الفصل الأول

1K 50 10
                                    


-نوضي !

كانت سلسبيل تنوض في أختها اللي تعشق النوم ، وسلسبيل الدكتورة ماكانش عاجبها نوم اختها الثقيل هذا ، من بعد ما اطلقت من ضياء ، بدت هدير تتحول لانسان كئيب ، أولاً لكونها استغلالية ، وثانياً لانها مطلقة في نظر المجتمع ... ومفيش حد مايعرفش نظرة مجتمعنا الحولة على نساءنا .

هدير كانت تحلم ، اغضاث أحلام ، يدين تجبد فيها لبقعة سودة بينما هي تحاول تتشبت بأي شي ، لكن في الأخير طاحت ، وفاقت .

-اوفف راسي .

قالت هدير وهي تحك في راسها بشي من الضيق ، وتلفتت تشوف لوجه أختها القمر ، سلسبيل كانت شقرا ، بعيون ملونات يطغى عليهم الأخضر ، و وجه دائري تماماً زي بوها ، شبحت الأخيرة لهدير ببرود ، وناضت بعد ما تأكدت انه اختها مش ح ترجع للنوم .

مشت بخطوات ثقيلة من سريرها للحمام ، ووقفت قدام المراية ، خسرت وزن ، وكسبت هالات ، غسلت وجهها وشافت للمراية ... شافت ضياء وراها ، ذكريات مزعجة شوية ...لا هلبا ، كان ديمه يكون بحداها لما تغسل وجهها ، وعلاش ؟ لانها حلوة لما تنوض من النوم !، وشافت لوجهها المرهق تاني ، اضايقت اكثر وطلعت .

- ماما انا طالعة اليوم ندور حوش .

انصدمت فتحية وكحِّت ، شافت لسلسبيل بعيون غايمة ورجعت لبنتها حبيبتها وهي تقول :

-علاش !؟، اهو حوش بوك كبير و واسع !

ضحكت هدير بضيق :
-بوي مش طايق يشوفني ، مش طايق يتذكر اني المطلقة اللي جابتله العار !

وسكتت فتحية بطلوع بنتها ، كان بوها كبير في العمر ، تقاليده ومبادئه بعمره ، وطبعاً انه تولي هدير بعد شهرين ناقصات من زواجها -مطلقة - ماعجباش ابداً ! .

البداية كانت من ضياء ، عجباته هدير .. حبها ! ، ومن اول ماجت عينه عليها مشي لبوها وهو مش طايق انها تكون غريبة بعد ماصارت قريبة لقلبه ، وكان يستنى في ردها ، وفعلاً ، هدير ردت بالموافقة !.

لكن اللي ماكانش يعرفه ، انه هدير قبلت في لحظة غضب ، وهذا كان ليه نتائجه ، كان ليه غضب ضياء لما عرف ، انها مافكرتش فيه زي مايفكر فيه ، انها ماحبتش ولو جزء من شخصيته زي ما حبها ، وكذلك ضياء اتخذ قرار في لحظة غضب ، الطلاق . 

درست هدير سيارتها قدام مقهى ، لكن مانزلتش ، قعدت تفكر ، قداش يوجع انك تحس الهوا ثقيل في حوش اهلك ، الحوش اللي من المفترض يضمك في كل حالات ، يعريك من الغربة  ، لكن حتى نوارة حوشهم مش طايقها ، يشوف فيها عبئ !، كيف بتقعد في حوش يقوللها اطلعي !.

 نــدم :  في خطى بطيئة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن