
Romance" أحياناً فيه أفعال وليدة اللحظة ، سواء كانت غضب او فرح ، يعني ... مش في صحو عقولنا بالضبط ، والافعال اللي تنتتج عن الاثنين مش ديمة ح تكون كويسة !، وممكن تندمنا وتعلمنا مية درس ...تعلمنا ماناخدوش قرار وليد اللحظة . - العمل الثالث للكاتبة زُحل .