طرابُلِس -الثّانِية عشْر بعدَ مُنتصف اللّيل.تجاهلها استفزه لأول مرة ، كان ديما يتمنى لو تعفيه من هدرزتها ، هو للحقيقة مش فاهم كيف في لمحة صار هك ، كان ملبوس مثلاً ؟، ولا لأنها عرضتله شوية مقاومة ؟ ، أم انها واثقة في طفلها وعارفاته ضمان ليها ؟، حك راسه بخفة وهو نايض لفنجان قهوة يهدِّي أعصابه ، لعلّ وعسى كانه سكران يفيق !.
بعد ماروحت حنان ، وطبعاً بعد محاضرات وموشحات طويلة ، زي انه لازم يهتم بزوجته أكثر ، أو انه كان مفروض يبلغها على حمل آية بيش تهتم هي بدله ، آخر حاجة كان يبيها في الحوش وجود أمه ، فوافق و وعد أمه انه ح يهتم بآية ، تجاهلاته الاخيرة مع اول خطوة للوالدة برا الحوش ، وكان يفكر في شن غلط ؟، السُؤال في شن ماغلطتش ياقصي ؟.
كان بينه وبين نفسه تأثّر بمُعاملة أمها ، كان ماشي وفي نيّته يعاقبها على طلوعها ، ومايبيش يرحمها ، لكن لوهلة هزاته صُورتها ، وهي جاية بوجهها المُحمر من الدموع ..شدت يده ومسلمة أمرها كُلياً ، البنت اللي قدامه زوجته ، أم طفله ومسؤوليته هو ، ياترى ليش ماعاملهاش زي ماتستاهل ؟ ، ليش ولمدة سنتين ماحاولش يشبحلها بنظرة أفضل ؟، ليش خانها ؟ وعذبها ؟ وأهانها ؟ ، بينما هي مادارت شي الّا الانصياع الكامل .
حس براسه بيتفجّر منه وهو شاك انه عنده انفصام في الشخصية ، امالا شن بيشرح اللي يحس بيه توا ؟ ، مر عليه شريط معاملته ليها على مدار السنتين هاذو ، مرض وهو يتذكر ، عقله وين كان ؟ وليش هذا وين رجعله وعيه ؟، كان يبكي لمّا خشت عليه آية ، وهو حاس بالصُداع ، ماركزش في آية اللي نزلت لمستواه وخدت يديه ، الاخيرة كانت مصدومة ، لكونه قُصي ، الشرقي الثاير ، راجلها المتوحش ...يبكي !.
لكن ماكانش لآية الحق في صدمتها هاذي ، كُلنا بشر ، كلنا اولاد تسعة ،كُلنا خُلقنا من طين ، عندنا نفس المشاعر ، ونفس الدموع ، متشابهين .. انما نختلفو في نوع الحُزن اللي بنبكو عليه ، وقُصي بكي من ضغطه النفسي ، وشعور انه مايعرفش الشخص اللي تعامل مع آية لسنتين ، شعُور انه أهان امرأة ، لكن اللي مايعرفاش قُصي انه طوال السنتين كان هو ذاته ، لكن تحت التأثير النفسي ماكانش مركز في تصرفاته ، ماكانش مركز في انه اللي قدامه زوجته .آية ، اللي تزوجاته لأنها تحبه ، مش هدير.
هدير ؟ شن دخلها ؟!، شن دارتله ؟، ببساطة رفضاته بعد ماحبها ، غرق فيها ، بينما هدير شافته مهووس وبعدت ، كان عقله رافض أشد الرفض انها هجراته ، سنة كاملة وهو ياكل في بعضه لين سمع بيها تزوجت ، شن دار قُصي ؟، تزوج برضو !، والضحية ماكانتش الا الصغيرة آية .
نفض يديه منها وناض للحاسب المحمول تبعه ، كان فعلاً مُحتفظ بصور ليها ، وبدون أي تردد مسح كُل شي ، كانت آية وراه وخايفة عليه للحظة اللي شافت صُور غريمتها ، اللي ماتعرفش انها غريمتها اصلاً ، ولت لمكانها وهي تمسح في دمعة وحيدة نزلت بعد ماكانت تفكر انها ظناته يتغير ، يحاول ، لكن مزال عالق في نفس الدوّامة !.
أنت تقرأ
نــدم : في خطى بطيئة !
Romance" أحياناً فيه أفعال وليدة اللحظة ، سواء كانت غضب او فرح ، يعني ... مش في صحو عقولنا بالضبط ، والافعال اللي تنتتج عن الاثنين مش ديمة ح تكون كويسة !، وممكن تندمنا وتعلمنا مية درس ...تعلمنا ماناخدوش قرار وليد اللحظة . - العمل الثالث للكاتبة زُحل .