الفصل التّاسِع

320 29 7
                                    



طـرابُلِس - السّادسة صباحاً .

صوت طقات على الباب فيقت زكِيّة من مكانها ، لبست وشاحها وهي اتمتم بأذكار ، لأنها عرفِت فوراً من الطارِق !، شافت لباب الدّار المصكر نظرة أخيرة وفتحت الباب .

قابلها وجه قُصي وخافت ، هدوءه مُخيف وابتسامته جابتلها الرّيبة أكثر ، صبّح عليها وخش للحوش بدون مايعبّر المراة اللي قدامه ، لما مالقاش آية في مُحيط عيُونه تلفت لحماته المصُون وقاللها بنبرة مُتسلطة استفزتها :

- قوليلها تنوض .

واستغربت من نفسها ، قُصي ماعُمره حاول يهذِّب كلامه معاها وهي كان على قلبها زي العسل ، المهم بنتها في مكان يحسدوه عليها الجارات ، وتنهدت ... معقول كلام الناس عمي عيونها ؟ ، وخطرت في بالها فكرة .. زعما الناس يتكلمو ببنتها ومعاملة راجلها !؟ ، كانت زكيّة انسانة اتّبع في القيل والقال أكثر من المنطق ، مهووسة بمنظرها قدّام الناس ، كانت من صُغرها ماتبيش تلمح الشماتة من عين حَد ، كانت قوية والله شاهِد ، لكن اللي ماركزتش فيه زكية انه بنتها مش نفس قُوتها ، بنتها كانت ادوّر في دفي العيلة والامان والراحة ...واهم شي الحُب .

حطت كفها على خد بِنتها ، كيف تتصرف ؟، لو كانت بنتها مش حامل لكان عندها راي تاني ، لكن البنت في بطنها بيبي المُتسلط اللي برا !، صفِّت صوتها و وهي مقررة انه مكان بنتها مع راجلها .

لما شافتلها آية ..فهمت ، نظرة أمها الباردة كانت كفيلة ، وبدون أي مُحاولة نزلو دموعها ، معقولة ؟؟ معقولة أمها ح تردها للشيطان وبكامل إرادتها ، ناضت ببرود وغسلت وجهها كله تحت أنظار أمها، وبدون ماتتلفتلها مشت لقُصي وطلعت هي وياه ، صوت الباب كسر الهدوء وخلا زكية تستوعب انها بروحها ..

في السيارة كانت آية جامدة وهادية جداً ، شن مزال بتقاوم ؟، أمها سلمتها وكأنها تقول بالعبارة الصريحة " دبري راسك " ، حاولت تتغاضى على كون أمها شبه قُصي ... مفيش فرق ، هربت منها شهقة وهي تفكر في طفلها ، ح تغدقه بالحنان ، مش ح تخليله اي فراغ ممكن يحتاج لحد غيرها يعبيه زي ماصارلها ، مُستحيل تخلي طفلها يعيش أي شي ، ولا لمحة بسيطة ، ولو كان على حساب انها ح تضطر تعيش مع قُصي .

بذكر زوجها شبحتله وهو مركز على القيادة ، احتارت كيف الجمال هذا يكون بارِد هكي ، وخطرت على بالها فِكرة ، ياترى شن خلاه بارِد هكي ؟ ، وفي نفس اللحظة شافلها قُصي ..حبست انفاسها وهي تشوف لعيونه ، حتى لو كان يعامل فيها معاملة قذرة ، الاانها مازالت تحبه ، غارقة لأنفها ، ولوهلة شكت انها هبلت معاه ، مما خلاها تضحك وهو راقب ضحكتها بهدوء ماركزتش عليه ، لأنه في العادة يكره من يضحك بدون سبب ، صوت اشارات المرور ردّه لتركيزه و كان يفكر انه الفرخة اللي بحداه بدت تأثر فيها هرمونات الحمل !.

 نــدم :  في خطى بطيئة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن