يُفضّل لو عندكم موسيقى ابنة السفير تسمعولها أثناء القراءة ، كتبت بكل ذرّة مشاعر.❤️-فصل بعنوان " غــالِية ".
شاردة في البلكون بروحها وفكرها كان في زمن بعيد جداً ، قبل عشر سنوات من الآن ، قبل ماتختفي شمعة حياتها ويطفى نورها ، قبل اليوم اللي كانت فيه انسانة فرحتها ماتوسع السما ، لما كانت مرتاحة ، راضية و مطمنة ، فرّت دمعة هاربة من عيونها ، كان "أدهم " النقطة اللي حولت كل مُر في حياتها ، لكن لانها متعودة على حياتها ...لا بد وحصل انه أدهم ضاع منها في أحداث 2011 .
كانت عارفة انها مش الوحيدة لصارلها هك ، عارفة انه فيه مليون امرأة فاقدة زوجها ، ولدها ، أو بوها ، بس كمية الأمل اللي في قلبها انه زوجها لازال حيْ موجعة ، رغم انهم زفولها خبر وفاته ، وسلسلته ، لكن الشباب اللي روحو مرة بعد مرة خلوها مش مصدقة ، ولا اعتراض على حكم الله هي مزال حاسة انه أدهم مزال ليها .
مسحت دمعتها بكف يدها وابتسمت ، أدهم كان ضيف لخوالها وهي كانت في حضانة خالها ، كانت في عمر 18 لما شبحاته لأول مرة ، ومرة كانت كفيلة تسعدها عُمر ، تذكرت انبهارها ببزته العسكرية ، طوله ،سماره ، ونظرة حادّة تليق بعسكري ، خلتها سرحانة يومين ، رغم انها كانت مُراهقة ، أثّر فيها وبشدة ... بشدة وصلت لأحلامها !، تلاتة زيارات وهي تراقب فيه يجي لخالها ، كانت تفتح في روشن المطبخ بما يسمح لعينها تكحيله ، و أول مايطلع من عند الباب كانت تنهر في نفسها انها بدت خفيفة ! ، وتولي تسرح فيه .
من ناحية العُمر يبدو انه أكبر منها ، ومادورتش بتاتاً ، غالية كانت من حوش خالها للمدرسة والعكس بدون ماتقيم عينها ، ماتركزش في شباب جيلها ولا اللي قبله ، ولا عندها شخصية متفتحة ، كانت منغلقة بدون صاحبات ، جسم رقيق متوسط الطول ، و وجه بملامح صغيرة يعطيك انطباع انها شخص لطيف وصارم في الوقت نفسه ، ماحدّش شاف انها جميلة ...غير أدهم .
شهر ، شهرين ، تلاتة وأدهم مازارش حوش خالها ، عقلها كان يشتغل يومياً تحاول تفسر غيابه الغريب ، مرات عرف خالها انها مُعجبة بيه -تواضُعاً منها - ومنعه !، مرات هُو حس بيها وشد رجله ، وخداها الارهاق ، بعد خمسة شهور تحديداً ، لما كانت تُكنس في جنان الحُوش بالعرجون ، وبينما عيُونها كانو في التراب ، فجأة لاحظت التراب يطيح على البوتيل العسكري الأسود ، تخدّر دماغها لحظة ومن شدة اشتياقها حاولت تستوعب انه فعلاً بوتيل ، وانها ماتحلمش ، نست انها قدام راجل غريب .. وفي حوش خالها وشعرها مايستره شي ، ومرت خالها شافت اللي ظناته غلط !.
ضحكت غالية وهي تتذكر في مرت خالها ، كانت حقودة عليها !، ماتبيهاش ، رغم انها كانت اكبر من باقي بناتها ، فكانت تساعد فيها في كل شي ، لكن سبب الحقد كان مجهول بالنسبة ليها ، الله يرحمها ويسامحها كانت تحبها في الحالتين .
أنت تقرأ
نــدم : في خطى بطيئة !
Romance" أحياناً فيه أفعال وليدة اللحظة ، سواء كانت غضب او فرح ، يعني ... مش في صحو عقولنا بالضبط ، والافعال اللي تنتتج عن الاثنين مش ديمة ح تكون كويسة !، وممكن تندمنا وتعلمنا مية درس ...تعلمنا ماناخدوش قرار وليد اللحظة . - العمل الثالث للكاتبة زُحل .