الفصل الحادِي عشَر

303 21 7
                                    


طرابُلِس -الثّانِية عشْر بعدَ مُنتصف اللّيل.

تجاهلها استفزه لأول مرة ، كان ديما يتمنى لو تعفيه من هدرزتها ، هو للحقيقة مش فاهم كيف في لمحة صار هك ، كان ملبوس مثلاً ؟، ولا لأنها عرضتله شوية مقاومة ؟ ، أم انها واثقة في طفلها وعارفاته ضمان ليها ؟، حك راسه بخفة وهو نايض لفنجان قهوة يهدِّي أعصابه ، لعلّ وعسى كانه سكران يفيق !.

بعد ماروحت حنان ، وطبعاً بعد محاضرات وموشحات طويلة ، زي انه لازم يهتم بزوجته أكثر ، أو انه كان مفروض يبلغها على حمل آية بيش تهتم هي بدله ، آخر حاجة كان يبيها في الحوش وجود أمه ، فوافق و وعد أمه انه ح يهتم بآية ، تجاهلاته الاخيرة مع اول خطوة للوالدة برا الحوش ، وكان يفكر في شن غلط ؟، السُؤال في شن ماغلطتش ياقصي ؟.

كان بينه وبين نفسه تأثّر بمُعاملة أمها ، كان ماشي وفي نيّته يعاقبها على طلوعها ، ومايبيش يرحمها ، لكن لوهلة هزاته صُورتها ، وهي جاية بوجهها المُحمر من الدموع ..شدت يده ومسلمة أمرها كُلياً ، البنت اللي قدامه زوجته ، أم طفله ومسؤوليته هو ، ياترى ليش ماعاملهاش زي ماتستاهل ؟ ، ليش ولمدة سنتين ماحاولش يشبحلها بنظرة أفضل ؟، ليش خانها ؟ وعذبها ؟ وأهانها ؟ ، بينما هي مادارت شي الّا الانصياع الكامل .

حس براسه بيتفجّر منه وهو شاك انه عنده انفصام في الشخصية ، امالا شن بيشرح اللي يحس بيه توا ؟ ، مر عليه شريط معاملته ليها على مدار السنتين هاذو ، مرض وهو يتذكر ، عقله وين كان ؟ وليش هذا وين رجعله وعيه ؟، كان يبكي لمّا خشت عليه آية ، وهو حاس بالصُداع ، ماركزش في آية اللي نزلت لمستواه وخدت يديه ، الاخيرة كانت مصدومة ، لكونه قُصي ، الشرقي الثاير ، راجلها المتوحش ...يبكي !.

لكن ماكانش لآية الحق في صدمتها هاذي ، كُلنا بشر ، كلنا اولاد تسعة ،كُلنا خُلقنا من طين ، عندنا نفس المشاعر ، ونفس الدموع ، متشابهين .. انما نختلفو في نوع الحُزن اللي بنبكو عليه ، وقُصي بكي من ضغطه النفسي ، وشعور انه مايعرفش الشخص اللي تعامل مع آية لسنتين ، شعُور انه أهان امرأة ، لكن اللي مايعرفاش قُصي انه طوال السنتين كان هو ذاته ، لكن تحت التأثير النفسي ماكانش مركز في تصرفاته ، ماكانش مركز في انه اللي قدامه زوجته .آية ، اللي تزوجاته لأنها تحبه ، مش هدير.

هدير ؟ شن دخلها ؟!، شن دارتله ؟، ببساطة رفضاته بعد ماحبها ، غرق فيها ، بينما هدير شافته مهووس وبعدت ، كان عقله رافض أشد الرفض انها هجراته ، سنة كاملة وهو ياكل في بعضه لين سمع بيها تزوجت ، شن دار قُصي ؟، تزوج برضو !، والضحية ماكانتش الا الصغيرة آية .

نفض يديه منها وناض للحاسب المحمول تبعه ، كان فعلاً مُحتفظ بصور ليها ، وبدون أي تردد مسح كُل شي ، كانت آية وراه وخايفة عليه للحظة اللي شافت صُور غريمتها ، اللي ماتعرفش انها غريمتها اصلاً ، ولت لمكانها وهي تمسح في دمعة وحيدة نزلت بعد ماكانت تفكر انها ظناته يتغير ، يحاول ، لكن مزال عالق في نفس الدوّامة !.

 نــدم :  في خطى بطيئة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن