الفصل السابع

371 32 9
                                    



الجفا اللي قابلتها بيه أمها ماعجبهاش ، ومن اللي بيرحّب بيها لو أنه امها هكي استقبلتها !، ماحسِّت بشي غير بالضعف ، اه صغيرة فلتت منها ، وشافت بوهن لملامح والدتها ، هل من الممكن يجي وقت تقسى فيه هي على فلذة كبدها هكّي ؟ ، مشت بهدوء لناحية دارها واللي حافظتها كويس ، تحت أنظار أمها الرافضة صكرت الباب ومعش انتبهت لشي لما طاحت تبكي .

تذكرت مُعتصِم اللي ذكره قُصي ، كان شاب طيّوب ويخاف عليها من نسمة الهوا، لكن هي ما عمرها تلفتتله ، ولا عُمرها فكرت فيه تفكير مستقبلي ، كان كُل همها قُصي ، شخص ناضج ونال رضى أمها ، ابتسمت بقهر وهي تدرك ان رضى أمها يعتمد على الحالة المادية ، هذا ليش ماحبتش مُعتصم وتبثلها في السم عليه ....اتّضحتلها الرؤية ، مش ديمة الحُب كافي ، فيه حاجات أهم .

وزي ماقاللها زوجها المصون "طاح الفاس على الراس " ، فهمت بعد ماذاقت الويل ، واهو حامل في حوش أمها اللي بعد ساعتين قليلات ح تسمع صُوت قُصي في بابه ، خذاها النوم وهي متكية على الباب ..ماتندريش على أمها اللي واقفة تسمع فيها وفي عيونها بان الوجع .

تلفتت -زكية- للمطبخ وتحس في غمة في صدرها ، هل قست على بنتها ؟ ، لكن اللي داراته في صالحها ، زوج صاحب منصب وجاه ومتهنية في حوشها ، مفيش ازواج ماعندهمش مشاكل !، والتهبت عيونها وهي تتفكر في المرحوم ومعاملته ، قُصي مازالت مُعاملته ألطف ، بنتها دلوعة ! ..سمعت صفير البرّاد وطفّت عليه النار ، لكن بنتها ضعيفة مش ح تتحمل ويمكن برضو ادّير أي شي غبي ، وفكرت برضو : هي عمرها
ماسألت على قُصي ومعاملته ، هل فعلاً قُصي ينهرب منه هكي ؟ ام انه بنتها تبالغ ؟.

حطت الصفرة على الطاولة بعد ماطقت على آية ، الأخيرة جت زي مانقولو "ادّف في روحها " ورمت جسمها على الفراش بتعب ، شبحتلها زكية بندم وحاولت تصفّي صوتها :

-انتي حامل ، لازم تاكلي كويّس ، هكي مش باهي لا ليك ولا للبيبي !.

نظرة آية كانت حارّة ، كأنها تسأل فيها "انتي اللي تعرفي شن الباهي ليا ؟" ومع ذلك آية طبست تاكل ، ودموعها يستنو في الإذن ، الوالدة الحبيبة خايفة على ولد قُصي ! ، كانت الكلمة الأخيرة اللي طيحتلها ظهرها من أمها :

-قُصي قاسي للدرجة هادي ؟

انخلعت زكية لما -انفجرت -آية بالبكا ، وقعدت مصدومة للحظات ، قبل ما تجبدها لحُضنها و الإجابة وصلتها ، قامت راسها تشوف للسقف وهي تفكر ، في اللي جاي .. وكيف بيتصرفو فيه ؟.

________

|البـيضاء ، 5:30 عصراً|

بعد يُومين من هديكا المقابلة الغريبة ليها ول ضياء ، هي حالياً تستني فيه في الصالون وكل عقلها رافض لكلامه ، هي ناداته خصيصاً بيش تفهمه انها مُستحيل توليله ، رُغم انه قلبها ليه راي آخر تماماً ...

 نــدم :  في خطى بطيئة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن