الفصل العاشِر

294 25 3
                                    


طـرابُلِس - الثّانِية ظهراً .

كان صوت شخيره بحداها هو الصوت الوحيد الموجود في الحوش ، ومع هروب الضي آية كانت على أعصابها ، مش عارفة شن ادير ، تلفتت لقُصي بنظرة لُؤم اللي مايعلمش بيها ، وناضت وهي تكرر انه الكساد يعلم الفساد .. وهي هكي ح تفسد !.

حست انه خاطرها في حلو ، وضحكت وهي تتذكر في نسون شارعهم لما يقولو الحلو للولد ، مش مفروض تكون بنت ؟، فتحت الدولاب وهي متأكدة انه مهما كانت جنسية طفلها ح تحبه في الحالتين ، لكن يُفضّل لو انه ولد ..عندها عُرم أسماء حلوة وح يسُرها تختار بينهم لشبلها* .

كانت بتحط الكيكة في الثلاجة لما رجع الكهرباء ،وابتسمت وهي تفكر انها مش ح تستني هلبا بيش تاكل كيكتها ، كان المطبخ في حالة فوضى ، عكس أمها ، ماتعرفش تنظف وقتي ، كُل تركيزها للحلو قبل ، وتوا جي دور المطبخ ، لعبت بالصابون وفي تفكيرها انها هكي تنتقم من قُصي ويضطر يشري صابون تاني ، تفكير طفولي جداً !.

قُصي فتح عيونه مع اول صوت جي لأذنه ، التلفزيون ، تلفت لجهة آية ولقاها مهناش ، طبعاً يعلم الله شن تلبز ، توقيت الكساد عند آية في الظهرية ، تذكر لما نوضاته من نومه ع خاطر ماعرفتش تشغل الغاز ، من البنت اللي ماتعرفش تشغل غاز حُباً بالله ؟ لكن فوراً تذكر انها متعودة على الاشياء البسيطة وانه هذا كله ماكانش في الحُسبان ، سمع غناها من آخر الممر ، هي من قبل مطقوقة في دماغها يابال حملت ! ، وقف على الباب وهو يشوف في "الفرخة" متعه تغسل في الماعين  والرغوة في كُل مكان ، لوهلة ماركزش على تبذيرها إنما ركزو عيونه على ضحكتها ، طول الفترة ل عاشتها معاه ماكانش يشوف الا في الدموع ، -والشُكر لمن ياربي ؟- ، وحالياً تبان مرتاحة وسعيدة جداً، ضايقاته فكرة انه مايشوفش في ضحكتها إلاّ نادراً ..وكأنه غريب مش زوجها ؟!.

-آه قُصي ، نوضتك ؟!.
وحطت يدها على فمها ، لو كان في وضع تاني راهو ضحك على حركتها ، لكن هو مصدوم ، انها كانت في نظره المُزعجة اللي تزوجها رغبةً في ....
وضحك ، ضحك وطيّح قلب اللي واقفة تتفرج عليه وهي شادة بطنها خايفة البيبي يطيح من جمال الضحكة !، ومشي وهو قاعد يضحك أمّا هي فقعدت واقفة تقدّس في بقايا رنة ضحكته.

قُصي كان يضحك لأنه اكتشف حاجة مُضحكة ، اجابة قصيرة بسيطة مُقنعة ، عُنفه لآية كان تنفيس على حقده ، كانت الضحية الضعيفة اللي قدامه ، هي بخوفها وبهشاشتها خلاته ينفذ أفكاره المريضة ، وهو كان أكثر من مُرحِّب ..انعقدو حواجبه ، ماعُمره كان هكِّي ، وشاف لآية اللي خشِّت من الباب وقعمزت بحداه بِكُل أريحية ، منين جابتها الشجاعة هادي ؟ فكّر وهو يشوف فيها تبتسمله وتولي بتركيزها للكتاب ، والسُؤال الأهم .. علاش يفكّر هكي ؟.

 نــدم :  في خطى بطيئة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن