طرابُلِس -الثانية ظُهراً.نظرتها كانت خالية من المشاعر ، خاصة بعد الخبر اللي زفاته الدكتورة في وجهها ، جزء منها كان محتاج الخبر هذا ..والجزء التاني كان كارِه ليه وبِشدّة ، كونها بتصبح أُم خلاها تحس بشعور مُحبب، لكن شن ردة فِعله هو ؟ ، ارتخت ملامحها بحُزِن وهي عارفة الإجابة مُسبقاً ، حتى لو كانت أُم لِولده ..هو يكنلها كُره ماعرفتش مصدره !.
لكن قصي فاجئها ، وكان يتفنن في الموضوع هذا ، خشلها بإبتسامة في نظرها كانت مخيفة ، اذ انها مش متعودة على منظر صفة سنونه ، وتبعت حركته بعيونها خوفاً يكون في باله شي مجنون ، بس حضن يدها وقال في شرود :
-بنولي أب !
دمعت عينها وبدت تهز في راسها ، لوهلة خافت على روحها وعلى طفلها ، وخافت يرميها لأمها وأمها اساساً ماتقبلش توليلها بنتها وحامل ، قعدت تتأمل في انقلابه الغريب ، لو كانت تعرف انه البيبي ح يغيره ، كانت غلطت من زمان !.
-هيا نوضي معاي بالشوية ، طالبين عليك الراحة ، ماتعبيش روحك ،بشويش .
وكانت مذهولة !.
____
البِيضَاء -الثانية ظُهراً.
حبت البازار والعروض المختلفة فيه ، وحست انها فعلاً ح تغير من نفسيتها في الطبيعة الخلابة اللي هنا ، والناس اللي صدرها رحب و معاملتهم الطيبة ، لفت وخدت من كل مكان شي عجبها ، و وصلت في راجل كبير في العمر كان يبيع في اساور ، كانت تقيم في سوارة عجبتها ولفتت نظرها الالوان اللي فيها ، هدير تحب أي شي مبهرج وفيه ألوان ، حاجات تشع بالحياة ، شافت للراجل وقبل ماتسأله كان يتكلم قبلها :
-الاسوارة هاذي اللي يجي يقيمها ، من المجوهرات اللي تحبيها من اول نظرة ، لكن النظرة الاولى خداعة ، لانه هلبا سيبوها لما لقوها مش بنفس الجمال ع ايديهم .
شبحت لمعدن الاسوارة ، لونها كان غامق شوي ، وهذا اللي أبرز جمال الالوان فيها ، وشبحت لمعصمها ، كان أبيض وعروقها مرسومات فيه ، وكأنها جذور زهرتها ، وفي اقل من ثانية لبستها .
-نصيبك ، ريتي يا بنتي الاسوارة هادي لبسوها هلبا قبلك ، اللي جتها صغيرة واللي ماطلعتش عليها واللي ماحبتهاش ، ومع هذا قعدت لين جت في يدياتك انتي ، اللي مكتوبة من نصيبك مستحيل تريح منك .
وفكرت انه اسوارة في البيضاء كانت مكتوبة من نصيبها ، شن فيه تاني مكتوب من نصيبها في البلاد هادي ؟ ، دفعت وطلعت تتأمل في ألوان اسوارة ويديها ، ماكانتش شايفة من قدامها لكن حست بطيفه ، بعطره ، وهالته .
أنت تقرأ
نــدم : في خطى بطيئة !
Romance" أحياناً فيه أفعال وليدة اللحظة ، سواء كانت غضب او فرح ، يعني ... مش في صحو عقولنا بالضبط ، والافعال اللي تنتتج عن الاثنين مش ديمة ح تكون كويسة !، وممكن تندمنا وتعلمنا مية درس ...تعلمنا ماناخدوش قرار وليد اللحظة . - العمل الثالث للكاتبة زُحل .